بعد أن أوشكت حرب أعراسنا أن تضع أوزارها
تاريخ النشر: 24/11/14 | 16:07هي ظاهرة باتت مرهقة وباتت عبئا تنوء عن حمله الجبال وباتت محل شكوانا جميعا علما أن كل واحد فينا له حصة الأسد في هذه الظاهرة فهو المشتكي وهو المشتكى عليه وهو مصدر الشكاية والشكوى وهي ظاهرة باتت موجعة وبات وجعها اشد من وجع أي مرض سواء كان جسديا أو نفسيا أو عقليا أو قلبيا وبات الكل منا يتوجع منها وبات الكل منا يئن من شدة الوجع بصوت عال عن سبق إصرار حتى يسمعه الجميع عسى أن يجد من يرحمه ويشفق عليه وينقذه من آلام هذا الوجع علما أن كل واحد منا في هذا الوجع هو المريض وهو المرض وهو العليل وهو العلة وهو المصاب وهو الداء وعلما أن كل واحد منا بإمكانه ألا يكون كذلك بل بإمكانه أن يكون هو الطبيب وهو الدواء الشافي والجواب الكافي لهذا الوجع لكن وي كأن كل واحد منا قبل لنفسه أن يكون مضغة من هذا الوجع ولا يزال يرفض لنفسه أن يكون لهذا الوجع طبيبا أو دواء ويبدو أن مرد ذلك هو الحرج الاجتماعي الذي بات كالأغلال في أعناقنا وباتت أعناقنا إلى أذقاننا على هذا الحال وبتنا مقمحين وهي ظاهرة باتت مغناطيس عذاب لا تدع احد منا إلا وجذبته بعنف لا رحمة فيه لها كما يجذب المغناطيس برادة الحديد التي تطايرت كالفتافيت من قضبان الحديد العملاقة وبات الكل منا ينصاع كراهية لهذا المغناطيس رغم انه يعلم أن هذا المغناطيس فيه العذاب وفيه المشقة وفيه العنت وفيه الإرهاق وفيه الضيق ولكن يبدو أن الواحد فينا بات ينصاع لهذا المغناطيس رغم ما فيه من هذه الويلات لأنه يعلم سلفا أن الذين يسلطون هذا المغناطيس عليه لن يعذروه إذا ما نجح بالإفلات منه ولن يقبلوا له غيابا عن مدار جاذبية هذا المغناطيس حتى لو كان احدنا كسيحا في الفراش علما أن كل واحد منا هو المغناطيس وهو ضحية هذا المغناطيس وهو الذي يسلط هذا المغناطيس على الآخرين !! أتدرون ما هي هذه الظاهرة التي نعتها تارة بالمرهقة وتارة بالموجعة وتارة بمغناطيس العذاب ؟! إنها “أعراسنا” التي كانت فرحا لنا فانقلبت علينا تعاسة والتي كانت سعادة لنا فانقلبت علينا هما وكانت سرورا لنا فانقلبت علينا غما لدرجة أننا بتنا نخاف منها ومن ويلاتها كما نخاف من ويلات حرب قد تقع علينا أو قد تقع على أي مظلومين في الأرض ولدرجة أننا بتنا نودع موسمها حامدين الله تعالى ومنشرحي الصدور ومتهللي الأسارير كما لو كنا نودع حقبة الاحتلال الإسرائيلي بعد زواله الوشيك بإذن الله تعالى !! وسلفا أقول أنا لا أبالغ وإن بالغت بعض الشيء فهي ليست مبالغة تخرق الحقيقة وتدعها قاعا صفصفا ودعوني أكون صريحا مع نفسي ومعكم مبينا بلا وكس ولا شطط أن موسم الأعراس لهذا العام الذي أوشكت حربه أن تضع أوزارها هو الموسم الوحيد منذ أعوام طوال الذي تمكنت فيه أن ألبي دعوة الأهل الكرام الذين أكرموني بشرف توجيه دعوة لي لحضور أعراس أبنائهم وأحفادهم حفظهم الله تعالى لأنه في هذا العام تحديدا فرضت عليّ المؤسسة الإسرائيلية أمر منع من السفر إلى الخارج وفق ما تسميه قوانين الطوارئ سيئة الصيت إلى جانب أوامر منعي من دخول المسجد الأقصى المبارك والقدس المباركة والضفة الغربية الأمر الذي مكنني من تلبية دعوة كل من دعاني إلا من القليل جدا الذين لم أتمكن من حضور أعراسهم وهاأنذا اعتذر لهم ولأنني حضرت عددا لا بأس به من أعراسنا .
