إرحموا رمضان
تاريخ النشر: 19/07/12 | 13:43لماذا نحن عن دون خلق الله نهتم بالقشور دون اللباب؟ ، ودائما نجيد العزف على وتر العواطف ولا نواجه مشاكلنا بالحل وصلابة المواقف ؟
الى اين نحن سائرين وفي اي طريق ماضون.. ؟.
في رمضان العام السابق , في اول هذا الشهر المبارك , اطلقت المفرقعات النارية بحجم قوة القنابل الصوتية المستخدمة في الحروب العالمية , وظننا بذلك انها مجرد مشاعر تتدفق لاحد سكان البلدة تعبيرا عن حبه لهذا الشهر الكريم، وانه بمجرد انتهاء اليوم الاول سوف تختفي هذه المظاهر , لكن وللاسف عادت لتستمر حتى رابع ايام العيد.. متنقلة بين كافة الحارات بنفس التواقيت المحلية ,!!!.
صوت المفرقعات وبكل استخفاف يهز مضاجع الاطفال الرضع والمشايخ الركع وحتى البهائم الرتع ، بتنا خلال هذا الشهر الكريم نفطر ونتسحر على اصوات القنابل وعلى كلمة “يا ساتر” وكأن من يطلق هذه القنابل هبط من المريخ ولا يدري الوالد ان ابنه من يقوم بذلك!!! ولا يقوم بنهيه ولا منعه..!.
وفي رمضان العام السابق ايضا انتشرت بيننا ظاهرة مقلقة وهي اغلاق الشوارع وذلك قبل ساعة من الافطار , فالكل على عجلة من أمره ، عند المخابز والفلافل والحمص والفول , يقومون بايقاف سياراتهم في منتصف الطريق ويسببون ازمة امتدادها مئات السيارات لاكثر من نصف ساعة وكل ذلك لان اصحابنا ارادوا شراء نصف كيلو قطايف, متناسيين كل ذوق واخلاق..
ايضا في رمضان العام السابق , استوقفني سؤال من خلال تتبعي لاحدى القنوات الفضائية تعرضه فتاة تتمايل مع دلع متعمد , وتطلب من المشاهدين المشاركة للفوز بالجائزة الكبرى عبر ارسال رسائل قصيرة والاجابة على واحد من هذه الأسئلة , من هو أحد العمرين: 1) عمرو دياب 2) عمر بن الخطاب , ومن هي اولى المهاجرات إلى المدينة: 1.ليلى بنت أبي حتمة 2.ليلى علوي , ومن الصحابي الذي استشهد في معركة مؤتة .1 عبد الله بن رواحة ام عبد الله بالخير .. , اليس هذا انتهاك في حرمة رمضان؟ وهل وصل الاستخفـاف بعقول الناس والانتقاص من قدراتهم العقلية الى هذا الحد، عبر المس برموز المسلمين!؟؟.
ايضا في العام السابق خدعنا بفنانين ادعوا الشهامة وحقيقتهم كانت الجبن والخيانة ابطالها , أبو شهاب وثوار الغوطة.. من كان يتصور أن من قدم للمشاهد العربي تلك الأدوار الرائعة والنبيلة في نقد الحكام الفاسدين ونصرة المظلومين أن ينحازوا للنظام الأسدي المجرم سواء كانوا مهاجمين للثوار أو مدافعين وصامتين عن جرائم النظام السوري الغاشم ..؟؟. الم يأخذوا من عادل “امام” درسا وموعظة بهبوطه لمنزلة الأسفلين بعد سقوط نظام مبارك؟ ام تنتظرون لتلاحقكم لعنات الأحرار أينما حللتم!!؟.
وحتى بالمسلسلات “الدينية” , باتوا يستخفون بنا وبمشاعرنا, وضاع بهم باب المواصيل , ففي مسلسل خالد بن الوليد مثلوا مشهدا مقززا يبين الحياة الخاصة لسيف الله المسلول “خالد بن الوليد” مع زوجاته بصورة تمس كل مشاعر مسلم ومسلمة…
ناهيك عن انتشار خيام رمضان في الوطن العربي منقولة ببث مباشر وحصري على الفضائيات التي باتت تستبيح بيوتنا بدون رقيب ولا حسيب , وتلك الخيام التي اسميها (الملاهي الليلية) .. باتت ملاه ليلية لا تتفق مع شهر الصوم , فالراقصات والدبيكة والطرب والاختلاط والسفور والسهر حتى مطلع الفجر.. وهذا الشهر الذي اصله القيام والسجود والركوع
حتى في صلة الرحم , ففي العام السابق لجأ الاباء والابناء والاعمام والكبار لطريقة الكترونية لصلة الرحم فهم يرسلون رسائل “أس ام اس” معطرة بالتهاني والكلمات الطيبة لكل من تصله من صلة الرحم بدلا من الزيارة وتفقدها على الاقل في هذا الشهر الكريم ..
اما فئة كبيرة من شبابنا , فحدث ولا حرج , فمنهم من لا يخرج لعطلة من عمله الا في هذ الشهر , يسهر كل ليله “شدة , ارجيلة , مسلسلات , انترنت , افلام .. وينام من صلاة الفجر حتى اذان صلاة المغرب , وان حاولت والدته ان توقظه قبل صلاة المغرب بساعة قال لها بعينين جاحظتين من تحت لحافه مخرجا رأسه بصعوبة “هسا بنزل.. هسا خليني صايم”..
اكراما لله , ارحموا رمضان ..وكل عام وانتم بالف خير
كل الاحترام ربيع ، مقال مثير للجدل .
هل بالامكان التواصل مع الكاتب ربيع ملحم عن طريق الايميل ..،!
كلمات رائعة ومقال مشوق للقرائة لانه فعلاً كل ما ذكر في المقال موجود في ايامنا هذة وحياتنا يومياً.
تحياتي لقراء بقجة الكرام ، وأنا على استعداد للتواصل مع أي فكرة او اي مشاركة بناءه
ارجو التواصل على الايميل التالي ،
[email protected]