حل مشكلة (ضاع الحبيب)
تاريخ النشر: 21/01/11 | 2:43حل مشكلة(ضاع الحبيب), برأي الاختصاصي التربوي(محمد بن عبد العزيز الشريم), ماجستير ثقافة ومستشار تربوي في مركز الاستشارات لها أون لاين:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة المتألمة سلمها الله
أرحب بك ابنتي الكريمة في هذا الموقع، وأسأل الله تعالى أن يحسن لك العزاء ويعظم لك الأجر على فقد والدك، وأن يجمعك به وأحبائك في الفردوس الأعلى.
مما لاشك فيه أن فقد أحد الوالدين يعد خسارة كبيرة، لاسيما وأنت تتطلعين إلى الحياة بإشراق وتفاؤل، وقد كان قريبا منك وأثيرا إلى نفسك. ولذلك فإنه من الطبيعي أن تحزني لفقده، وأن تشعري بفراغ كبير بعد رحيله، كان الله في عونك، ورزقك العوض على فقده.
لابد أن تدركي يا ابنتي عدة أمور، أولها أن هذا قضاء الله وقدره. ولا يسعنا أما قضائه سبحانه إلا الرضا والتسليم. ففقد الأحبة ابتلاء من الله، والله تعالى يمتحن صبرنا وتسليمنا من خلال هذه المصائب التي تقع علينا من حين لآخر. فكلما لاحت في ذهنك خواطر الحزن فتذكري أنها اختبار من الله تعالى، ولابد من الصبر والاحتساب ليعظم الأجر والثواب من عنده سبحانه.
وحتى تدركي كرم الله تعالى وفضله حتى في المصائب، تذكري أن المصيبة كان بالإمكان أن تكون أكبر وأعظم. هناك من الناس من فقد والديه وكل إخوته في حادث واحد. تخيلي حجم مثل هذه المصيبة وهولها ووقعها على نفس من يبتلى بها. لاشك أن الإنسان يشعر بكرم الله وفضله أن خفف عليه المصائب التي يتعرض لها، عندما يقارن نفسه بغيره.
تذكري أن الله تعالى أيضا اختار والدك إلى جواره في حال طيب، فبعض الناس في حال خصومة وقطيعة، وربما كانوا ممن يقترفون المنكرات ويجاهرون بها. فمثل هؤلاء تصبح مصيبة فقدهم مصيبتين. فأنت إذا تذكرت أن الله اختار والدك وأنتم جميعا حوله وقريبون منه، وهو راض عنكم وأنتم راضون عنه، فإن هذا من النعم الكبيرة التي يبقى أثرها طويلا. حيث إنكم ستذكرونه بالدعاء والصدقة وتوصون بها أبناءكم حتى ولو لم يلتقوا به. فأنا لا زلت أذكر جدي رحمه الله من كثرة ما تذكره لنا والدتي رحمها الله، مع أنه توفي وهي في السنوات الأولى من عمرها ولا تكاد تذكر شخصه.
من المهم ألا يغيب عن بالك وأنت تتذكرين والدك أنه لو كان حاضرا أمامك وطلب منك أي شيء فإنك ستقومين مسرورة بتحقيق طلبه. تأكدي أنه يسر ويسعد كلما دعوت له بالرحمة والمغفرة. فليست دموعك ولا أحزانك هي التي تسعده، فقط الدعاء الصادق من القلب والصدقة عنه هي التي يمكنك أن تدخلي بها السرور إلى قلبه كما لو كان حاضرا أمامك. فأنت وإن كان لا يمكنك فعل شيء أمام أمر الله تعالى، إلا أنك تستطيعين تحويل الحزن إلى سعادة من خلال فعل ما يسعده وينفعه أمام الله.
اعلمي أن الهروب إلى الحزن والاستسلام له مخرج شيطاني يريد منه تحطيم نفسيتك، وجعلك أسيرة لموقف لا تملكين أمامه فعل أي شيء. بينما لو اعتدت الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والهروب من وسوسته فإنك ستشعرين بالسعادة لأنك حولت تلك الأحزان السلبية إلى أفراح إيجابية.
أسأل الله تعالى لك الصبر وأن يعظم لك الأجر، وأن يعوضك خيرا، وأن يجعلك ابنة بارة به، يسره أن يجد في صحائف أعماله أجرا عظيما بسبب دعائك له. وفقك الله لكل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته