الحكمة من وراء تزوج صلى الله عليه وسلم أكثر من زوجة
تاريخ النشر: 02/12/14 | 13:21صلى الله عليه وسلم سيد الإنسانية، سيد الرحماء، حياته جهاد في إنقاذ إخوته في الإنسانية، مقصده الآخرة، فهو الكريم الذي ما تلوثت نفسه من الدنيا أبداً ذراتها كالماء العذب الطاهر النقي.
فما تزوَّج صلى الله عليه وسلم زوجةً إلا بأمر من الله، ولهذا الزواج مصلحة راجحة من مصالح الدعوة للإسلام بجلب المنفعة الإنسانية ودرء الأخطار الاجتماعية وحقن الدماء الكثيرة، فلقد كان للأرحام والمصاهرة تأثير كبير في حياة البشر القبلية والاجتماعية، وهكذا زواج الملوك بالعالم كله، فكان لهذه المصاهرة أثرها البعيد في تاريخ الدعوة الإسلامية وإنقاذها من الهلاك كما هبَّ أهل مصر وأوقفوا الزحف المغولي الذي لم يستطع العالم كله مواجهته بحماسهم للدفاع عن دعوة صهرهم محمد صلى الله عليه وسلم زوج أمِّنا مارية القبطية.
ومما لا ينكره التاريخ اندفاع أهل مصر القوي للدفاع عن الإسلام ضد عدو الإسلام المغول والتتر، وذلك بعد ما سقطت بلاد الشام والعراق وانهارت الدول الإسلامية.
لقد اجتاح المغول المسلمين والنصارى، ولم يبق إلا مصر، فهب أهل مصر دفاعاً وصوناً للإسلام من هذه الحملة البربرية على الإسلام، حتى أن النساء في مصر أسوة بمارية القبطية زوجة المصطفى صلى الله عليه وسلم فمن يبيع حليِّهن لدعم الجيش والوقوف بوجه هذا العدو، وكان النصر بتحالفٍ مع الظاهر بيبرس وقطز ولو لم تقف مصر بوجه هذا العدو الكافر لانتهى العالم بيد الكفر، فكم كان لهذا الزواج المبارك على العالم من تأثير بعد أجيال؟! إذ كم كان لهذه المصاهرة من حقن للدماء ووقاية من معرِّة القبائل العربية وديمومة الرسالة السماوية العلية”الإسلام” هذا عن زواجه صلى الله عليه وسلم من مسيحية، كذا زواجه من يهودية أو أكثر لتأليف قلوب بني لإسرائيل ليعودوا لمجدهم بالإسلام كما كانوا بعهد سيدنا داوود وسليمان عليهما السلام، فهو صلى الله عليه وسلم رحمة لهم وللعالمين.
وسببٌ آخر هامٌ جداً، ألا وهو تربية وتخريج مرشدات داعيات للنساء فهو صلى الله عليه وسلم المدرسة التي خرَّجت المرشدين الداعين للإسلام بالطريق القويم الصحيح وكذا المرشدات “زوجاته الطاهرات العليات” فعلى يديه صلى الله عليه وسلم تخرجت نساؤه المرشدات لنساء العالم واللواتي بدورهن غدين مرشدات لتخريج النساء بكل الأصقاع والبقاع في العالم، ولذا نرى أنه وعلى سبيل المثال هنا في سوريا قد توفيت ثلاث زوجات من أمهاتنا الشريفات “أم سلمة، وأم حبيبة، وحفظة” فلقد قدمن بلاد الشام لّما فتحت، مرشدات داعيات لنساء بلاد الشام ولإلى آخر حياتهن الشريفة رضوان الله عليهن ولذا غدا العصر الذهبي لنشر الإسلام بثلاثة أرباع العالم من دمشق الشام. فصلى الله عليه وسلم. ما تزوج في ريعان شبابه “قبل الرسالة” إلا السيدة الطاهرة خديجة بنت خويلد وهي التي كانت بالغة من العمر أربعين عاماً وبينه صلى الله عليه وسلم وبينها من التفاوت في السن خمسة عشر عاماً، وما تزوج غيرها إلا بعد وفاتها وكان قد تخطَّى من العمر الثلاثة والخمسين وانتقالها بالخامسة والستين كل ذلك يشير إلى طهارته وسمو غاياته الإنسانية لا الشهوانية قطعاً، فهو أطهر الخلق، الأمين الذي لم يصافح في حياته امرأة والله طهَّر من سفاح الجاهلية أحمدَ.
