شعائر خطبة وصلاة الجمعة من كفرقرع
تاريخ النشر: 28/11/14 | 9:51بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 28 محرم 1436هـ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس‘‘ من خلال القانون الرباني ((وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ))، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: “لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب”؛ هذا وأم في جموع المصلين الشيخ أسامة مسلماني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
حيث تمحورت الخطبة حول: نقف اليوم مع خلق ما أحوجنا إليه اليوم، إنه خلق كظم الغيظ والعفو عن الناس والسماح لهم فيما يرتكبوه في حقنا من أخطاء ونزوات. روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن سفيان ابن عيينة عن أمه قال: لما أنزل الله، عز وجل، على نبيه صلى الله عليه وسلم:((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ))، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما هذا يا جبريل؟” قال: إن الله أمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك”.
وكذلك كان بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم. فعن أنس – رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ أمشي مَعَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فأدْرَكَهُ أعْرَابِيٌّ فَجَبذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَديدةً، فَنَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ أثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذَبتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مُر لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ. فَالتَفَتَ إِلَيْهِ، فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ. متفقٌ عَلَيْهِ.”.
القانون الرباني: كظم الغيظ؛ العفو؛ والإحسان.. وكان صلى الله عليه وسلم:خلقه القرآن
وأردف الشيخ قائلاً:” ترك الأعرابي يبول في المسجد ولم يقطع بولته عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَه مَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا تزرموه، دعوه)، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن)، قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه.
عفوه عن اليهودية التي وضعت له السم في شاة ووضعت امرأة يهودية السم في شاة مشوية، وجاءت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقدمتها له هو وأصحابه على سبيل الهدية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد الهدية، لكن الله سبحانه عصم نبيه وحماه، فأخبره بالحقيقة. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإحضار هذه اليهودية، وسألها: لم فعلتِ ذلك؟ فقالت: أردتُ قتلك. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:”ما كان الله ليسلطكِ علي”، وعفا عنها ولكن قتلت بموت الصحابي الذي مات من السم.”.
وتابع الشيخ حديثه بالقول: قال عليه السلام: بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا.
فما أحوجنا عباد الله إلى كظم الغيظ مع زوجاتنا وأبنائنا، فبكظم الغيظ نحفظ أسرنا ونبنيها على تقوى من الله ورضوان، وبالغضب والانفعال نهدمها ونسعى في خرابها؛ وما أحوجنا إلى كظم الغيظ مع العمال أو مع من يساعدونا في العمل كالأجراء وغيرهم..؛ – ما أحوجنا إلى كظم الغيظ في مساجدنا، وأن نكون لينين هينين، لا نرد الإساءة بمثلها، ونقبل النصيحة من بعضنا البعض..؛ ما أحوجنا إلى كظم الغيظ في طرقاتنا، فكثير ما نتعرض للاستفزاز في الطريق، فنجد مثلا من يتعدى على حقنا في الأسبقية، أو من يتجاوز في مكان يمنع فيه التجاوز… فلنكن حلماء صبورين، ولنتذكر ما قاله عليه السلام بعدما سمعه من الأذى: “رحم الله موسى فقد أوذي بأكثر من هذا فصبر”.
وإختتم الشيخ خطبته بالقول: “ما أحوجنا لكظم الغيظ وللصبر في علاقاتنا الاجتماعية خاصة مع الأقارب والعائلة، عن أَبي هريرة رضي الله تَعَالَى عنه: أنَّ رَجُلاً، قَالَ: يَا رسول الله، إنّ لي قَرَابةً أصِلُهم وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إلَيَّ، وَأحْلُمُ عَنهم وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ ! فَقَالَ: (( لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكأنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ تَعَالَى ظَهيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ..”.(للمزيد شاهد الفيديو الكامل للخطبة).