لقاء حواريّ مع الأديبة ميسون أسدي
تاريخ النشر: 17/11/14 | 17:50اقيم هذا الاسبوع بمشاركة العشرات من محبي اللغة العربية مؤتمر “أدب الأطفال – الرؤيا ونحدّيات الواقع” الذي عقده مجمع اللغة العربيّة في الناصرة، حيث ترأس الدكتور محمود ابوفنه الجلسة الثانية التي كانت عبارة عن حوار مفتوح مع الأدباء: ميسون أسدي، فاضل جمال علي وميساء فقيه. وانطلق الحوار من الاسئلة التالية التي وجهها الدكتور محمود ابوفنه للأدباء المذكورين:
– كيف بدأتَ رحلتَك مع الكتابة للأطفال؟
– ماذا كانت الدوافع والأهداف؟
– بمَن تأثّرتَ في توجّهك للكتابة للأطفال؟
– هل تركّز على شريحة عمريّة معيّنة؟
– ما هي أيرز الموضوعات والقيم التي تطرّقتَ إليها في كتابتك؟
ثمّ وجّهتُ سؤالًا خاصًّا لكلّ أديب منهم اعتمد على قراءة متعمّقة لأعماله الأدبيّة للأطفال.
كانت إجابات الأدباء على تلك الأسئلة صريحة واضحة وافية ممتعة ومثرية مما أثلج الصدر، ووجد استحسانًا لدى جمهور المشاركين في المؤتمر!
ويسرّني أن أنقل لكم إجابات الأديبة ميسون أسدي عن الأسئلة التي وجّهتُها لها.
السؤال الرئيسيّ: الحديث عن تجربتها في الكتابة للأطفال
– كيف بدأت رحلتك مع الكتابة للأطفال؟
– كنت أحب الكتابة منذ صغري، وكانت لي عدّة محاولات، إلى أن عملت في مدينة يافا وهناك تعرفت على أهل هذه المدينة العربية وشاهدت بأم عينيّ البؤس الثقافيّ الذي يعيشه الأطفال هناك، عندها قررت أن أكتب أوّل قصة للأطفال بعنوان “فايقة ونعسان” التي طبعتها على حسابي الخاص ووزعتُها على الأطفال هناك، وكان ذلك عام 1987.
– ماذا كانت الدوافع والأهداف؟
– الدافع الأساسيّ هو اعتقادي الخاطئ بأن قصصي ستغيّر المجتمع وتُحدث ثورة في ذلك المكان، لكنّي لم أملك في ذلك الوقت وسيلة أخرى للتعبير عن رغبتي في التغيير، ومع مرور الوقت وعندما أصبح لديّ أطفال، تغيّرت الدوافع وأصبحت الكتابة بالنسبة لي شئًا آخر.. فعندما أكتب للأطفال أكون كما أحبُّ أن أكون، أتخيّل نفسي طفلة وأكتب كما كنت أتمنّى أن يكتبوا لي في طفولتي، وعندما أقرأ ما أكتب، أشعر بسعادة الأطفال. لا يوجد في الكَوْن ما يضاهي سعادة الطفل، إن الأمر يشبه تمامًا منظر الوالد الذي يشارك طفله لعبته وكأنّه يسلّيه، ولكنه في الحقيقة، يلعب بألعاب طفله ويشعر بنفس السعادة.
– بمن تأثّرت في توجّهك للكتابة للأطفال؟
– تأثرت بالكاتبة السويدية آستريد ليندغرين، والتي تتميّز بمخيّلة إبداعيّة استثنائيّة، كما أنها تملك قدرة قويّة على تأثيث قصص الأطفال بما يسحرهم من أشياء مختلفة، إن قارئ أعمالها يحسّ لا محالة بروحٍ طفوليّة نابضة وحيّة، وهذا يدلُّ على صدق تجربة استريد في طفولتها، وكونها بالفعل عاشت طفولة مليئة بالجمال والأحداث الممتعة. وأنا نفسي عشت طفولة مميّزة وتنعكس دائما في معظم كتاباتي.
– هل تركّزين على شريحة عمريّة معيّنة؟
– عندما تأتي الفكرة، لا أهتمُّ لأيّ شريحة هي، أكتب فقط، وتقوم دار النشر بتصنيفها، لذلك أصبح لي العديد من الكتب لجميع الشرائح العمريّة.
– ما هي أبرز الموضوعات والقيم التي تطرقتِ إليها؟
– أبرز الموضوعات والتي تكررت في أكثر من قصة وبأشكال متعددة ومختلفة بأسلوبها عن المتبع في هذا المضمار، هو موضوع “حقّ العودة” وقد جاءت مرّة على لسان كلب، ومرّة أخرى على لسان قطرة ماء وأخرى لنبتة عبّاد الشمس، وأيضا على لسان دجاجة وصيصانها.. وهكذا. وهناك موضوع آخر برز في كتاباتي، وهو كسر النمطيّة والآراء المسبقة التي يحملها الناس وينقلونها لأطفالهم. واهتممت كثيرا باحترام الآخر المختلف، اعتمادا على أنّ كلَّ شخص هو مختلف عن الآخر.. كما تطرقت لموضوع التحرّش الجنسيّ بالأطفال.
2- السؤال الثاني: بعد قراءتي لحوالي عشرين كتابًا من تأليفك للأطفال وقصصًا أخرى للكبار- أيّ أنواع القصص أحبّ لديك: الواقعيّة، الخياليّة، قصص على لسان الحيوان.. وبماذا تختلف كتابتك للأطفال عن كتابتك للكبار من حيث الموضوعات والقيم، اللغة والأسلوب، وأمور أخرى مثل: التطرّق لموضوعات حسّاسة كالتحرّش الجنسيّ والعلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة …؟
2- أحبّ الكتابة بلغة بسيطة يفهمها الجميع، وعند كتابتي للأطفال لا أتقصّد بتعابير منمّقة ولا أرتاب من الطفل المتلقّي. همّي الوحيد هو أن أكون مفهومة للغاية، وأبحث عن طرق إمتاع الطفل، فأنا لست معلّمة أو موجّهة، أنا مجرّد كاتبة تبحث عن التواصل مع قرائها بطريقة مبتكرة وممتعة في نهاية الأمر، بغضّ النظر عن نوعيّة القصّة إن كانت خياليّة أو واقعيّة وغيرها.. أما بالنسبة للعبر والأهداف من كلّ قصة والتي يتشدّق بها معظم الكتاب، فهي ليست في سلّم أولويّاتي..
أخيرًا: أرجو تزويدي بتفاصيل موجزة من سيرتك الذاتيّة لأستعين بها في تقديمك..
الكاتبة ميسون أسدي تكتب للأطفال وللكبار .صدر لها حتى الآن 30 قصة للصغار وخمس مجموعات قصصية للكبار
ورواية واحدة. تُدرس بعض قصصها في المدارس والمعاهد العليا، وتمّ ترجمة بعضها إلى أكثر من لغة. حازت على جوائز عديدة.
يكمن نجاح ميسون أسدي في قدرتها على تعرية الواقع ببساطة متناهية وتكشف في قصصها عن أسلوبها الشخصيّ وبصمتها الفنيّة المغايرة ولطالما استفزّت القرّاء بجرأتها وصراحتها وكسرها للتابو المحرّم بأدبنا المحلي.
يجد القارئ في قصص ميسون متعة كبيرة نابعة من أُسلوبها المميّز والمفاجئ في نهايات قصصها.