ما كان زواجه إلا لأغراض إنسانية عليا قطعاً وبداهة، وأهداف سياسية إنسانية لربط الأمم والشعوب بمركبة الحق والصراط القويم. فلسان حاله صلى الله عليه وسلم يقول: ما كنت أفسق والشباب أخي أفحين شبت يحق لي الفسقُ لــي مـانــــع عـن ذاك يمنعني ومركَّــب مـــا خــانــــه عــــرقُ نستعرض:
خديجة بنت خويلد عليها السلام: تزوجها صلى الله عليه وسلم قبل الرسالة وقد بلغت من عمرها أربعين عاماً وبينه صلى الله عليه وسلم من العمر خمس عشرة سنة، وما تزوج غيرها إلا بعد وفاتها رضي الله عنها وقد تخطى الخمسين من عمره صلى الله عليه وسلم.
سودة بنت زمعة عليها السلام: ولم تكن عليها السلام من الجمال أو الثروة أو المكانة بما تجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوج منها لولا أن زوجها توفي في سبيل الله في الهجرة إلى الحبشة فغدت منقطعة في تلك الديار النائية، ولن تعود لأهلها وكانوا لا يزالون على الكفر فهل يتخلى عنها! حقاً إنه لزواج إنساني.
عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: تزوج منها صلى الله عليه وسلم توثيقاً لُعرى الارتباط السياسي الإنساني بين الوزير الأول للدولة الإسلامية وبينه صلى الله عليه وسلم، إذ بهذه المصاهرة تزداد رابطة أبو بكر الصديق توثُّقاً معه صلى الله عليه وسلم، إذ أن فلذة كبده تصبح عند المصطفى مما يزيد قوة التعلُّق والارتباط بينه وبين المصطفى زيادة لما هي عليه “فبشكل عام للمصاهرة أثرها الكبير في توثيق عرى الارتباط تدل عليه الكلمة (المصاهرة ذاتها)” وسيدنا أبو بكر الصديق سيأتي عليه يوم ويكون بيده قياد زمام الأمة الإسلامية. والله تعالى يقول: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} فهو صلى الله عليه وسلم حبل الله المتين ونوره المبين، فلقد كان لزواجه صلى الله عليه وسلم من أمنا عائشة أثره الكبير في زيادة وتوثيق هذا الاعتصام والارتباط بينه وبين الصديق، الذي يترتَّب عليه مصير الأمة والعالم من بعده.
حفظة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: نفس السبب السابق تماماً، فسيدنا عمر سيكون وزير الدولة الثاني وستكون بيده قيادة الأمة الإسلامية فزواجه صلى الله عليه وسلم من ابنة الفاروق إنما هو نفس سبب زواجه من ابنة الصديق أيضاً خدمة للإنسانية.
زينب بنت خزيمة عليها السلام: كانت زوجة لعبيدة بن الحارث الذي استشهد يوم بدر فعوَّضها الرسول صلى الله عليه وسلم عن زوجها بزواجه بها إكراماً لها وقد توفيت عنده بعد شهرين. كذا أهلها كفرة لا تعاد إليهم حتماً.
أم سلمة عليها السلام: استشهد زوجها في أحد فلما أمضت عدتها خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت لكثرة أبنائها وبكونها تخطت سن الشباب، فتعهَّد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعناية بتنشئة أبنائها وتزوج منها لهذا الاعتبار، وتربية اليتامى هو السبب بالقرآن من إجازة التزوج بأكثر من واحدة كما بالآية الكريمة: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ…}سورة النساء (3).
