الاحتلال يحاول فرض أمر واقع بتواجد يهودي يومي بالاقصى

تاريخ النشر: 11/07/12 | 3:42

وصل الى موقع بقجة بيان صدر عن مؤسسة الأقصى للوقف والتراث جاء فيه:خلصت دراسة إحصائية ميدانية أعدتها “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” بالتعاون مع “مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات” بأن الاحتلال الاسرائيلي يحاول فرض أمر واقع في المسجد الأقصى يقضي بتواجد يهودي يومي في المسجد الأقصى على ثلاثة محاور، أولها اقتحام المستوطنين وجولاتهم شبه اليومية في الاقصى التي يتخللها اداء صلوات يهودية وطقوس تلمودية، المحور الثاني اقتحام الجنود بلباسهم العسكري وجولاتهم الاستكشافية والارشادية، المحور الثالث اقتحامات لمجموعات المخابرات وجولاتهم في أنحاء أبنية المسجد الأقصى المبارك، وذكرت “مؤسسة الأقصى” أن الاحتلال يحاول تعزيز التواجد اليهودي في الاقصى-خاصة في الفترة الصباحية- بواقع ما متوسطه 450 مستوطناً شهرياً، و300 عنصر مخابرات وجنود بلباسهم العسكري شهرياً أيضاً، وذلك بهدف ايجاد صورة نمطية “روتينية” بالتواجد اليهودي في الاقصى– الامر الذي يتوجب الحذر منه والانتباه في التعاطي معه-، أو ما يمكن تسميته تقسيم غير معلن للمسجد الاقصى بين المسلمين واليهود، وأشارت المؤسسة في دراستها ان رفد المسجد الاقصى بمئات المصلين والمرابطين صباحاً وبآلافهم او عشرات آلافهم على مدار ايام الاسبوع والسنة من خلال “مسيرة البيارق” و”مشروع إحياء مساطب العلم في المسجد الاقصى” وفعاليات إحياء المسجد الاقصى الدورية والمختلفة، وتواجد الاهل المقدسيين واهل الداخل، تمنع الاحتلال من رفع سقف التواجد اليهودي اليومي ويقلل من الاقتحامات الجماعية، وحذّرت “مؤسسة الاقصى” من هذا المخطط الاحتلالي الخطير واعتبرته خطوة متقدمة لتهويد المسجد الاقصى، وأعلنت رفضها القاطع لاقتحام ولو مستوطنا أو جندياً احتلالياً واحداً للمسجد الاقصى، وطالبت المؤسسة الحاضر الاسلامي والعربي والفلسطيني بالتعامل مع هذا الملف بشكل يوازي ويتناسب مع خطورته وتبعاته على مسرى الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم-.

وقد جاءت دراسة “مؤسسة الاقصى” وسط تكرار دعوات من قبل منظمات يهودية لتصعيد الاقتحام اليومي للمسجد الاقصى، وزيادة وتيرة “النشاط القضائي” لهذه المنظمات بهدف الضغط على الاحتلال الاسرائيلي برفع سقف الاقتحامات والصلوات اليهودية اليومية للاقصى.

الى ذلك دعت”مؤسسة الاقصى” الاهل في الداخل الفلسطيني والقدس وكل من يستطيع الوصول الى المسجد الاقصى الى تكثيف شد الرحال الى الاقصى خلال العطلة الصيفية – وحقيقة نشهد تواجد مكثف من هذه الناحية منذ بداية العطلة الصيفية- وخلال شهر رمضان المبارك، علاوة على التواصل اليومي واداء الصلوات في المسجد الاقصى، خاصة في الفترة الصباحية، على مدار ايام الشهر والسنة، وهو الامر الذي يعتبر صمام الامان وخط الدفاع الاول عن المسجد الاقصى والتصدي لمخططات وممارسات الاحتلال.

وجاء في الدراسة الاحصائية والميدانية والتي احصت عدد المقتحمين للمسجد الاقصى خلال السنوات الاخيرة وخاصة سنة 2011و2012، أن عدد المقتحمين للمسجد الاقصى من المستوطنين في الاشهر الستة الاولى من العام الجاري وصل الى 2722 مستوطناً، مقابل 2772 مستوطنا في الاشهر الستة الاولى من عام 2011، أي ما معدله 450 مستوطناً في الشهر الواحد، اما عدد المقتحمين من الجنود بلباسهم العسكري وعناصر المخابرات فوصل الى 1953 جندياً في الستة الشهور الاولى من العام الجاري، أي ما معدله 300 جندي وعنصر، وهنا لا بد من الانتباه ان اقتحامات الجنود بلباسهم العسكري وجولاتهم الاستكشافية والارشادية بدأت منذ مطلع العام الجاري فقط – بعد ان توقفت بشكل كامل منذ انتفاضة الاقصى عام 2000م-، وكذلك تكثيف الاقتحامات الجماعية لعناصر المخابرات الاسرائيلية، حيث أن معدل مثل هذه الاقتحامات في العام 2011 لم يتعد 50 عنصرا بشكل تقريبي- (لا تتوفر لدينا اعداد دقيقة للعام 2011م- ).

