الجامعة الأمريكية جنين تنظم مؤتمراً علمياً
تاريخ النشر: 19/11/14 | 9:11نظمت الجامعة العربية الأمريكية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، مؤتمرا علميا تحت عنوان ” نظام التربية العملية الجديد وانعكاساته على التعليم في فلسطين”، بمشاركة نخبة من الباحثين التربويين والمتخصصين على المستوى الوطني.
ويهدف المؤتمر العلمي الى وضع افاق ورؤى مستقبلية نحو تطوير نظام التربية العملية، وتطوير المساقات الجامعية لتلبي طبيعة التطبيق والتدريب في الميدان التعليمي ، وتحديد التحديات والمخاطر التي تواجه التربية العملية، وتطوير استراتيجيات جديدة في توجيه وتقييم الطالب المعلم، والمساهمة في تعزيز علاقات التشبيك والتعاون مع مؤسسات إعداد المعلمين في الوطن.
وشارك في افتتاح المؤتمر الذي أشرف على تنظيمه عمادة البحث العلمي، وقسم التربية في كلية العلوم والآداب، رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس، وممثل وزيرة التربية والتعليم العالي ووكيل الوزارة الدكتور فاهوم شلبي، وعميد البحث العلمي الدكتور محمد عوض، وعميد كلية العلوم والاداب الأستاذ الدكتور محمد أبو سمرة، بحضور نواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، ورؤساء الاقسام، وعدد من اعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية، وطلبة الجامعة، ومدراء وموظفي مديريات التربية والتعليم، ومدراء المدارس، وعدد من ممثلي الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى ممثلي الجامعات الفلسطينية ومدراء التربية والتعليم في قطاع غزة الذين تابعوا فعاليات المؤتمر من خلال البث المباشر على موقع الجامعة العربية الامريكية.
وافتتح رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس المؤتمر بكلمة قال فيها : “بدأنا بفكرة وحلم، والان لدينا رسالة ورؤية وهدف للنهوض بالتعليم العالي في فلسطين، استطعنا على مدار عقد من الزمن وفي ظروف استثنائية صعبة أن نقدم في الجامعة العربية الأمريكية قصة نجاح يحتذى بها فلسطينيا من خلال ترسيخ برامج أكاديمية عالية الجودة مصممة لتلبي احتياجات المجتمع، ومعتمدة محليا وإقليميا ودوليا، يتم مراقبتها ومراجعتها باستمرار لضمان فعاليتها، ويقدمها أعضاء هيئة تدريسية ذو مؤهلات عليا مدربون على أنجع أساليب التدريس المدعمة بأحدث الأجهزة التعليمية”.
وأضاف موجها حديثة للحضور، اليوم تحتضنكم الجامعة وكلها أمل وثقة بكم أن تكونوا على قدر المسؤولية، وأن تناقشوا جوهر التحديات بشفافية، وأن تضعوا الحلول البناءة القادرة على معالجة المشكلات المطروحة على جدول أعمالكم، اعلموا أن الله والتاريخ سيحاسبنا وأن أجيال فلسطين أمانة في أعناقنا، وأشار أن مخرج وزارة التربية والتعليم المدرسي هو مدخلنا الجامعي، والمنتج هو المعلم وأن هذه الحلقة انتابها اثار سلبية في مفاصيلها المختلفة أدى إلى ضعف العملية التعليمية في فلسطين، ووجود مدخلات ومخرجات بمستويات علمية متدنية حتى جاء مفهوم نظام التربية العملية الجديد الذي نأمل أن يعالج جوهر المشكلة.
وطالب الأستاذ الدكتور أبو مويس وزارة التربية والتعليم العالي بعمل دراسة في التدريب المهني الميداني في الإطار المحدد للأهداف، متمنيا أن يكون هناك برنامج موازي للتدريب الميداني بوجود معلم مرشد، والذي أصبح حلقة المدخل والمخرج، وأوضح أن هذه العملية ليست سهلة ونحن بحاجة إلى أفكار وابداع لدعم هذا الطرح الذي يواجه صعوبات وتحديات وهو محور المؤتمر العلمي اليوم، وختم حديثه بالقول: أتمنى نجاح المؤتمر العلمي وأن يخرج بتوصيات قابلة للتطبيق على أرض الواقع”.
من جهته قال ممثل وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتور فاهوم شلبي “إنه لشرف عظيم أن أكون ممثلا عن وزيرة التربية والتعليم الدكتورة خولة الشخشير، ومشاركا في هذا المؤتمر العلمي الهام، الذي تستضيفه الجامعة العربية الأمريكية، هذه الجامعة الناشئة والتي تنمو سريعا وتعمل بجدية على توفير المناخ التعليمي المميز وعلى توفير بيئة للبحث العلمي، ولولا ذلك لما التقينا اليوم في هذا الصرح العلمي الهام مع كوكبة من العلماء والباحثين للتداول في موضوع غاية الأهمية ألا وهو نظام التربية العملية الجديد”.
وأضاف: أن وزارة التربية والتعليم العالي تعطي لهذا النظام أهمية بالغة، وأفردت له استراتيجية جزئية من استراتيجيتها العامة، لأسباب عدة أبزرها أن عدد الطلبة الذين يدرسون التربية وأساليبها زاد عن 70 ألف طالب وطالبة، أي أنهم شكلوا ثلث الجسم الطلابي من الجامعات، مما يشير أن حوالي 20 ألف طالب تقريبا قد تخرجوا، ومن الأسباب أيضا أنه في العام الحالي تقدم لوزارة التربية والتعليم العالي ما يقارب 38 ألف طلب لوظيفة معلم 75% منهم اناث ،لملء شاغر 1200 معلما ممن تقاعدوا، مشيرا إلى سبب اخر وهو أن المسوحات والدراسات تؤكد وجود ضعف في أداء المدرسين في المدارس، نسبة كبيرة منهم بحاجة إلى التأهيل التربوي، وأن عملية التدريب الميداني أثناء الخدمة التعليمية من أعقد العمليات وتعمل إرباكا في العملية التدريسية، لذا لا بد من التوجه العملي أو ما يسمى التدريب وأن يكون قبل أداء الخدمة.
وأضاف الدكتور شلبي، “من أجل تعزيز النقاش في المؤتمر أريد طرح تساؤل وهو هل الجانب الأكاديمي النظري يحتاج إلى مراجعة وتغيير أم ماذا؟ وهل يوجد رضى عنه؟” موضحا، أن أهم التحديات في المجتمع الفلسطيني تتمثل في ترشيد في الاستهلاك بوجود غزو فكري شامل يحتاج إلى أمن فكري.
وختم الدكتور شلبي حديثه بالقول: لا بد من عمل ثورة حقيقية في المناهج الفلسطينية ابتداءا من الصف الأول أساسي حتى برامج الدكتوراه، مقدما اقتراحا في تأسيس وإنشاء أكاديمية تربية علمية عملية.
بدوره أكد عميد كلية العلوم والاداب الأستاذ الدكتور محمد أبو سمرة، على أهمية المؤتمر، والذي جاء تجسيدا للعلاقة المتميزة بين الجامعة ووزارة التربية والتعليم العالي من جهة، وبيان العلاقة الحتمية بين النظرية والتطبيق من جهة أخرى، فلم تعد التربية معلومات صماء تُلَقن للطلبة، أو خبرات فردية ترويها أجيال لأخرى، بل هي علم قائم بذاته، له نظريات لها واقع عملي، والتي أثبتت وجودها من خلال التطبيق الفعلي، والنتائج العملية المحسوسة، وأشار إلى أن اللجنة المشرفة على المؤتمر تلقت 33 ملخص بحث من أساتذة جامعات وموظفي وزارة التربية والتعليم (قسم إشراف وقسم قياس وتقويم) ، وتم اختيار 13 بحثا من أصل 17 بحثا قدمت كاملة إلى اللجنة المشرفة على المؤتمر.
من جانبه قال عميد البحث العلمي الدكتور محمد عوض، أن عمادة البحث العلمي تدعم نشر الأبحاث في مجلات علمية والمشاركة في مؤتمرات علمية عالمية، كما أن العمادة تمول الأبحاث الداخلية بمبلغ مميز بقيمة 10 الاف دولار للبحث الواحد، وتعمل على إعداد مقترحات جوائز بحثية للباحثين المتميزين، ودعم تأليف ونشر الكتب العلمية، بالإضافة إلى دعم مشاريع تخرج الطلبة ماديا، مشيرا الى ان عمادة البحث العلمي ستصدر قريبا العدد الثاني من مجلة الجامعة العربية الأمريكية للبحوث، وهي مجلة علمية عالمية، أخذت رقم تسلسلي معياري دولي وتختص ببحوث العلوم الطبيعية والإنسانية الأصيلة من داخل فلسطين وخارجها، داعيا الباحثين المشاركين في المؤتمر العلمي إلى تقديم أوراقهم العلمية للنشر في مجلة الجامعة تبعا لتعليمات النشر في المجلة.
