تعليق على قصيدة الشاعرة فاتن مصاروة "سقط السؤآل"

قصيدة الشاعرة فاتن مصاروة

سقط السؤآل

سَقَطَ السؤالُ عَلى السّؤالِ

مُبَعْثَرًا, في سَكْرَةٍ

مَوْؤودَةٍ

في بِئْرِ يوسُفَ يَكْتَوي

وَدُموعُ بِئْري تَنْزِفُ

… مِثْل السّؤالِ

….بِلا هُدى….

وَأنا….تَراني….

بَيْنَ غَيْث تَساؤُلٍ

وَهَشاشَةٍ طَوَتِ الزّحامَ

……مَنارَةً

نِبْراسُها أوْتارُ فَجْرٍ تُعْزَفُ……

**************

*حلُمٌ يكتوي في بئر يوسف*

تعليق الدكتور سامي ادريس على القصيدة

يا لحلاوة وطلاوة بدايتك في قولك سقط السؤآل على السؤآل على السؤآل على السؤآل .. فهو غيث تساؤلٍ أو تساؤلات مبعثرة في سكرة وسرحةٍ خارج المألوف واليومي والعادي ، هي طلعةٌ للأعالي تتشوف للحرية والانعتاق السريالي الحر، ولكن الشاعرة تصفها بأنها مو…ؤودة .. والمؤودة كلمة قرآنية وهي البنت التي كانت تُقتل وهي حيّة خشيةَ العار والفقر.. وعلية فقد قُتل هذا الحلم وأُجهزَ عليه وهو حي قبل اكتمال فرحتهِ ونشوتهِ.. ماذا أفعل إن فاتن توحي لي بكل هذا وأكثر في رقيها الفكري والشعري وانتقائها للمفردات المعبرة.. أفبعد هذا الشعر تتهمون النقد بالتحيز للمرأة .. نعم أنا أنحاز بكليتي لمثل هذا الشعر ولشعر المرأة إذا كانت كفاتن. وتنقلنا فاتن من بئر يوسف حيث يكتوي حلمها الغض الى منارة الفجر التي تعزف أوتاره سمفونية النور. بقي أن أشير الى الصورة المرفقة بالقصيدة فقد جاءت موائمةً لمضمونها من انبلاج الفجر وطيران الفراشة نحو عالم الحرية.إنها تقول بملْ فيها : اعطني حريتي أطلقْ يديا ** إنني أعطيتُ ما استبقتُ شيّا….لمثل هذا الشعر فليبكِ الناقد الذواقة، وأعرف القصائد التي تبدأ بالسقوط.. سقط القناعُ .. وسقط النصيفُ .. لكن سقوط السؤال.. سؤآل فاتن وكون حلمها وحيداً يكتوي في بئر يوسف.. واعترافها المباشر في قولها : وَدُموعُ بِئْري تَنْزِفُ

… مِثْل السّؤالِ

….بِلا هُدى….

الله الله يا فاتن كم أنت علوية الذوق ورهيفة السر ونبيلة المرمى كهذه الفراشة التي خلقت لتطير .. الطيران والترنح بأجنحتها الوردية والزهو بجمالها وتقديسه كآلهة تطل من الأعالي هو هدف وغاية. ماذا أقول بعد هذا أأدعو لك ببيتٍ من قصب لا تعبَ فيه ولا صخب ولا نصبْ لتكتبي شعراً بهذا البهاء. أم أكون قاسياً وأنا لست كذلك فأدعو لك أن يظلّ حلمك في بئر يوسف ينتظر وينتظر وينتظر حتى يأتيه المخلص المنقذ وعندها سيكون شعر المعاناة كالشهد وكالصهباء أحلى.