“نحو أسرة سعيدة” الاساس الخامس- الولادة والرضاعة

يقترب الموعد للوضع . الالام الظهر تبدأ وتتقدم للبطن . ومن ثم تكون كل 5 دقائق لقد اقترب الوضع وستصبحين اماً قريباً جداً. ويتوجه “الام والاب” للمستشفى وتبدأ الالام . وننصحك بأكل التمر لتسهيل الولادة والدعاء ليكون الله معك. يعلوا صراخ الصغير الذي خرج للحياة وتمتلئ عيونكما بالبكاء دموع السعادة والفرح دموع مشاهدة معجزة من معجزات الله خروج نفس من نفس. شيئا من العدم فسبحان الله.

بعد ان خرج الصغير يجب وضعه على صدر امه كي يشعر بدفئها وحبها. وعلى الاب بعد ان يقوموا بوزنه وتنظيفه وعمل الفحوصات اللازمة ، عليه الأذان بأذنه اليمنى ليكون اول ما يسمعه في حياته ذكر الله وليطرد الشيطان منه. قال أبو رافع رضي الله عنه: ” رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة ” والحكمة من ذلك – والله أعلم- أن يكون الأذان وهو متضمن لتعظيم الله والشهادتين أول ما يطرق سمع المولود، وكذلك تحصيلاً لما للآذان من تأثير على الشيطان في طرده وإبعاده عن هذا المولود الجديد الذي يحرص على إيذائه وإغوائه وذلك مصداقا للحديث: ” إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين “.

كما على الاب ان يقوم بمضغ بعض التمر وتحنيك الطفل به وهو وضع التمر على لثته. فهو بحاجة لشيء حلو بعد الولادة كما من شأن الامر تجهيزه للرضاعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” ومن السنن التي ينبغي أن تفعل حين استقبال المولود سنة التحنيك وهي تليين التمرة بمضغها أو تليينها بطريقة مناسبة ودلك حنك (المولود بها. وذلك بوضع جزء من التمر اللين على الإصبع وإدخال الإصبع في فم المولود، ثم تحريكه يمينا وشمالا حركة لطيفة، حتى يبلغ الفم كله بالمادة (تمر أو سكر أو عسل) حيث إنه إذا لم يتيسر التمر فيحنك بأي مادة حلوة.

قال أبو موسى: ” ولد لي غلام، فأتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فسماه إبراهيم. وحنكه بتمر، ودعا له بالبركة، ودفعه إلي “.

وللتحنيك أثر صحي يتحدث عنه الأطباء فيقول أحدهم وهو الدكتور فاروق مساهل في مقال له في مجلة الأمة القطرية عدد (50) ما نصه: و التحنيك بكل المقاييس معجزة نبوية طبية مكثت البشرية أربعة عشر قرناً من الزمان لكي تعرف الهدف والحكمة من ورائها، فلقد تبين للأطباء أن كل الأطفال الصغار (وخاصة حديثي الولادة والرضع) معرضون للموت لو حدث لهم أحد أمرين:

1- إذا نقصت كمية السكر في الدم (بالجوع).

2- إذا انخفضت درجة حرارة أجسامهم عند التعرض للجو البارد المحيط بهم.

تنقل الام لغرفة جديدة، في بعض المستشفيات يبقى الطفل مع امه وفي اخرى يأخذ الطفل لغرفة الاطفال. تكون الام مضطربة فهي مرهقة جدا وسعيدة في نفس الوقت. من المهم في هذه الفترة ان ترتاح الام كثيرا وان تشرب الكثير من السوائل وان تأكل الطعام المفيد لها ليقوى جسمها. وايضا التمر مفيد لها لان فيه الكثير من البروتينات والسكريات.

ونذكر هنا قصة سيدتنا مريم العذراء عندما ولدت طفلها سيدنا عيسى عليه السلام تحت نخلة كانت حزينة جدا لانها فكرت ماذا سيقول الناس عنها ولكن كلمها سيدنا عيسى كما ورد في القرءان الكريم وقال لها ” لا تحزنى قد جعل ربك تحتك سريا” وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا” “.

