صور وذكريات
تاريخ النشر: 29/11/14 | 11:26مخاتير..!!
تزوجت امرأة من رجل لم يوافق اهلها على زواجها منه، فهربت معه الى بلاد بعيدة وانقطعت اخبار بلدها عنها ولم تزره الا بعد عدة عقود… ولما بلغت من العمر عتيا ساقتها مشاعر حب الاستطلاع لزيارة بلدها لتسمع اخباره وما حل به من تغيرات بعد كل هذه السنين التي غابتها عنه… فقررت ان تتوجه الى عين البلد، فهي ملتقى نساء البلد ومكان انتشار الاخبار فيه وعندما وصلت العين سألتهن: “عما حدث لسكان البلد”. فأجبنها: “معظمهم لاقوا حتفهم من مرض الطاعون الذي اجتاح البلد”. فقالت من غير انفعال:” الي من عند الله مليح”. فسألت عن البيوت، فأجبنها: ان هزة ارضية حلت بالبلد فهدمت غالبيتها. فقالت:” لا يهم… الي من عند الله مليح”. وعندما سألت عن الماشية اجبنها ان جميعها نفقت من جراء وباء انتشر بالبلد. فقالت: “لا يهم… الي من الله مليح”. لم تبد على وجهها علامات من الاسف والحزن…
وعندما سألت عن مصير اخيها الذي لم تره كل هذه السنين اجبنها:” انه اصبح مختارا بعد ان مات اجياله!!”
فبدأت تلطم وجهها وتقلع شعرها وتصيح باعلى صوتها:” كل المصائب تهون الا هاي المصيبة… اخوي صار مختار…!!؟”
انك احيانا كثيرا تجد نفسك تكاد ان تصنع بنفسك مثلما فعلت هذه المرأة. تلطم، تقلع شعرك…” عندما تلتقي مع بعض زعمائنا في هذه البلاد وقد تشعر مثلها انك بحاجة ان “تقد عبك” وتصرخ مثلها: “كل المصائب تهون الا هاي… كيف- يا ربي- اصبحوا زعماء…!!؟ ”
الوجه البشع والمرآه..!!
ان اشد ما يثير الفزع والهلع، في نفوس حكام اسرائيل ومفكريها، هو ان تضع المرآة مقابل وجوههم… فيختل توازنهم فيزبدون ويرفسون… ويشتمون…!! انهم لا يطيقون ان يشاهدوا العنصرية “محفورة” على وجوههم. ولا يطيقون ان يروا “تلذذهم ” بمصادرة حرية الاخرين، واحتلال اراضيهم.. التي تكاد ” تنط” من عيونهم…!!
ولا يطيقون رؤية حصار الاطفال والشيوخ والناس تلطخ أجبانهم…!!
لا يهمهم ان يراها العالم… ويمقتهم بسببها…!!
حتى انهم يهددون بمصادرة المرايا من اسواق اسرائيل!! ويتهمون كل من يصنعها او يحملها في العالم بأنه لاسامي!! معاد لليهود واليهوديه… !!لقد فاتهم ان يطلبوا من ” الراب عبوديا ” ان يحرم المرايا قبل موته على “الجوييم”..!!
الطرابيش والقمردين..!!
يقسم اهل بلدنا ان هذه الحادثة وقعت فيها وتروى من جيل الى جيل… وابطالها هم اولاد عيسى الفايز.
واولاد عيسى حرمهم الفقر والحرمان من لذة” القمردين” الذي لم يحصل عليه الا من عرف “ثقب” القرش…!!
وفي احد الايام، سمعوا امهم تقول، ان اخيها اهداهم “لاحة من القمردين، فاخفتها بين طيات الفرشات المرتبة على” مد الفراش”.
وعندما غطى الليل كل ما من حوله بالسواد، استغل الاولاد الثلاثة عدم قدرة السراج الضعيف، على تبديد الا القليل من ظلام الغرفة، وبعد بحث مضن بين الفرشات، وجدوا ضالتهم فلم يستطيعوا اقتسامها الا بالسكين، فأكلوا من “القمردين” حتى شبعوا…!!
وفي الصباح بحث ابوهم عن طربوشه ليلبسه فلم يجده..!!.
ولا يخف عليكم الشبه بين القمردين والطربوش…!!هذا هو حال التعليم في في الوسط العربي.. اطعمونا الطرابيش.. ولم نذق طعم حلاوة” القمردين”…!!
شم.. ولا تذوق..!!
كان لأحد أبناء بلدتنا امرأة عجوز، لم يبق الزمان من بصرها الا أقله.
وكان الفقر قد أمسك بخناق حياتهم، حتى ان قوتهم كان يقتصر على الزيت والخبز. ولما لاحظ الشيخ ان زيت جرتهم الوحيدة، قد قارب على النفاذ،
قررأن يقتصد في استهلاك الزيت، فكان يضع لنفسه قليلا منه، يغمس فيه رغيفه حتى يملأ معدته، ولا يبق لزوجته شيئا منه.وبعد ذلك يضع الزيت أمام زوجته، ويناولها الرغيف فتبدأ ” بالتغميس “من بياض الصحن و”تتلذذ” بطعم الزيت حتى تشبع، وتحمد الله على نعمه..!!
وهذا حالنا – أعزائي القراء – ان زعماء سلطاتنا المحلية في الوسط العربي، سنين ونحن “نغمس ” من صحن وعودهم الفارغ..الى متى سنبقى على هذا الحال..!!؟ لقد أصابت معداتنا القرحه من أكل الخبز الحاف..!!
بقلم يوسف جمال