العنف آفة اعتداء جسديا كان أو قمعا للعقل
تاريخ النشر: 19/11/14 | 10:47جاءنا من النّاطق الرسميّ لاتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين الشّاعر علي هيبي:
في مقرّ مؤسّسة “محمود درويش” في كفر ياسيف، وتحت شعار “العنف آفة اعتداء جسديًّا كان أو قمعًا للعقل” عقدت إدارة اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين اجتماعها الأوّل، يوم السّبت 2014/11/15 وذلك للمصادقة على النّصّ النّهائيّ للنّظام الدّاخليّ وإتمام مأسسة الاتّحاد طبقًا للقرارات الّتي كانت قد صدرت عن المؤتمر التّأسيسيّ الأوّل، والّذي انعقد في حيفا بتاريخ 2014/6/19 وكذلك لوضع برنامج عمل للاتّحاد للسّنة القادمة.
وقد افتتح الاجتماع رئيس الاتّحاد الكاتب فتحي فوراني، ومن ثَمّ تولّى الأمين العامّ الكاتب سعيد نفّاع إدارة الاجتماع طارحًا جدول الأعمال. وكانت المصادقة على النّظام الدّاخليّ أولى نقاطه، وما يترتّب على ذلك من إتمام المأسسة واقتراح برنامج عمل سنويّ للاتّحاد يصبو إلى تحقيق الأهداف الّتي وضعها الاتّحاد لتدعيم وتقوية المشهد الثّقافيّ للعرب في بلادنا، على كافّة أبعاده الأدبيّة والاجتماعيّة والسّياسيّة انطلاقًا من مركزيّة الثّقافة في رقيّ حياة كلّ شعب.
وبعد نقاش مستفيض ومسؤول تمّت المصادقة على الصّياغة النّهائيّة للنّظام الدّاخليّ واتُّخذت القرارات التّالية:
1. اعتماد الاسم: “اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين”
2. انتخاب أمانة عامّة مكوّنة من الرّئيس ونائبه والأمين العامّ والنّاطق الرّسميّ وسكرتير الإدارة وأمين الشّؤون الماليّة وعضو إدارة إضافيّ هو الشّاعر نزيه حسّون.
3. انتخاب الكاتب عصام خوري سكرتيرًا للإدارة.
4. انتخاب الكاتب أسامة مصاروة أمينًا للشّؤون الماليّة، ولجنة ماليّة من رئيس الاتّحاد الكاتب فتحي فوراني ونائب الرّئيس الكاتب عبد الرّحيم الشّيخ يوسف، على أن يضاف لها عضوان إضافيّان ممّن تعذّر عليهم حضور الاجتماع.
5. انتداب الأمانة العامّة كلجنة قبول المنتسبين الجدد للاتّحاد وقد انتخب لعضويّتها في مهمّتها هذه النّاقد د. محمّد خليل.
6. انتخاب النّاطق الرّسميّ للاتّحاد الشّاعر علي هيبي رئيسًا للّجنة الثّقافيّة، أمّا أعضاؤها فهم: الشّاعر أسامة ملحم والكاتبة اسمهان خلايلة والكاتب نعمان عبد القادر والكاتب عصام خوري والكاتب مفيد صيداوي والكاتب فتحي فوراني.
كما ناقش أعضاء الإدارة عددًا من النّقاط الهامّة والّتي تتعلّق بوضع إطار عامّ للبرنامج الثّقافيّ والأدبيّ، وقد تقرّر أن ينفّذ الاتّحاد ستّة أنشطة ثقافيّة مركزيّة في السّنة، على أن يكون النّشاط الأوّل في منطقة المثلّث على شرف اليوم العالميّ للّغة العربيّة، والّذي يصادف يوم 2014/12/18 وفقًا لقرار اليونيسكو.
وقد شدّد الأعضاء على ضرورة التّواصل مع الجمهور والمؤسّسات في المجتمع العربيّ لنشر الثّقافة والأدب والسّمو بالمشهد الثّقافيّ العامّ. وقد طرحت مجموعة من الأفكار الّتي تساعد على تنجيع عمل الاتّحاد إعلاميًّا وتربويًّا في الدّاخل والخارج، ومنها رعاية الأقلام النّاشئة والواعدة وإصدار مجلّة ثقافيّة وتوثيقيّة وفتح موقع الكترونيّ لتسهيل التّواصل بين الأعضاء والجمهور، وبين الاتّحاد والاتّحادات في الدّاخل والخارج، وبخاصّة في العالم العربيّ والمؤسّسات الأخرى، وكذلك الوصول إلى الأدباء الّذين لَمّا ينتسبوا، كذلك أقرّت الإدارة البدء بإصدار استمارات الانتساب وفيما بعد بطاقات العضويّة للاتّحاد، كما تقرّر متابعة الاتّصال مع وزارة الثّقافة الفلسطينيّة والأدباء من أبناء شعبنا في سائر المؤسّسات والهيئات الثّقافيّة في مناطق السّلطة الفلسطينيّة، للحدّ من الهجوم القاسي الّذي يتعرّض له اتّحادنا والمغذّى بمعلومات خاطئة وتشويه مقصود من جهات مغرضة في الدّاخل.
وقد تطرّق أعضاء الإدارة من خلال نقاشهم إلى قضيّتين هامّتين وبالغتَيْ الخطورة، الأولى حول أحداث العنف المستشرية في قرانا والمدانة وآخرها في قرية “أبو سنان”، وشدّد المتناقشون على ما تسبّبه هذه الأحداث من زعزعة لاستقرار قيم التّواصل والتّكافل بين أبناء البلد الواحد، ومن انهيار للنّسيج الاجتماعيّ بين شرائح شعبنا، ونحن في أمسّ الحاجة للوحدة والتّآخي والتّقارب خاصّة في ظلّ هجمة السّلطة على حقوقنا اليوميّة والمدنيّة والقوميّة ومحاولات قمع واستهداف بقائنا ولغتنا وطمس هويّتنا العربيّة الفلسطينيّة. إنّنا كاتّحاد للأدباء يحسّ ويعيش واقع جمهورنا ويتألّم لآلامه ويرى الدّرك الّذي يراد لنا أن ننزلق إليه ندين كلّ ظواهر العنف من أيّ طرف أو جهة وندعو للتّصالح السّريع والأخويّ في “أبو سنان” ونحذّر من محاولات البعض من اللّعب على دماء شبابنا وأهلنا، ونحذّر من الّذين يؤجّجون نار الفتنة والطّائفيّة البغيضة، ولذلك نحن نشدّ على أيدي العاملين على تطويق الأحداث والمهتمّين بالاستمرار في ترسيخ دعائم وقيم المحبّة والخير، وهي قيم متجذّرة في صميم وجدان شعبنا.
أمّا القضيّة الثّانية فهي لا تقلّ خطورة عن سابقتها، فقد تعرّض أحد معلّمي اللّغة العربيّة في باقة الغربيّة لحملة تحريض ظلاميّة تتستّر بالدّين من قبل بعض العناصر الّتي تسمّي نفسها “أنصار الحقّ”، ورأت الإدارة أن الحقّ وكلّ الحقّ يكمن في حرّية التّعبير وحريّة المعلّم أن يختار لطلاّبه ما يريد من موادّ مساعدة لهم في زيادة ثرواتهم المعرفيّة وتوجيه ذائقتهم الفنيّة، ولكلّ أديب الحقّ في أن يكتب ما يرتأيه وما يؤمن به.
ونحن كاتّحاد للأدباء نؤمن وندافع عن مبدأ لا حيدة عنه، هو حريّة الأديب في الكتابة في كلّ موضوع ولا يحقّ لأحد أن يحجر على الدّين والمعتقد والرّأي ولا أن يكمّ أفواه النّاس، كائنًا من كان. فقد انتهت عصور الظّلام والجهل، ولكنّ الظّلاميّة والتّجهيل يطلاّن بين الفينة والأخرى، ولذلك ندعو للكفّ عن هذا الأسلوب الرّخيص الّذي يودي استخدامه إلى الهلاك الرّوحيّ والوجدانيّ، كما يودي استخدام الأسلحة إلى الهلاك الجسديّ والوجوديّ.