بعد افتتاح المؤتمر العلمي انطلقت الجلسة الأولى التي ترأسها الأستاذ ثروت أبو زيد من وزارة التربية والتعليم العالي حيث قدم كلا من الدكتورة سحر عودة والأستاذ سامر الخطيب والأستاذ خالد ذياب من دائرة القياس والتقويم في وزارة التربية والتعليم العالي ورقة بعنوان “نظام التربية العملية المقترح وصعوبات التطبيق واليات التطوير، بينما قدم الأستاذ ماجد عودة من قسم الإشراف في مديرية التربية والتعليم في بيت لحم ورقة بعنوان “تقويم برنامج التربية العملي (1 – 4) في مدارس بيت لحم من وجهة نظر الطلبة المعلمين والمعلمين المرشدين”، أما الورقة الثالثة قدمها كلا من الأستاذة نادية جبر والأستاذة مي نزال بعنوان ” دراسة تحليلية لطريقة عرض البحث الإجرائي في مساقات التربية العملية في الجامعات الفلسطينية” ، أما الورقة الأخيرة في الجلسة الأولى كانت بعنوان ” دور الأساليب الإشرافية التي يستخدمها المشرفون التربويون في تحسين الأداء التدريسي للطلبة المعلمين” قدمها كلا من الدكتور عبد الكريم فرج الله من جامعة الأقصى والدكتور أحمد حسن اللوح من وكالة الغوث الدولية.
أما في الجلسة الثانية فقد ترأستها الدكتورة سبأ جرار من الجامعة العربية الأمريكية، حيث قدم الورقة الأولى الدكتور رأفت محمد العوضي من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، والتي كانت بعنوان “تطوير درجة ممارسة المشرف التربوي لمعايير التقويم الحديثة في ضوء الجودة الشاملة بنظام التربية العملية بكليات التربية في فلسطين كنموذج اقتراح”، والورقة الثانية كانت بعنوان “ضمان وضبط الجودة لتعليم مقرر التربية العملية في كليات التربية في الجامعات الفلسطينية في ضوء استراتيجية إعداد وتأهيل المعلمين في فلسطين”، أعدها وقدمها الدكتور نادر أبو خلف من جامعة القدس المفتوحة، وقدمت الدكتور لمى صلاح من وزارة التربية والتعليم العالي ورقتها بعنوان” واقع التربية العملية في الجامعات الفلسطينية والأردنية”، والورقة التالية كانت بعنوان “الصعوبات التي تواجه نظام التربية العملية” قدمتها الأستاذة امنة زيد الكيلاني من قسم الإشراف في مديرية التربية والتعليم في جنين، والورقة الأخيرة قدمها كلا من الدكتور أحمد عواد أمين والدكتور زياد أحمد إبراهيم من جامعتي النجاح والقدس المفتوحة بعنوان “التربية العملية الفعلية في جامعتي النجاح الوطنية والقدس المفتوحة بوجهة نظر الطلبة المعلمين”.
ترأس الجلسة الثالثة سائد ربايعه من جامعة القدس المفتوحة فرع جنين، حيث قدم الورقة الأولى الدكتور فايز أبو حجر من مديرية التربية والتعليم في غزة كانت بعنوان ” أثر التدريس المصغر على تنمية بعض مهارات التدريس لدى طلبة الجامعات تخصص تعليم أساسي”، والورقة الثانية كانت بعنوان “تقويم أداء الطلاب / المعلم في التطبيق العملي لمقرر التربية العملية مع المدارس المتعاونة في جامعة القدس المفتوحة من منظور مديري المدارس” قدمها الدكتور معتصم مصلح من جامعة القدس المفتوحة فرع بيت لحم، بينما قدم الدكتور مروان أبو الرب من الجامعة العربية الأمريكية ورقة بعنوان “تطوير برنامج لإدماج الطلبة المعلمين في معالجة صعوبات التعلم لدى طلبة المرحلة الأساسية الدنيا”.
أما أبرز التوصيات الذي خرج به المؤتمر، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العلمي الدكتور مروان أبو الرب: استمرار الجامعات في برنامج التربية العملية الجديد لما له من أثر فاعل في تخريج المعلمين الأكفاء، بينما تقوم الجامعات الفلسطينية الأخرى بتبني هذا البرنامج والتخلص من البرنامج القديم، بالإضافة إلى وجود حوافز مادية أو معنوية للمعلمين المشاركين في المشروع من أجل تخفيف العبء الوظيفي، كما أكد المشاركون في المؤتمر على أن يكون هناك تعاون بين الجامعات المشاركة في البرنامج ووزارة التربية والتعليم من أجل تفعيل البرنامج بشكل أقوى ومحاولة تذليل التحديات المرتبطة به في التطبيق.
وأضاف أن المشاركين في المؤتمر طالبوا بزيادة الأبحاث الإجرائية التي يُكلف بها الطلبة المعلمين، ومراجعة منهاج التربية العملية على فترات زمنية قصيرة نسبيا لتبقى مواكبة لمتطلبات العصر، ولسد الفجوة بين الإطار النظري والتطبيق العملي، والعمل على التوافق بين الجدول الزمني لبرنامج التدريب العملي من قبل كل من الجامعة ووزارة التربية (مدارس التدريب) وذلك قبل بداية الفصل الدراسي وبمعرفة الأطراف المعنية، وإجراء دراسة مقارنة لنظامي التربية العملية «الجديد والقديم»، مشددين على ضرورة تبادل الخبرات التربوية فيما بين الجامعات التي تقدم برنامج التربية العملية في الإعداد والتصميم والتقويم.