ومن جملة ما يمكن ملاحظته من تجديدات أخرى، ان اسلوب الاقتحامات قد تغيّر بشكل نسبي خلال السنة والنصف الاخيرة، فبعد أن كانت الاقتحامات شبه موسمية ومتركزة فيما يسمى بـ “الاعياد اليهودية”، اصبحت الاقتحامات شبه يومية، وان كان بأعداد قليلة، لكن الاقتحامات الأوسع ما زالت خلال “الاعياد اليهودية” أضيف لها هذا العام الاقتحامات خلال ما يسمى بـ” الاعياد الوطنية اليهودية”، كما لوحظ هذا العام ازدياد وتيرة الصلوات اليهودية العلنية والجماعية في المسجد الاقصى، والاعلان عن مثل هذه التدنيسات وغيرها كما حدث في حادثة رفع العلم الاسرائيلي عند درج قبة الصخرة، كما لوحظت التغطية الاعلامية المتزايدة للصلوات اليهودية في الاقصى من قبل كثير من وسائل الاعلام الاسرائيلية، إضافة الى ان عدداً من السياسيين واعضاء الكنيست الاسرائيلي وقيادات الاحزاب السياسية- فيغلين على سبيل المثال- وما يسمى بـ ” القيادة الدينية اليهودية” شاركوا في أكثر من اقتحام للاقصى هذا العام .

الى ذلك فقد تسربت في الايام الاخيرة معلومات صحفية من مصادر عبرية أن منظمات يهودية عدة اجتمعت لوضع خطة لتصعيد اقتحامات اليهود اليومية للاقصى وأدائهم للصلوات فيه، حيث تداولت هذه المنظمات عدة اقتراحات منها، تصعيد الاقتحام والصلوات اليهودية اليومية للاقصى، تنظيم مظاهرات واعتصامات للمطالبة بالسماح بصلوات يهودية يومية في الاقصى، زيادة وتيرة “النشاط القضائي” وتقديم ملفات الشكاوى وطلبات تنفيذ قرارات قضائية اسرائيلية بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد الاقصى، تقديم طلب عاجل لقائد الشرطة الاسرائيلية بالسماح بصلوات يهودية جماعية خلال الشهر الجاري تتعلق بمناسبة “دينية يهودية” يطلقون عليها “الايام المصرية”، تكثيف النشاط الاعلامي ، حيث نظمت يوم 9/7/2012 جولة لنحو 30 اعلامياً اسرائيليا اقتحموا الاقصى لشرح نظرة وخطة المنظمات اليهودية بهذا الشأن.

رفد المسجد الاقصى بالمصلين والمرابطين هو صمام الامان للاقصى:

بالمقابل قالت “مؤسسة الاقصى” أن نشاطات احياء المسجد الاقصى والتواصل معه يومياً يمنع الاحتلال من رفع سقف التواجد اليهودي اليومي في الاقصى، ويقلل بشكل نسبي من حدة تغوّله واعتداءاته على الاقصى، مؤكدة ان رفد المسجد الاقصى بالمصلين والمرابطين خاصة في الفترة الصباحية الباكرة هو صمام الامان وخط الدفاع الاول عن الاقصى، معتبرة ان شد الرحال الى الاقصى هو واجب الوقت تجاه اولى القبلتين.

وذكرت المؤسسة ان نشاطات احياء المسجد الاقصى تتنوع، اذ تقوم “مؤسسة البيارق لإحياء المسجد الاقصى” بنقل المصلين عبر “مسيرة البيارق” يومياً ومجاناً من كافة قرى ومدن الداخل الفلسطيني للصلاة في الاقصى، ويبلغ المعدل السنوي للحافلات نحو 8000 حافلة سنوياً، فيما تقوم “مؤسسة عمارة الاقصى” على “مشروع احياء مساطب العلم في الاقصى” وتواجد نحو 200 طالب وطالبة علم بشكل يومي وفي ساعات الصباح الباكرة، بالاضافة الى مشروع صلاة الضحى وعقد القران في الاقصى، كما وتقوم “مؤسسة القدس والتنمية” بمشاريع اجتماعية مهمة في مدينة القدس ومحيط الاقصى، فيما تقوم “مؤسسة الاقصى للوقف والتراث” بمشروع “إفطار الصائم في رمضان” ومجموعة مشاريع تصب في تكثيف التواجد اليومي في المسجد الاقصى، ناهيك عن النشاط الاعلامي المتنوع الذي يبزر قضية المسجد الاقصى ويحاول ان يبقي القضية حاضرة على كل المستويات، بهدف التفاعل معها والتصدي للمخططات الاحتلال، إضف الى ذلك النشاطات الدورية واحياء المناسبات في الاقصى، والنشاطات النسائية خاصة ما تقوم به “مؤسسة مسلمات من أجل الاقصى” .

وخلصت “مؤسسة الاقصى” بأن كل ما يتعرض له المسجد الاقصى من اعتداءات هو نتاج لواقع الاحتلال الاسرائيلي للقدس والاقصى، وان هذه الاعتداءات لن تنتهي الى بزوال الاحتلال الاسرائيلي عنهما”.

محمود ابو عطا-

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة