أنانية طفلك يمكن علاجها بالحب
تاريخ النشر: 27/11/14 | 19:33طفلك ذو الأعوام الخمسة يبكي ويعلو صراخه ويتشبث بأشيائه ، لايريد أن يعطيها لمن حوله ، ويصر على الإحتفاظ بحاجياته ولعبه والحلوى وغيرها ، ويعلو صراخ الأم كذلك لاعتقادها أن طفلها أناني ويرفض التعامل مع الآخرين .
توقفي مع نفسك قليلا ، طفلك يعاني من عدم الشعور بالأمان ، كما يوجهنا علماء النفس والتربية ، فهو يشعر بالخوف وعدم الأمان ، وشعوره الزائد بالإحتياج ، ويعبر عن ذلك بالصراخ وعدم إعطاء الآخرين لعبه أو الحلوى أو حاجياته الخاصة ، وهذه أسهل طريقة للدفاع عما يملكه.
هنا يكمن أهمية دور الأم لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى هذا السلوك المزعج ، وعليها معالجة الأمر ومعرفة السبب الرئيسي لرفضه .
طرق التصرف والعلاج :
فإذا كان سبب البكاء هو فقدان الشعور بالأمان ، يجب عليها أن تحيطه بمزيد من الحنان والحب .
ويجب أن تعلم كل أم أن وجود بعض الأنانية في تصرفات طفلها ، هو سلوك طبيعي في هذه المرحلة التي تتميز بالأنانية والعناد والميل لإثبات الذات ، والرغبة في الإستقلال بأشيائه دون منازع .
هذه المرحلة تبدأ بأن يحب الطفل إرتداء ملابسه بنفسه ، وتناوله الطعام دون مساعدة ، وأن تكون له خصوصية أن يكون له رف أو درج بالمكتب إذا التحق بالحضانة ..هنا يجب الحذر من التصرف معه بعصبية أو نقد أو توبيخ ، هو يريد إرسال رسالة لكِ بأنه كبر، بل يجب أن نقابله بالحب وبابتسامة عريضة وحنان غامر ، حتى لايزيد خوفه ، ويتحول حرصه إلى زيادة الرغبة في الإمتلاك والأنانية .
ويجب مراعاة عدم توبيخ طفلك وإهانته أمام الآخرين ، وعدم تدليله أيضا بشكل زائد عن الحد ، إنها خطوة هامة من أجل معالجة الأمر بحكمة ، حتى لاتصبح الأنانية صفة من صفات شخصيته ، وحتي لانقلل من تقديره لذاته أمام الآخرين ، فيجب أن تتصرفي بذكاء وحنان في آن معا.
غرس قيم العطاء والإعتماد على المدح لتعزيز قدرات العطاء لديه ، وعدم توبيخه أو ذمه أمام الآخرين ، على أن تكوني قدوة له في إعطاء الآخرين ، جزء من الكل ، وأن تضربي له المثل بإحضار بعض الحلوى وتوزيعها على الأطفال .
إبدأي به أولا ، ثم أعطه بعضا من الحلوى وأطلبي منه أن يقدم للصغار من أصدقائه كمية من الحلوى ، وليكن ذلك في المناسبات والأعياد ، واطبعي قبلة على جبينه ، أو صفقي له ، ليترسخ في ذهنه هذا الفعل الحميد.
تنمية السلوكيات الإيجابية ، وتشجيع ومساعدة الطفل على فهم معنى العطاء وكيفية استخدامه في حياته ، بطرق متعددة عن طريق القصص والحكايات ، وكذلك فعل العطاء أمامه،بمساعدة الغير والأقارب ليتعود على ذلك بين أقرانه.
قومي بتشجيع طفلك على حل مشكلاته بنفسه ، بهدوء ومساعدته على وضع بدائل للموقف ليتعود على التفكير المنطقي من الصغر بدلا من الصراخ والغضب .
تنمية روح التعاون وعدم الأنانية عند الطفل منذ الصغر ، مع أقرانه ورفاقه له فائدة كبرى في تنمية جهازه العصبي ، وتنمية الإدراك ، ونمو الذكاء الاجتماعي وحسن التصرف ، واللباقة وتنمية مشاعر الأمان ، والبحث عن تلبية الاحتياجات النفسية بالعطاء والمحبة .
كما أن مساعدة الطفل في تخطي مشاعر الأنانية ، تدفعه للتقرب من الآخرين باللعب والمنافسة والاستقلال الذاتي ، ودفعه لتقوية شخصيته.