زينب بنت جحش عليها السلام: أما القضاء على التبني المهلك للمجتمع الإسلامي ففي زواجه صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش عليها السلام: زوجَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم من معتوقة ومتبناه “زيد بن الحارث رضي الله عنه” مبطلاً تلك الاعتبارات القائمة في النفوس على العصبية وحدها وكي يدرك الناس جميعاً أن لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى إذ هي من أرفع القبائل نسباً في الجزيرة العربية وزيد إنما هو عبد معتوق. ولما وقع الطلاق بينها وبين زوجها معتوق ومتبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، هنالك أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالزواج من زينب رضي الله عنها لهدم تلك الاعتبارات القديمة الخاطئة من اعتبار المتبنى كالابن في النسب وما يجره هذا الالتصاق بأفراد الأسرة من المفاسد والوقوع في الزنى وضياع الأنساب. قال تعالى: {…فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} سورة الأحزاب (37).
جويرية بنت الحارث المصطلقية عليها السلام: وكان في زواجها إسلام قومها بني المصطلق بعد أن كانوا على عداء تام مع المسلمين، حتى أن أباها الحارث زعيم بني المصطلق لما علم بإكرام وفادة ابنته وهي بالأسر جاء مسلماً مذعناً لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبل: ما كانت امرأة أعظم بركة على قومها من جويرية. مارية القبطية المصرية عليها السلام: أهداها إليه صلى الله عليه وسلم المقوقس عظيم مصر كجارية وقد قبلها رحمة بها إذ في ذلك خلاص لها من بيئة الشرك إلى عالم التوحيد والإيمان، وكانت مما ملكت يمينه صلى الله عليه وسلم ثم أصبحت زوجة من أمهاتنا. وقد أعجبه صلى الله عليه وسلم من مارية فطنتها ووجد لديها من الأهلية ما يجعلها جديرة أن تكون زوجة له صلى الله عليه وسلم مبلغة عنه ومرشدة للنساء، وبمصاهرته صلى الله عليه وسلم لأهل مصر تمَّ إنقاذ الإسلام بعد ستة قرون، من الفناء الحقيقي أيام الظاهر بيبرس قدس سره، فزواجه منها صلى الله عليه وسلم كان فيه ربط سياسي إنساني مع النصارى. فأهل مصر كلهم أقباط ثم صار منهم المسلمون وبقي منهم الأقباط وهم الذين نهضوا لنصرة الإسلام مع الملك الظاهر.
صفية بنت حيي بن الأخطب عليها السلام: “زعيم بني قريظة” يرجع نسباً لسيدنا موسى بن عمران، ولا يجوز زواج ابنة زعيم بالكفر إلا من زعيم بالإسلام إذ الإسلام يرفع شأن الإنسان.
ريحانة بنت القريظة عليها السلام: أسلمت فأعتقها صلى الله عليه وسلم ثم تزوجها وكلتاهما من اليهود وكان زواجه صلى الله عليه وسلم منها لتوثيق عرى الارتباط مع الذين آمنوا من اليهود سادةً وعامَّة ولتقريب وتأليف قلوب اليهود للإسلام والسلام.
أم حبيبة عليها السلام: بنت أبي سفيان، كانت سبباً مباشراً بإسلام أبيها زعيم قريش وبالتالي حفظ دماء القرشيين الذين آمنوا فيما بعد. قال تعالى: {ياأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيما ًلَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً}سورة الأحزاب (50 52). وهذه الآيات تدل دلالة صريحة واضحة أنه صلى الله عليه وسلم ما كان ليتزوج إلا بأمر الله وما أقره الله له وبإذنه فالله تعالى يحب خلقه ولا يريد إلا إنقاذهم وإقالة العثارعنهم والأخذ بأيديهم لطريق السعادة دنيا وآخرة، وصلى الله عليه وسلم هو رحمة لهم وزواجه لإنقاذ نسائهم وهدايتهن فهو سيِّد الرحماء الذي أتى لهذه الدنيا منقذاً ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويقيل عنهم العثار ويأخذ بيدهم للنور والسعادة دنيا وآخرة. فصلى الله عليه وسلم ما كان ليتزوج زيجة إلا بما يرضي الله وبأمره تعالى، ودائماً لسان حاله يقول: «إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي». والخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله، وصلى الله عليه وسلم أنفع خلق الله لخلقه فهو حبيب الله. إذن تعدد زوجاته بأمر وإذن الله بما فيه نفع البشرية على مدى زمانه وما تلاه من أزمان. ومما يدلُّ أيضاً على أنه صلى الله عليه وسلم كانت نيته وهدفه تخريج المرشدات من زوجاته للنساء. فلقد خرَّج صلى الله عليه وسلم مجموعة من المرشدات الطاهرات الفطنات، من خلال زواجه من عدة زوجات… وكان يهمُّه ممن يتزوج الفطنة والذكاء إذ هي شرط أساسي للمرشدة، بحيث تستطيع نقل مراده صلى الله عليه وسلم و إرشاده للنساء فنجد أن في الآية (52) من سورة الأحزاب أن الله يحرِّم عليه الزواج بعد أن كان محللاً له من قبل وذلك لأن الله تعالى مطَّلع على الآجال، وكان بتلك الآونة قد اقترب أجله صلى الله عليه وسلم ولم يعد هناك من المدة ما يكفي لتخريج الزوجة الجديدة إذ مدة إقامتها معه صلى الله عليه وسلم باتت بقرب أجله صلى الله عليه وسلم قصيرة ولا تكفيها لتتشرب الحياة القلبية منه صلى الله عليه وسلم والعلوم التي بها تصبح مرشدة للنساء، ولذلك أخبره الله تعالى أنه الآن {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُن…}: والحسن جمال وطهارة النفس والقلب لا الجسد، فالحسن الذي يتطلَّع له صلى الله عليه وسلم إنما هو الطهارة النفسية والفطنة والذكاء الذي تتمتع به الزوجة إن أراد أن يتزوج منها صلى الله عليه وسلم إذ هذه الصفات تجعل فيها القابلية لأن تصبح مرشدة تفيد النساء وتسمو بهن في علوم القرآن وهذا أمر بديهي إذ صلى الله عليه وسلم وكما ذكرنا من قبل لما كان في ريعان الشباب لم يتزوج إلا من أمنا خديجة الطاهرة التي تكبره بخمس عشرة سنة، وهكذا حتى بعد وفاتها بسنتين أو أكثر حتى تزوج وهو بسن (52) سنة لأغراض سياسية إنسانية سامية ولنصرة الحق وأهله فهو رحمة للنساء كما هو رحمة للعالمين.
إذا تأملنا مراحل حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم – الزوجية نجد أن الشهوة اختفت من حياته والدليل عقلي هذه المرة,لنتأمل:
1.الرسول – صلى الله عليه وسلم – منذ نشأته و حتى سن 25 كان أعزبا
2.الرسول – صلى الله عليه وسلم من سن 25 إلى 50 (وهي فورة الشباب) متزوج سيدة أكبر منه ب15 سنة ومتزوجة من قبله برجلين ولها اولاد
3.الرسول – صلى الله عليه وسلم – من سن 50 إلى 52 سنة من غير زواج حزنا ووفاء لزوجته الأولى
4.الرسول – صلى الله عليه وسلم – من سن 52 إلى 60تزوج عدة زوجات لأسباب سياسية ودينية واجتماعية سنأتي على تفصيلها فيما بعد إذا …
هل من المعقول أن الشهوة ظهرت فجأة من سن 52 سنة؟ وهل من المعقول للرجل المحب للزواج أن يتزوج في فورة شبابه من ثيب تزوجت مرتين قبله ويمكث معها 25 سنة من غير أن يتزوج بغيرها ثم يمكث سنتين من غير زواج وفاء وتكريما لها! ثم إنه عليه الصلاة والسلام عند زواجه بعد السيدة خديجة تزوج السيدة سودة وكان عمرها (80) سنة حيث كانت اول أرملة في الإسلام – واراد عليه الصلاة والسلام أن يكرمها ويكرم النساء اللواتي مثلها حيث ابتدا بنفسه ولم يأمر صحابته بزواجها , بل هو عليه الصلاة والسلام قام بتكريمها بنفسه ليكون هذا العمل الإنساني قدوة من بعده.