فقد خالطت الكثير من أهلنا المدعوين مثلي إلى هذه الأعراس وقد جمعتني بهؤلاء الأهل طاولة الطعام أو الطاولة التي تلي طاولة الطعام أو خلال الصعود إلى منصة العريس لمصافحته والدعاء له بالبركة ولقد لفت انتباهي أن الكثير من هؤلاء الأهل كانوا يتذمرون بلهجة المنهكين من تزاحم دعوتهم إلى الأعراس حيث أن بعضهم تذمر من ثقل ” النقوط ” عليه لدرجة انه قد يضطر لاستلاف قرض مالي حتى يدفع نقوط كل عرس بات يدعى إليه وبعضهم تذمر من إهدار وقت طويل بسبب اضطراره حضور كل ما يدعى إليه من أعراس الأمر الذي يجعله مهملا في بعض الالتزامات الاجتماعية الأخرى وبعضهم تذمر من كثرة ما يراه من إسراف في الأعراس وإهدار للأموال والبعض تذمر من ظاهرة إطلاق الرصاص بغزارة في بعض الأعراس والبعض تذمر من ظاهرة إطلاق المفرقعات المؤذية إلى ما بعد منتصف الليل في بعض الأعراس والبعض تمنى أن يتم تحديد حد أعلى لقيمة نقوط العريس المالي والبعض تمنى لو نبادر إلى إقامة أعراس جماعية لعشرات العرسان كيما نوفر الكثير من الوقت والجهد والنفقات المالية والبعض دعا إلى ضرورة تشجيع العرس المختصر والبعض اقترح الاقتصار على تقديم الحلويات والقهوة في الأعراس فقط أسوة ببعض الأهل في عالمنا العربي والإسلامي وقائمة الشكاوي والاقتراحات طويلة وقد تعمدت أن أدون كل ما أحفظه منها حتى يتأكد الجميع أن قضية الأعراس باتت قضية حارقة بل ومصيرية عند الكثير من أهلنا لدرجة أنهم باتوا يتناولون هذه القضية عبر نقاش ساخن وهم حضور في الأعراس ولذلك هاأنذا أدلي بدلوي في هذا النقاش الساخن وأتقدم بهذه الاقتراحات طامعا أن تحفظ علينا فرحة كل أعراسنا قبل أن يشعر الكثير منا أنها باتت كرباجا يجلد ظهورنا ولأننا على وشك أن نختم موسم أعراس هذا العام فإنني وبعد توكلي على الله تعالى اقترح لضبط موسم أعراس العام القادم بما يلي : –
1- اقترح صياغة وثيقة اجتماعية تبين لنا حدود المحمود في أعراسنا ويقوم على صياغتها بعض المختصين في العلم الشرعي ويتم توزيع هذه الوثيقة على كل بيوتنا ويتم تعليقها في المساجد وفي المراكز العامة حتى تكون مرجعا لأعراسنا يرفع عنا أي حرج اجتماعي
2- يتم في هذه الوثيقة تأكيد تحريم إطلاق الرصاص الحي في الأعراس
3- يتم في هذه الوثيقة تأكيد منع إطلاق المفرقعات في الأعراس أو على الأقل التخفيف منها ووضع حد زمني لجواز إطلاقها كأن يكون من الجائز إطلاقها حتى الثامنة ليلا فقط وبصورة محدودة
4- يتم في هذه الوثيقة تحديد حد أعلى لنقوط العريس
5- يتم في هذه الوثيقة الالتزام بعدم الإسراف في الأعراس فلا داعي لوجبة طعام فاخرة ثم صحن كنافة ساخنة ثم فنجان قهوة مضغوطة “اسبرسو” ثم الانتقال إلى طاولات مكسرات وفواكه مع التأكيد أن الكثير من الحضور في الأعراس لا يأكلون إلا القليل القليل ولولا فضل الله تعالى ثم مشروع حفظ النعمة لألقينا بآلاف الأطنان من الطعام أسبوعيا في سلة المهملات
6- التأكيد في هذه الوثيقة على الحد الأعلى لعدد أيام العرس فلا يعقل أن تبدأ الاحتفالات قبل عشرة أيام أو سبعة أيام من يوم زفة العريس ولا يعقل أن نهدر فيها كل هذه الأموال الطائلة
7- التأكيد في هذه الوثيقة على منع إغلاق الشوارع أو تكديس أكوام الأوساخ فيها بشحمها ولحمها وعظمها وروائحها المؤذية
8- التذكير في هذه الوثيقة أن النعمة لا تدوم ولذلك نحن مطالبون أن نخشوشن وصدق من قال : اخشوشنوا فان النعمة لا تدوم
9- التأكيد في هذه الوثيقة التزام ميزان الشرع والعرف الحسن في أعراسنا وأخيرا أقول لكل عريس بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما على خير.
الشيخ رائد صلاح
بارك الله فيك فعلا انها نعم الرساله وحبذا ان نعمل وفق بنودها لتكون حياتنا اسعد ولتعم فرحه اعراسنا على الجميع
والله هذا الحكي جواهر بنستنى في من زمان بس يا ريت يتنفذ