سيلمان يضرم النار بنفسه ويكشف عمق الازمة بالمجتمع

تاريخ النشر: 17/07/12 | 8:18

ان قيام موشيه سيلمان بإضرام النار في جسده في الذكرى الاولى لاندلاع الحراك الاحتجاجي بتل ابيب لم يكن عملا عشوائيا، بل جاء مخططا بهدف الاحتجاج ضد السياسة اللإنسانية والعنيفة التي تتعامل بها كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها حكومة نتانياهو مع المواطنين. سيلمان هو ضحية البيروقراطية التي افقدته عمله وبيته وأبى ان تُفقده أيضا كرامته فرفض أن يلقى به للعيش في الشارع.

سيلمان ليس حالة استثنائية، بل يعبر عن ظاهرة واسعة الانتشار، يعاني منها الملايين في الشارع العربي واليهودي على السواء. هؤلاء هم ضحايا الفقر، الاحساس بالعجز ازاء غطرسة مؤسسات التأمين الوطني ومكاتب العمل والرفاه وسواها، انعدام فرص العمل الكريم، وبشكل عام تحلل دولة الرفاه التي كان المفروض ان تسعف المواطن في حالات ضعفه وتقدم له شبكة امان لتحفظ كرامته وانسانيته.

حزب دعم ونقابة معا ينشطان يوميا بين الشرائح العمالية الفقيرة لذلك يشارك في الحراك الاحتجاجي ليوصل هذا الصوت الى المنصات والى مركز الجدل في الرأي العام. في مظاهرة يوم 14/7 شاركنا في المظاهرة وتحدثت من على المنصة اسماء اغبارية زحالقة، مندوبة حزب دعم، ساعة قبل وقوع الحادث المؤسف. في كلمتها اكدت على ان الحكومة التي تنهب الشعب وعماله حقوقه المعيشية وكرامته ثم تبعث به ليقاتل من اجل ان يزيد الاغنياء ثراءهم ويقامروا باموال التقاعد في البورصة، هذه الحكومة يجب ان ترحل. واكدت اغبارية انه لا عدالة اجتماعية بلا سلام عادل ومساواة للمواطنين العرب، وقالت ان الحكومة التي تريد فرض الخدمة المدنية على العرب هي المطالبة بان تخدم العرب واليهود وليس العكس.

حزب دعم العمالي يؤكد ان محاولة الانتحار التي نفذها سيلمان ما هي الا علامة للفجوات الطبقية والفقر الناجمين عن اهمال الخدمات الاجتماعية التي تتأثر منها شرائح واسعة من المجتمع الاسرائيلي. هذا في حين نمت شريحة ضيقة جدا من المنتفعين واصحاب رؤوس المال التي تعيش على حساب المجتمع وتسيطر على مراكز القوى السياسية وتجني ارباحا هائلة على حساب اغلبية المجتمع.

حزب دعم العمالي يعبر عن تضامنه الكامل وغير المشروط مع العمال والفقراء في اسرائيل ويرى في محاولة الانتحار امس حدثا مأساويا يؤكد ان القضايا الاجتماعية والانسانية تربط كل بني البشر دون علاقة في انتمائهم القومي او الديني. وكما وقفنا مع الشهيد البطل التونسي محمد بوعزيزي الذي اشعل فتيل الثورة قبل سنة ونصف في كل العالم العربي نقول اليوم: لا يمكن ان نقبل من اليوم وصاعدا ان تستهتر المؤسسة الحاكمة بحقوقنا وكرامتنا.

المجتمع الاسرائيلي ليس كتلة واحدة متراصة صفوفها، بل فيه التناقضات الاجتماعية والطبقية وهذه تدفع شرائح اوسع للبحث عن البديل الديمقراطي الذي ينسجم في نهاية المطاف مع طموحات وآمال الشعب الفلسطيني في استقلاله وانهاء الاحتلال.

“بيان حزب دعم العمالي”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة