سيكوي تعقد مؤتمرها حول الفرص والتحديات
تاريخ النشر: 26/11/14 | 20:34عقدت جمعية سيكوي، أمس الثلاثاء، مؤتمرا لها بمشاركة العشرات من رؤساء السلطات المحلية العربية واليهودية والمسؤولين الحكوميين إضافة إلى المختصين والنشطاء، وذلك تحت عنوان “مناطق مساواة- تعزيز الشراكة بين سلطات بلدية يهودية وعربية: عبر ورؤى، حصيلة عقد من العمل”.
افتتح المؤتمر جابر عساقلة، المدير العام المشارك لجمعية سيكوي مرحبا بالحضور مؤكدا على ضرورة هذا الحدث لبناء وتعزيز الشراكات المناطقية لتمكين السلطات المحلية سواء كانت عربية أم يهودية من الوقوف أمام التحديات التي تواجهها.
الجلسة الأولى خصصت لتقديم التحيات المقتضبة، وتولى عرافتها المدير العام المشارك لسيكوي، رون جرليتس، وتحدث فيها، د. موطي دلجو، رئيس المجلس الإقليمي دروم هشارون، الذي استعرض التعاون الإيجابي ما بينه وبين رؤساء السلطات المحلية العربية في المثلث، وأما أفيراما جولان، عضو هيئة تحرير صحيفة هآرتس، وعضو إدارة سيكوي، فقد عبرت عن اعتزازها بهذا المشروع الهام الذي تعمل عليه جمعية سيكوي قائلة أنه من الأضواء القليلة التي تبعث على التفاؤل رغم الأوضاع السياسية القاسية، وبدوره، فقد دعا محمود عاصي، رئيس المجلس المحلي في كف برا، رؤساء السلطات المحلية المتجاورة إلى التفكير الخلاق حول فرص التعاون بما يخدم المواطنين كافة، كما توقف عند ما تعرضت له بلدات المثلث الجنوبي في الأشهر الأخيرة من حملة تشويه وتحريض عبر وسائل الاعلام، التي صورت المدن وأهاليها وكأنهم متطرفون وذلك كله بجريرة تصرفات البعض القليل- على حد قوله.
سليم غميض، مدير مكتب رئيس بلدية الناصرة، قدم كلمة نيابة عن رئيس البلدية علي سلام، الذي تعذرت مشاركته، وتضمنت الكلمة توجيه دعوة إلى سيكوي، لإقامة منتدى اجتماعي واقتصادي لرؤساء السلطات المحلية العربية واليهودية في المنطقة، يكون مركزه في بلدية الناصرة وذلك بهدف لتقدم والاتقاء بالتعاون وتوطيد العلاقات بين البلدات المتجاورة.
التحية الأخيرة كانت لديف هاردن، رئيس بعثة “يو.إس.إيد” في المنطقة، وهو الصندوق الممول لمشروع “مناطق مساواة” في سيكوي، وتحدث هاردن عن المشاريع الكبيرة التي يمولها الصندوق بهدف توفير ظروف حياتية أفضل وتجاوز العقبات الحائلة أمام ذلك.
مديرا مشروع “مناطق مساواة” خليل مرعي ورونين صباغ، قاما باستعراض دراسة سيكوي حول بناء الشراكات المناطقية بين السلطات المحلية العربية واليهودية، وذلك اعتمادا على التجارب المتراكمة، إذ أن مشروع مناطق مساواة والذي بدأ العمل فيه في العام 2012، يعتبر حلقة إضافية من عمل سيكوي على تعزيز التعاونات المناطقية، على مدار عقد كامل.
صباغ ومرعي، استعرضا الآفاق والطاقات الكامنة بتطوير التعاونات المناطقية على مختلف الأصعدة، إن كان بهدف بناء المناطق الصناعية أو تطوير السياحة وغيرها من المجالات.
وفي أعقاب استعراض مرعي وصباغ المسهب لكل من المشروع والدراسة، قام كل من نايف أبو شرقية، وهو مستشار لسلطات محلية عربية ومدير لمشروع “الشراكة البلدية” في وادي عارة سابقا ورونيت عوفاديا، المديرة العامة لعنقود حوض بيت هكيرم، بتقديم ملاحظاتهم حول المشروع والدراسة.
من الجدير بالذكر أن الدراسة صدرت ككتيب باللغات الثلاث وتم تدشينها وتوزيعها لأول مرة خلال هذا المؤتمر.
وفي خطوة جريئة منها، خصصت سيكوي، جلسة خاصة للتعقيب على الأحداث السياسية العامة في البلاد، ودعت الكاتبين عودة بشارات ويهوشواع سوبول لتقديم مداخلات حول الأمر، فكان الموضوع الأساس “قانون القومية”.
بشارات قدم خطابا ساخرا، يستشف منه وكأن قانون القومية “سيحرم المواطنين العرب من الامتيازات التي حظيوا بها حتى الآن”، فدعا إلى “فصل الوزراء العرب وإلى تحرير الموارد الطبيعية ومصانع البحر الميت من سلطة العائلات العربية الرأسمالية وكذلك إلى مصادرة الأاراضي الشاسعة للعرب” وغيرها من النماذج التي تؤكد مدى عبثية هذا القانون. بشارات، أشار إلى أنه “في هذا الواقع المجنون هنالك جزر من العقلانية” واصفا بالإيجابية سيكوي وما تقوم به في هذا المضمار. بشارات دعا المواطنين اليهود إلى التمرد على التمييز الذي يحصلون عليه على حساب المواطنين العرب إذ حذر من القبول بالامتيازات غير الشرعية كونها تهين من يمارَس التمييز ضده!
سوبول، قال بأن ما تمر به البلاد في السنوات الأخيرة، يذكر بما مرت به فرنسا في ثلاثينيات القرن المنصرم، ودعا إلى الاستفادة من تلك التجربة وإلى بناء جبهة واسعة لصد الفاشية، وأكد أن ذلك يعتمد كذلك على المواطنين العرب، واستغلال وزنهم الكمي لمضاعفة تمثيلهم في الكنيست وتشكيل جسم ضاغط في إطار ما أسماه بالجبهة الشعبية الواسعة ضد الفاشية.
الجلسة الأخيرة، كانت عبارة عن حلقة نقاش حول الشراكات المناطقية بمشاركة ممثلين عن السلطات المحلية والمكاتب الحكومية، وتولى عرافتها جابر عساقلة وحجيت نعلي يوسيف التي سبق أن أشغلت مهام المديرة المشاركة لمشروع الشراكة البلدية في وادي عارة.
مردخاي كوهن، مدير مديرية الحكم المحلي في وزارة الداخلية، كان من أكثر المتحدثين إثارة للجدل، إلا أن مقولته بخصوص العدالة بتقاسم الموارد الاقتصادية، حظيت بإجماع واسع، إذ قال: “يجب تكثيف الجهود بالعمل من أجل العدالة بتقاسم الموارد بدلا من الانشغال بحوار الثقافات ومبادرات التعايش الشكلي!” وأكد على أن من مسؤولية الحكومة وضع آليات تلائم المجتمع العربي على مختلف الأصعدة، ومن جهته، وأما أيمن سيف، رئيس سلطة التطوير الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع العربي التابعة لمكتب رئيس الحكومة، فقد استعرض المشاريع التي تمت المبادرة إليها دعما للبلدات العربية، وأكد أن هذه المشاريع غير كافية إلا أنها “في الاتجاه الصحيح”، وتوقف عند فشل إقامة المناطق الصناعية المشتركة، قائلا أن على الحكومة إيجاد البدائل وتوفيرها.
المحامي عمران كنانة، رئيس مجلس محلي يافة الناصرة، استعرض المشاكل المالية والنواقص الهائلة التي تعاني منها البلدات العربية مقارنة مع البلدات اليهودية، وبالمقابل فقد أكد على أن أي تعاون يجب أن يكون مبنيا على الندية والاحترام المتبادل، وكان عدد كبير من الحضور قد طلب حق الكلام مغنيا النقاش.
عساقلة وجرليتس، لخصا المؤتمر بالنجاح الكبير مؤكدين أنه ألقى الأضواء على الكثير من القضايا الهامة التي يجب دراستها إلى العمل كما توجها بالتحية الحارة إلى طاقم مشروع مناطق مساواة، على عمله الدؤوب.