من الواقع:عتاب واستغراب

تاريخ النشر: 20/11/14 | 10:44

أن يكذب فلان أو علان فهذا مما يجري ويقع، وكم!
أما أن تتبنّـى الصحافة/ الإعلام/ المواقع كذبة ما، تنشرها كما أرسلها أحدهم، فهنا المأخذ!

فلان يكتب خبرًا ويخلع على نفسه بعض الألقاب: دكتور، بروفيسور، قائم بأعمال، سفير الأدب، الشاعرة، رئيس كذا وكذا فهذا من شأنهـ/ا، وصدق حافظ إبراهيم:
تعشق الألقاب في غير العـلا *** وتُـفـدّي في النفوس الرتـبـا

فليدّع وليكذب من شاء كما يشاء، فالكذب شائع وذائع، والناس في مشاغلهم يسمعون ولا يسمعون، يجاملون، أو يتحملون، و”كل يدعي وصلاً بليلى”، وهي لا تدري.

ولكن الإعلام من واجبه أن يصدُق قراءَه ومستمعيه ما وسعته الحيلة، فلا يسجل ولا يذيع إلا الصحيح، وبعد أن يمحّص ويتفحص، ذلك أن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن المتلقي:

من الذي يخدع الجمهور حقًا؟ ذلك الفرد أم الإعلام؟

****

كثر البهتان والتزييف والدجل في مجتمعنا وفي كثير من الأصعدة، وقد لاحظت مؤخرًا أن الكذبة التي يطْـلقها أحدهم ما يلبث أن يصدّقها هو، تمامًا كقصة جحا.

سألني أحدهم: ولمَ تصمت، والساكت عن الحق ….(وخجل من أن يكمل)؟
قلت له: ألم تسمع بالحديث: “رحم الله امرءًا قال خيرًا فغنم، أو سكت فسلم”؟

أصدقك أنني لا أستطيع التصدي والتحدي في غمرة ما نشاهد ونسمع من الدجل والتزييف على المستوى السياسي والاجتماعي والتعليمي والتربوي واليومي، وإذا استطعت أن أجابه وأظهر الزيف في أمر ما فإنني لا أستطيع في كل أمر.
هل تريدني دون كيشوت جديدًا؟

***
أعود إلى الإعلام:
تعال نتفق أن الأمانة تقتضي أن ينشر الأعلام ما هو موثوق مدروس ومفحوص وجدي وموضوعي، وقديمًا لقبوا الصحافة: “صاحبة الجلالة”، والجلالة تستلزم الوقار والاحترام والثقة، فلا يجعلنها أحد تحمل على رأسها تاجًا من الأشواك!

ب.فاروق مواسي

faroq

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة