إغبارية يتحدث أمام هيئة الكنيست حول الخدمات الطبية
تاريخ النشر: 10/07/12 | 3:46النائب إغبارية: نسبة وفيات الأطفال العرب الرضّع تضاهي نسبة وفيات الأطفال اليهود بضعفين على الأقل خلال الخمسين سنة الماضية
في خطابه أمام هيئة الكنيست العامة عرض النائب د. عفو إغبارية اقتراح حجب الثقة عن حكومة نتانياهو، حول اتساع الفجوات بين الوسطين اليهودي والعربي وخاصة في مجال الخدمات الطبية. واستهل د. عفو كلمته بالتهكّم على تصريحات وزراء الحكومة الذين يربطون الحقوق بالواجبات وقال: “المواطنون العرب يطالبون بالمساواة منذ 64 عاما ولم تستجب حكومات إسرائيل المتعاقبة لمطالبهم”.
وقال د. عفو، تسعى حكومة نتنياهو لتجنيد الحريديم في الجيش ولا تطلب منهم الذهاب للعمل، وبالمقابل لا توفر فرص العمل للمواطنين العرب في المؤسسات والشركات الحكومية ولذلك نرى أن الغالبية الساحقة من عمال البناء الذين يعملون في العمل الأسود هم من العرب ويصل عددهم إلى 120 ألف عامل تقريبًا بأجر 200 شاقل في اليوم، يكاد لا يساوي راتب مخصصات البطالة. هذا هو حال الشاب العربي الذي تطلب منه الدولة الانخراط في الخدمة المدنية والتلويح الكاذب بالخدمة العسكرية، في حين تعترف الحكومة بوجود فجوة بمساواة شرائح معينة في المجتمع الاسرائيلي تخدم بالجيش ولا تحصل على الحقوق مقارنة بشرائح أخرى.
وحول الفجوات في الخدمات الطبية قال د. عفو، تجدر الإشادة بالمساهمة الايجابية لنائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان، لما يقدِّمه للضواحي والمناطق النائية، ولكن نسبة الحياة والأعمار عند العرب أقل منها عند اليهود، بل باتساع أكبر مع مرور السنين ولذلك فإن معدّل الموت عند العرب بارتفاع دائم مقارنة مع اليهود وخاصة بما يتعلق بوفيات الأطفال العرب الرضّع التي تضاهي نسبة وفيات الأطفال اليهود بضعفين على الأقل خلال الخمسين سنة الماضية، خاصة وأن الخدمات الطبية في ضواحي البلاد هي ليست في متناول اليد كما هو الحال في مركز البلاد، ولا بد هنا أن نشيد بإضراب الأطباء الصادق والداعم لسكان الضواحي ومطالبة الحكومة بمنح الأطباء المتخصصين الهبات لتشجّعهم من أجل خدمة هذه الشريحة الضعيفة في البلاد.
كما وتحدث د. عفو عن انتشار الأمراض المزمنة عند العرب وقال: “ليس من قبيل الصدف أن انتشار الأمراض المزمنة في الوسط العربي وخاصة مرض السكري الأعلى هو الأعلى عند النساء العربيات، وليس بعجيب، أن نسبة الإصابة بمرض السكري عند الأثيوبيين ارتفعت بشكل ملحوظ بعد هجرتهم إلى البلاد. كل ذلك مرتبط بممارسات الحكومات المتعاقبة وحكومة نتنياهو على وجه الخصوص بما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، نتيجة التمييز الصارخ في فرص العمل والتعليم والصحة، والنقص في العيادات الطبية التخصّصية في القرى والمدن العربية التي لا تصل نسبتها نصف معدّلها في المدن اليهودية. كل ذلك بالإضافة إلى صعوبة المواصلات في ضواحي البلاد وبُعد المراكز الصحية عن القرى والتجمعات العربية، والنقص البارز بعيادات الأم والطفل، ساهم إسهاما كبيرًا بازدياد نسبة الوفيات في الوسط العربي.
وتطرّق د. عفو إلى اتساع العنف والعنصرية في الشارع الاسرائيلي نتيجة هذه السياسة ووصل الأمر بالاعتداء على الأطباء والممرضين، كان آخرها اللينش الذي نفّذه ثلة من الطلاب اليهود في مدرسة (سيفر عتصيون) في يافا – تل ابيب ضد أربع ممرضات عربيات من الناصرة بتواطؤ مديرة المدرسة. هذه العنصرية الآخذة بالاتساع في مختلف مرافق الحياة في البلاد هي نتيجة التفوهات والقوانين العنصرية التي تنطلق من منصة الكنيست وتتسرّب للشارع الاسرائيلي.