بعد ما قلناه نخلص إلى النتيجة التالية:
الرسول -صلى الله عليه وسلم – تزوج بطريقتين: (محمد الرجل) تزوج بالسيدة خديجة
(محمد الرسول) تزوج باقي نسوته
ولنسأل السؤال التالي: هل الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – هو الوحيد الذي عدد أم أن هنالك انبياء عددوا أيضا؟ الجواب نعم لقد عدد المرسلون والأنبياء – صلى الله عليه وسلم كسيدنا إبراهيم وسيدنا داود وسليمان – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وهذا مكتوب في الكتب السماوية كلها , فلماذا يهاجمنا بها الغرب , وهم معترفون أصلا ومكتوبة عندهم!
نأتي الآن لذكر الدواعي السياسية والإجتماعية والدينية التي دعت الرسول لتعديد زوجاته
أولا: توريث الإسلام والدعوة بدقة تفاصيلهما وخصوصياتهما (كالصلاة وحركاتها ) فلا بد من دخول ناس لبيت الرسول – صلى الله عليه وسلم- لنقل التفاصيل المطلوبة لتعليم الأمة … فأراد الله – عز وجل – بزواج الرسول من السيدة عائشة حيث كانت صغيرة تتعلم منه الكثير بحكم سنها (والعلم في الصغر كالنقش على الحجر ) وعاشت بعده 42 سنة تنشر العلم .. والحديث في علم السيدة عائشة يطول حيث أنها كانت أعلم الناس بالفرائض والنوافل … وإجمالي عدد الأحاديث المروية عن زوجات الرسول – عليه الصلاة والسلام – 3000 حديث أما شبهة زواج السيدة عائشة وهي صغيرة فقد كانت طبيعة البيئة الصحراوية أن الفتاة تبلغ بسرعة وكان متعارف على تزويج الصغيرات ليس عند العرب فحسب بل عن الروم والفرس
ثانيا : تأصيل العلاقة بين الصحابة وتشبيكها مما يؤدي إلى تماسك الامة فها هو عليه السلام يتزوج بابنة أبي بكر وأخت عمر بن الخطاب ويزوج ابنتيه لسيدنا عثمان والبنت الثالثة لسيدنا علي رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم
ثالثا : الرحمة بالارامل حيث تزوج الرسول – صلى الله عليه وسلم – من الأرامل (السيدة سودة وأم سلمة وأم حبيبة
رابعا: استكمال تشريع الإسلام حيث يقوم الرسول بالفعل بنفسه ليكون قدوة واسوة للمسلمين من بعده سواء كان بتكريم الأرامل أو الرحمة بمن اسلم من غير المسلمين كزواجه بصفية بعدما أسلم أبوها ورفعة لشأنه عند حاسديه من اليهود
خامسا : محبة الرسول – صلى الله عليه وسلم – لعقد الصلة والرابطة بين أقطار الأرض كلها حيث أراد بزواجه من السيدة ماريا المصرية أن يؤلف بلدا بأكمله والرسول عليه الصلاة والسلام تزوج السيدة جويرية حتى يسلم بنو المصطلق حيث كانوا أسرى بيد المسلمين بعد غزوة بني المصطلق والقصة معروفة آمل أن أكون قد قدمت لكم ما تطمئن به قلوبكم ويثبتكم ويقويكم على مواجهة هذه الشبهة التي يريد منها أعداؤنا أو جهالنا تشكيكنا و النيل من ديننا ونبينا.