نجاح باهر لمؤتمر أدب الأطفال في الناصرة
تاريخ النشر: 18/11/14 | 16:11بمبادرة من مجمع اللغة العربية، وتحت شعار “الرؤيا وتحديات الواقع”، عقد في فندق “جولدن كراون” بالناصرة، مؤتمر أدب الأطفال بحضور واسع من الأدباء والأديبات، والكُتاب، وأساتذة اللغة العربية والمهتمين باللغة العربية وأصحاب دور النشر.افتتح المؤتمر بكلمة ترحيبية من قبل البروفسور محمود غنايم- رئيس مجمع اللغة العربية، ثم تكلم سليم غميض- مدير مكتب رئيس بلدية الناصرة، نيابة عن رئيس البلدية الناصرة علي سلام، الذي تم تكريمه، كونه صديق شرف للمجمع.
ترأس الجلسة الأولى وتولى إدارتها الدكتور حسين حمزة، من الكلية الأكاديمية العربية للتربية في حيفا، وتحدثت اليانور صايغ حداد، حول اللغة في أدب الأطفال المحلي (هدف أم وسيلة)، والتي عرضت الإطار الفكري للورقة بتمحور نقطتين أساسيتين وهو دور المعالجة الأوتوماتيكية للغة في الفهم، في ظل القدرات الذهنية المحدودة للإنسان بشكل عام، وللطفل بشكل خاص، والازدواجية في اللغة العربية والبعد اللغوي بين لغة الطفل المحكية ولغة الكتاب المعيارية أو الفصحى، خاصة على مستوى الكلمة، كما عرضت نتائج دراسات نفس/ لغوية حديثة تظهر مدى البعد المفردي بين لغة الطفل ولغة الكتاب، والصعوبات التي يواجهها الطفل في تمثيل الكلمة المعيارية في ذاكرته، وفي نشلها من الذاكرة، والذي من شأنه أن يعرقل عملية الفهم للنص المقروء والمسموع، وبالتالي يؤدي إلى إطفاء شعلة الحماس لدى الطفل فتضعف رغبته بالاستماع إلى النصوص أو قراءتها وقد يصل ذلك إلى حد قتل الرغبة لديه في التعامل مع هذه اللغة، حيث قدمت أمثلة من أدب الأطفال العربي بهدف إبراز ولاء الأديب للغة الفصحى وبديعها بدلاً من الاهتمام بالطفل وقدراته اللغوية والإدراكية.
أما الدكتور رافع يحيى من الكلية العربية للتربية في حيفا، والأستاذ سهيل عيساوي- باحث وكاتب أطفال، فتحدثا عن النهايات المغايرة في قصص الأطفال، وعن القراء والكتاب الذين يعتقدون بحتمية النهاية السعيدة في قصص الأطفال، على أمل زرع الأمل وتصوير الحياة بشكل أفضل، ويشارك الكُتاب في هذا الرأي بعض المختصين في علم النفس، إذ ينصحون بتقديم نهاية سعيدة من أجل تحقيق الاحتياجات النفسية لدى الأطفال.
أما الأستاذة سلوى علينات- طالبة دكتوراه في جامعة “بن غوريون” ومحاضرة في الجامعة المفتوحة، فتحدثت حول محطات في تطور أدب الأطفال الفلسطيني، حيث ينظر البحث الحالي إلى أدب الأطفال على أنه نص سياسي واجتماعي وثقافي من خلاله يمكننا أن نفهم تركيبة المجتمع وقيمه وأفكاره والصراعات الظاهرة والخفية، كما انعكست في القصص التي كتبت للأطفال، ففي قصص الأطفال التي نشرت في الضفة الغربية المحتلة، حيث عايش بعض كُتاب أدب الأطفال واقعهم، حاول هؤلاء أن يعكسوا في قصصهم صراعات عاينوها على المستوى السياسي فالصراع على الأرض والحرية والوطن المسلوب كان جزءاً حاضراً في كتاباتهم في قصص الانتفاضة الأولى، وحول الصراع الحضاري بين الثقافة الغربية والثقافة العربية التقليدية في بعض قصص مرحلة أوسلو وحول قصص الانتفاضة الثانية.
وفي نهاية الجلسة، افتتح مجال الأسئلة والنقاش من قبل الحضور، حيث علقوا بمداخلاتهم الغنية حول المواضيع التي طرحت.
بعد الاستراحة، افتتح الجلسة الثانية وأدارها د. محمود أبو فنّة- عضو في مجمع اللغة العربية، حيث رحب بكتاب قصص الأطفال الذين وضعوا بصمة مميزة في هذا المضمار، ثم قام بمحاورتهم، وهم: ميسون أسدي، فاضل علي وميساء فقيه. وقد تمحور اللقاء حول بداية رحلة الأدباء مع الكتابة للأطفال، ثم الدوافع والأهداف، ومن من الكتاب أثر في توجّههم للكتابة للأطفال، وعن الشرائح العمريّة التي يركزون عليها، وأبرز الموضوعات والقيم التي تطرقوا إليها، وبماذا تختلف الكتابة للأطفال عن الكتابة للكبار من حيث الموضوعات والقيم، اللغة والأسلوب، وأمور أخرى.
وفي نهاية الجلسة، قام الحضور بتوجيه الأسئلة للأدباء والنقاش عما ورد بحديثهم.
وقال البرفيسور محمود غنايم رئيس المجمع: الهدف من المؤتمر هو معالجة أدب الأطفال داخل البلاد، وهناك العديد من القضايا التي طرحت في المؤتمر، القضية الأساسية قضية لغة أدب الأطفال، وكيف يمكن لنا أن تكون هناك لغة ملائمة للأطفال، لأن هناك مشكلة كبيرة اليوم في قصص الأطفال، والقضية الثانية هي قضية علاقة أدب الأطفال مع الواقع ولتشكيل الواقع، والأديب يجب أن يتساءل كيف له أن يكون لديه وظيفة في المجتمع.
يشار إلى انه أقيم معرضا لكتب الأطفال ل “أ. دار الهدى- زحالقة” على هامش المؤتمر.