تراثُنا الحضاريّ غنيٌّ خالد!!
تاريخ النشر: 21/07/12 | 6:50قرأتُ قبل مدّة ما كتبه الكاتب محمّد طلال رئيس تحرير مجلّة “ناشرون” الإلكترونية في الأردن (العدد 24 الصادر في 14 حزيران 2012) تحت عنوان “الذاكرة”، ويمكنني القول بصدق إنني أعجبتُ بالفكرة المطروحة في كلمته الموجزة الدّالّة وهي: ضرورة الحفاظ على ما يغذّي الذاكرة الفرديّة والجماعيّة من تراث معنويّ وماديّ، ولكن وردت هناك عبارة توقّفتُ عندها مليًّا أفكّر في فحواها وأبعادها، وهل هي، بالفعل، تنطبق على ما تركه لنا الأجداد من تراث، والعبارة المقصودة هي:
” … إن جلّ ذاكرة العرب كلاميّة مرتبطة بلغتهم..”!
صحيح، إنّ أجدادنا تركوا لنا تراثًا كلاميًّا هائلًا ما زال يشكّل مصدر إشعاع حضاريّ وتنويريّ لأبناء أمّتنا وللآخرين، ولكن يجب أن لا نغفل أو نتجاهل ما تركه لنا السلف الصالح من تراث حضاريّ ماديّ ما برح يمدّنا بمشاعر جيّاشة من الفخر والاعتزاز، وما زال يشحن نفوسنا بوقود من الأمل والبشرى!
وهنا، أسمح لنفسي أن أشرككم بالقليل من المشاعر والرؤى التي انتابتني في أثناء زيارتي لإسبانيا/الأندلس – الفردوس المفقود – وأنا أشاهد بأمّ عيني الكثير من الآثار الماديّة التي لا زالت شامخة تتحدّى عوادي الزمن والنسيان!
وأقتصر بذكر أثرين بارزين كحّلتُ بهما عينيّ، وسقيتُ بهما ذاكرتي الحضاريّة الثقافيّة القوميّة الدينيّة…:
إنّهما: قصر الحمراء في غرناطة، والجامع الكبير في قرطبة!
وقفتُ أمام هذين المَعْلَمين الخالدَين اللذين خلّفهما لنا – وللبشريّة جمعاء – أحفادُ صقر قريش، وقفتُ معتزًّا مفاخرًا، مشدوهًا ومصعوقًا، دامعًا ومتحسّرًا!!
لا أريد الاستطراد ولا المغالاة – حقًّا، كم غذّيتُ ذاكرتي، ولا زلتُ أغذّيها، بما ترسّب في أعماق كياني وروحي وفكري من آمال ورؤى وطاقات وآلام وأنا أنحني لعظمة ما تركه لنا الأجداد من آثار مادّية تأبى أن تخرج من الذاكرة ومن التاريخ!!