الطربُ الوافد بلا استئذان!!
تاريخ النشر: 13/07/12 | 11:52من قال إنّنا شعبٌ لا يطربُ ولا يفرحُ؟!
من قال إنّ حياتنا تخلو من ينابيع الفرح والسعادة؟!
من يقول ذلك هو، حتمًا، لم يزُر بلداتنا في أيّام هذا الصيف الحارّ!
إنّه يجهلُ كم نملك من الطاقات والإبداعات!
إنّه لا يعرفُ الكثيرَ عن قدراتنا ومواهبنا!
إنّه يحتاج للقليل من الخيال والتحليق ليدرك هذا النعيم الذي حبانا اللهُ به!
لذا ارتأيتُ أن أروي لكم ما جرى في إحدى الليالي في بلدتنا العامرة.
يا لها من ليلةٍ ليلاء لا تُنسى!
تخيّلوا… عقارب الساعة تجاوزت الثانيةَ عشرةَ بعد منتصف الليل؛
النجوم في السماء أضناها الترجرجُ واللمعان!
قرصُ القمر الفضيّ هزل وشحب من الدوران!
الطيور الهاجعة خائفة لا يطاوعها النوم!
تلك الليلة كانت الفرحةُ عارمة جارفة!
قد يظنّ البعض أن هذه الفرحة الغامرة أتت في أعقاب فوز “أحفادنا” في الأندلس – الفردوس المفقود – على أحفاد الطاغية نيرون في لعبة الكرة الساحرة!
لا وألف لا … إنّها فرحة العرس في بلدتنا العامرة – وقد يكون من حظّنا أكثر من عرس واحد في الليلة الواحدة!
أضواء المصابيح الكهربائية ساطعة باهرة هزمت فلول الظلام!
هدير مكبّرات الصوت العالي الزاعق يصمّ الآذان!
صوت المزمار والأغاني الشعبيّة – وغير الشعبية – تملأ الأجواء وتحمل لنا الطرب الصافي العجيب!
وكلّنا، أبناء هذه البلدة الطيّبة، مدعوّون للمشاركة في هذا الاحتفال الرائع المهيب بقلوبنا وبآذاننا وبأعصابنا!
الله الله الله!
كم نحن شعبٌ طروب يتفاعل مع اللحن والنغم والكلمة الجملية!!!
هذه الليلة، جميعنا – صغارًا وكبارًا، رجالًا ونساءً- قُيّض لنا أن نشارك في ارتشاف رحيق هذا الفرح الطاغي الجارف!
يا لها من نعمة عظيمة، يا له من خير عميم!
من منّا يحتاج للنوم والراحة ويخسر هذا السحر والإيقاع؟!
من منّا يبحث عن التنوير والإثراء في أمّهات الكتب ويسلو هذه الأنغام وهذه الأغاني؟!
من منّا يتوق لغفوة تحت اللحاف والطربُ يغمره من كلّ جانب؟!
وتزحف عقارب الساعة لتقضم القليل – أو الكثير! – من أعمارنا، وتحين ساعة الحنّاء لعريسنا الغالي، فتتعالى الأصوات، وتحتدّ الإيقاعات، وتهتزّ الألواح الخشبيّة تحت وقع أحذيّة الراقصين في الدبكة، وتنطلق المفرقعات والألعاب الناريّة لتنير وجه السماء، وتتطاير الشظايا .. وأخذت الحناجر تردّد:
مدّ إيدك حنّيها يا عريس – مدّ إيدك حنّيها يا لا لا
ليلة وافرح فيها يا عريس – ليلة وافرح فيها يا لا لا
مدّ إيدك حنّيها يا عريس – مدّ إيدك حنّيها يا لا لا
أمّك لا تجافيها يا عريس – أمّك لا تجافيها يا لا لا!
وتتصاعد الزغاريد الجميلة من أمّ العريس وجاراتها لتكتمل هذه السيمفونية العذبة!
أمّا نحن، القابعون في بيوتنا، فنتثاءب ونتثاءب، ونتوعد عيوننا المثقلة بالنعاس، ونناجي أرواحَنا المرهقة ونردّد بلوعة وألم:
إلى متى سنظلّ نمارسُ مثل هذا الطرب، كما تحومُ الفراشة حول اللهب؟!!
استاذي العزيز نكن لك كل الاحترام والتقدير .بالنسبه للموضوع الذي طرحته يجب ان يعالج بكل جوانبه منها الانسانيه والتخطيطيه والاحتكار يه
أحييك جدي العزيز على كلامك الهادف الجميل الذي يحمل في طياته أسمى المعاني والعبر .حفيدتك لما
احترامي وتقديري لك استاذي العزيز طرحت امامنا موضوعا بالغ الاهمية يجب علينا جميعا يدا بيد ان نفكر في الطرق للحد من هذه الظواهر .
اتمنى لك دوام الصحة والعافية .
بشرى مسعود
أخي أبا سامي تحية طيبة وبعد:
طرحت قضية في غاية الأهمية، ماذا سنفعل في رمضان عندما تطلق المفرقعات قبل الأذان وطوال الليل؟ لا بد من حملة توعية للأجيال الناشئة !
يسرنّي تعقيبك الحصيف، وآمل أن تسهم في الكتابة حول الموضوع!
كم أنا فخور بكم جميعًا!
أدام الله سعادتكم وعطاءكم!
مثل هذه الردود المؤازرة تزيدني عزمًا على مواصلة الكتابة،
جزيل الشكر لكلماتك الداعمة!
أخي وصديقي أبا نزار
أحيّيك من القلب على نشاطك الجمّ ومتابعتك الجادّة،
وأشاركك في الرأي – كان الله في عوننا!