أطفال الموسيقى بغزة أمل متجدد بإيقاع جديد
تاريخ النشر: 03/12/14 | 4:58بعيداً عن صوت الطائرات وفصول الحروب يجلس مجموعة من أطفال غزة يتعلمون الموسيقى داخل احدي مدارس غزة اليتيمة في هذا المضمار، وفي أناملهم الصغيرة التي تعزف على الأوتار يحاولون خلق مواسم جديدة أكثر استقرار وإشراقاً لمستقبل أفضل.
الطفلتان نيكولاس ويارا إحدى هؤلاء الأطفال الذين التحقوا في معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى في مدينة غزة، تجلسان في احد الغرف المخصصة لتعليم آلة التشيلو تبدءا العزف سوياً دون انقطاع لأكثر من ساعتين حتى إتقان اللحن.
تقول إحدى مدرسات المعهد تدعي لينا طنبوره من أصول رومانية، ان “الطلاب في المدرسة متحمسون جداً لتعلم الموسيقى، يرغبون دائماً بتعلم المزيد ولا يملون من العزف”.
وتضيف طنبوره المعهد يستقبل الأطفال الراغبون بتعلم الموسيقى من سن ثمانية سنوات إلى 12 عاماً، ويتم تعليمهم بشكل نظري وعملي”.
أما الطفلتان، فقد أكدتا على أنهما عاقدتا العزم على إكمال مشوارهما الموسيقي وإتقان العزف على آلة التشيلو والوصول إلى العالمية …، وتقول يارا أيوب (10) أعوام “منذ ثلاث سنوات وأنا أتعلم على هذه الآلة الموسيقية وباتت جزء من حياتي”.
ورغم ان المعهد يضم بداخله عدد من المدرسين الغزيين، إلا ان جزء منهم من أصول روسية ورومانية، كالمُدرسة طنبوره والتي غيرت اسمها بعدما اعتنقت الإسلام وتزوجت من رجل غزي، ووجدت في المعهد مكان لممارسة عملها.
ويبدو ان الموسيقى في قطاع غزة المحاصر من إسرائيل في طور النشوء مقارنة بمستواها في البلاد الأخرى، وهو ما يعني حاجة القطاع لمزيد من المدرسين الأكفاء والمعاهد.
ويوفر المعهد للأطفال التعليم لأكثر من 29 آلة موسيقية شرقية وغربية ومنها (البيانو، الغيتار، عود، قانون، ناي، كمان الشرقي، فيولا، تشيلو، كونتراباص، ساكسوفون، أوبو، وترامبيت، ترمبون، وتوبا، وألة الجوقة” وغيرها من الآلات الأخرى.
أما الطفل فراس الشرافي الذي يضع يداه على آلة القانون ويعزف مقطوعة شرقية موسيقية ، فيقول “أكثر من سبع سنوات وانا أتعلم الموسيقى وحلمي ان امثل فلسطين في المحافل الدولية في هذا المجال”.
ويعتمد المعهد في برنامجه الأكاديمي على نظام المساقات حيث تحدد المساقات التي على الطالب انجازها من اجل الحصول على شهادات ويسجل الطالب لهذه المساقات في كل عام حسب رغبته وحسب برنامج دراسي عام يحدده بالتشاور مع مرشده.
وتعتبر الآلة الموسيقية هي التخصص الرئيسي في المعهد وعلى الطالب التسجيل لها بالأساس وتعتبر مساقات القراءة الموسيقية ونظريات المواد التي على أساسها يحدد الطالب ان كان يدرس نظاميا أو هاوياً ففي حال عدم التسجيل لهذه المواد يعتبر هاوياً كما يقول أستاذ العود في المعهد محمود الهباش.
وكما يؤكده العديد من طلاب المعهد، فإن على الراغبون بتعلم الموسيقى أن يتوفر عندهم الإحساس السمعي للإيقاع والتركيز والصبر إضافة إلى القابلية للتعليم.
طارق الزعنون – وكالة القدس
شعب لا يموت!