نداء الى أصحاب الضمائر واصحاب النفوس الكبيرة!
تاريخ النشر: 20/11/14 | 14:58فوجئت للسماع من خلال وسائل الاعلام عن قضية جواد كبها ابن قرية برطعة الابية الذي اهين وسمع شتائم تعتذر عن سماعها حتى البرابرة. قبل بداية حديثي ابعث اعتذاري واسفي لجميع أبناء قرية برطعة والى كل مؤمن من اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام.
نرفض هذا التصرف رفضا قاطعا، نندد بعدم تكراره وعدم الانجرار وراء المتطرفين الذي لا يدركون قيمة العيش المشترك، لا يليق بنا كأمة ولا كطائفة مثل هذا التصرف مهما وصلت حدة الخلاف في الآراء والخلاف في الانتماء، علينا ان ندع الاتزان والاعتدال ان يكونوا اسياد الموقف.
انا شخصيا كابن دالية الكرمل وكفرد من افراد الطائفة الدرزية اشعر بالخجل من هذا التصرف ومن التجربة التي مر بها السيد جواد كبها واقولها صدقا وليس مجاملة، انت ابن دالية الكرمل وابن الطائفة الدرزية يا جواد ويشرفنا ذلك.
في ضل هذه الأوضاع الحرجة التي تمر بها البلاد اناشد جميع اصحاب الضمائر الحية والنفوس الكبيرة ان يتعالوا عن صغار الأمور وعدم السماح لقلة لا ذكر لها ولا تأثير ان تثير الخلافات والنعرات الطائفية بيننا كأقليات.
مهما نمت بذور الفتنة، علينا جميعا ان نعمل على القضاء عليها، علينا ان لا ننسى ان في الطائفة الإسلامية لنا اهل واخوة وأصدقاء واقارب وهم جزء لا يتجزأ منا والعكس تماما، في الطائفة الدرزية اشخاص عملوا وساعدوا وحضنوا اخوتهم من الطائفة الإسلامية وليس هنالك حاجة للعودة الى التاريخ لنثبت عزة ونخوة وكرم بني معروف في الدفاع عن الأرض والعرض وصيانة حق الجيرة واحتضان اخوتهم المهجرين من القرى المجاورة آنذاك.
للأسف، الوضع في الشرق الأوسط يزداد سوءً، النعرة الطائفية قضت على العيش المشترك في الدول المجاورة، فانظروا ماذا يحدث في سوريا والعراق ولبنان، علينا عدم السماح بالمس بالعيش المشترك ولنستخلص العبر من الحروب الاهلية ونتائجها قبل السماح بخوضها وتداعياتها.
حاليا انا متواجد في بعثة خارج البلاد ولكن عندما اعود سأشكل وفدا من رجال دين ومجتمع وسنرتب زيارة الى قرية برطعة الابية للاعتذار بشكل رسمي من الأخ جواد وذويه وأبناء بلده لأننا لا ولن نقبل بأقل من العادات المتبعة والأصول الملزمة في مثل هذه الاوقات الحرجة.
قبل ان انهي كلامي، لا بد من التذكير والتشديد على شتم الأنبياء، فهذا عار على كل من يدعي الإنسانية فكم بالحري على امة تتقي الله، مرة أخرى ارجو من الجميع التعقل وضبط النفس للحد من هذه الحادثة المخجلة وفي النهاية لا بد من التوجه الى الذين جُرحت مشاعرهم وكرامتهم، أحسنوا الى من اساء اليكم، فان الله يحب المحسنين.
والله ولي التوفيق ولنا لقاء عما قريب.
بيان من عضو الكنيست ورئيس بلدية الكرمل الاسبق د.اكرم حسون