جمعية بيت المعلم في كفرقرع
تاريخ النشر: 18/11/14 | 10:12الأنسا ن مخلوق أجتما عي بجبلته وفطرته التي فطره الله عليها، أذ يعيش في مجموعا ت بشرية متجا نسة، متوائمة وصفا ت أصيلة مؤصلة فيه، مثل الخلقة، وما تمتاز به من مميزات تميزه عن سا ئر المخلو قا ت والكا ئنا ت الأخرى،
كالسمع والبصر والعقل والتفكير وجما ل الخلقة والتقويم. ولذا فهو لا يعيش بمفرده، ولا بد له من بيئة ينشأ ويعيش بها، ضمن أطار أجتما عي هيأه الله، وأمده بطا قا ت وعواطف وغرائز وثيقة الصلة به. وهذه المجموعا ت في جملتها مكونة من أسرة، ولعل كلمة أسرة مشتقة من كلمة (أسر) والتي تعني بمعنا ها العا م، القوة والمنعة، كما ورد في قوله تعا لى في سورة الأنسا ن (نحن خلقنا هم وشددنا أسرهم…………) . والأسرة نواة المجتمع وهي المكون الرئيس في النسيج الأجتما عي لأي مجتمع بشري، وأن تعددت أطيا فه وعاداته وثقا فا ته، وحتى تستقيم الحيا ة ويستمر البقاء وتعمر الأرض لابد من مقوما ت ومؤهلات لهذه الأستمرارية والوجود، فا نتدب الله من بين هذه الكا ئنا ت والمخلوقا ت، هذا الأنسا ن . قال تعا لى في سورة الرحمن (الرحمن علم القرآن خلق الأنسا ن علمه البيا ن).
وكلفه بهذه المهمة الشا قة وأرشده وهد ا ه الى السبيل القويم . فكا ن من الطبيعي أن يكون هنا ك فوارق وميزات يختص بها كل فرد في هذا الوجود وهذه الحيا ة والمحتمع لأن صلاح الدنيا وحفظ النوع الأنسا ني واستمرار البقا ء ضمن سنن وقوا نين اقتضتها السنة والحكمة الألهية .
ولذا تميز ابنا ء البشر وانفرد كل فرد (ذكرا أو أنثى) بخصا ئص ومزا يا فا لذكر ذكر .والأنثى أنثى وهم في الخلقة سواء . فكان المجتمع البشري متعدد الموا هب متنوع القدرا ت مختلف الخصا ئص والميزات, متفا وت في الذكا ء والنبا هة , فكان هنا ك العا مل بقوته يكدح ويكد بيده وقوته ونشا طه ,وهنا ك الفنا ن مبدع بفنه ومها رته وذوقه وتلون فنونه , وعا لم يبحث في ظواهر الأشيا ء ومظا هر الحياة والكون والطبيعة , وبا حث مفكر يستقرئ الأشيا ء ويستنبئ الظاهر الكونية , وأديب يوظف اللفظة والكلمة في بلوغ غا يته ومراده , فا نبثقت في المجتمع فئا ت وطبقا ت تتنا غم مع بعضها وتنسجم مع أحوا لها وظروفها .
فكانت طبقة الصنا ع والحرفيين ,والعلماء والفنا نين والأدباء والمعلمين , فهذه الشرائح الأجتما عية والأطيا ف الثقا فية مكون النسيج الأجتما عي لأي مجتمع بشري على هذا الكوكب ,ومن هنا نشأ ت الروابط والصلات بين أفراد هذه الفنون والمعارف والثقا فا ت والآداب , روابط وصلات ذات دلالة ثقا فية , اجتما عية , عا طفية علمية, أنسا نية وهكذا .
ومن هذا المنظور رأت فئة كريمة طيبة المسعى أن تنشئ (جمعية بيت المعلم) لما لها من دلالة وحظوة أجتما عية ومكا نة طيبة , ولتبقى هذه المنزلة من أجل المرا تب في المجتمع , واحترام الموروث التعليمي والثقا في لدى جميع أفراد المجتمع , لينظر اليه با عتبا ره رمزا للعطاء والتضحية وعنوانا للوفاء وصولا الى الرقي والتحضر على كا فة الأصعدة في هذه البلدة الطيبة وغيرها, وتهدف الى التواصل وحفظ التراث الثقا في والأجتما عي والأدبي الموروث, وتعزيز مكانة المعلم والنظرة السا مية له, با عتبا ره قدوة طيبة وأسوة حسنة والأخذ بيد الأبنا ء والأجيا ل الى ما يحقق لهم الحيا ة الكريمة والمكا نة الرفيعة , وما يتطلع اليه الأبنا ء والأجيا ل من غد مشرق أبي عزيز , وتحقيق الآما ل والرغا ب والطموحا ت الى المعا لي والمكا رم , ويتبوأ المثا برين المجدين المنزلة الكريمة في المجتمع , فكا ن المعلم يفرغ ما لديه من مخزون معرفي ثقا في تعليمي وفني في سمع ووجدا ن الأبناء والأجيا ل متمنيا لأبنا ئه وهذه الأجيا ل الرفعة والمنعة خدمة لأسرته ومجتمعه ……
فكل احترام وتقدير لكل معلم مخلص غيور , وله الدرجا ت العلا مكا فأ ة جزيلة على نبيل فعله ……………
كل احترام
محمد صبيح