فأمرها الله بالحركة فهو العزيز العليم قادر ان يسقط التمرات لتأكلها ولكن طلب منها الحركة لانها مفيدة لها ولتأكل التمر وتشرب الماء لما بهما من فائدة عظيمة عليها. وتبدأ الام بالارضاع فمن المهم ارضاع الطفل لما فيه فائدة تعود على الولد وتكون مدتها من بداية الولادة حتى عمر سنتين ولها ان تقوم بفطمه عن الرضاعة قبل ذلك. ولكن للأسف بتنا نرى الكثيرات قد حرمن اطفالهن من هذا الحق واخذن الحل الاسهل وهو ارضاع الطفل من الحليب الصناعي كالسيريلك والسيميلك. مع ان الاطباء اليوم في العالم الغربي يدعون للعودة للرضاعة كما يتزايد عدد المرضعات في بلاد الغرب.

ولكن لماذا عليك ان ترضعي طفلك؟؟؟؟؟؟؟؟

اليك الجواب— الرضاعة الطبيعية مهمة جدا, وتعود فوائدها على الام وعلى الطفل.

على الطفل:

– حليب الام يحتوي على كل المواد الغذائية التي يحتاجها جسم الطفل وبالكميات الملائمة.

– حليب الام يحمي الطفل من عدة انواع من الامراض التي تصيب الاطفال في السنة الاولى من حياتهم، كالزكام، الاسهال، التهابات الاذنين.

– حليب الام تقلل الحساسية من الاطعمة عند طفلك. معدل الاطفال الذين يرضعون حليب الام المصابون بسكري الشباب اقل من الذين لا يرضعون.

– عملية المص تساعد على نمو لثة سليمة وتقويها كما تساعد على نمو اسنان سليمة وصحية.

– عملية الرضاعة واقتراب الطفل من امه يعطيه شعور بلامان والمحبة مما يساعد على نمو طفل سليمة الشخصية يشعر بالثقة والامان.

– 8% من حليب الام عبارة عن مضادات حيوية تحمي الطفل من الامراض المذكورة بالاعلى.

– الطفل الذي يرضع حليب الام لا يصاب بالامساك ويصاب بالقليل من اوجاع المعدة وحالة الكوليك “وهي وجود غازات في معدة الطفل التي تسبب له الالم المتوصل ل 3 ساعات وتعود على نفسها في كل يوم في نفس الساعات تقريبا”.

على الام:

– الرضاعة تساعد الام على فقدان الوزن الزائد الذي كسبته خلال فترة الحمل.

– عملية انتاج الحليب تساعد على تعجيل رجوع الرحم لمكانه ولحجمه الاصلي.

– الرضاعة تبني علاقة حميمية بين الام والطفل.

– الرضاعة تقلل خطر الاصابة ببعض انواع السرطانات.

فوائد اخرى:

– حليب الام مجاني ويوفر مالك.

– جاهز دائما بالكمية التي يحتاجها الطفل وبدرجة الحرارة الملائمة فلا حاجة للركض الى المطبخ وتحضير الوجبة اثناء بكاء الطفل.

– حليب الام معقم ونظيف فيحفظ الطفل من الاصابة بالتلوث او الاسهال الناجم عن عدم نظافة القنينة.

– لا تحتاج لقناني ومستلزماتها من مواد التنظيف الخاصة بها.

– القيء , البراز والبول لها رائحة غير كريهة.

– حليب الام يمتص سريعا داخل الجسم وكمية الفضلات تكون قليلة لانه يحتوي على المواد التي يحتاجها الطفل.

عملية الارضاع عملية متعبة وممتعة وتحتاج طاقات جسدية ونفسية من الام المرضع بالاخص في الايام الاولى بعد الولادة. فالرضاعة تكون متقاربة جدا وكثيرة تقريبا من 8 – 12 مرة خلال ال 24 ساعة اي كل 2-3 ساعات. لذلك يجب مراعاة الام والاهتمام بها. والاهتمام بها يكون بعدة جوانب وهي:

– النفسية : فيجب مساعدة الام على ان تكون هادئة الاعصاب. ونبعدها عن كل ما يمكن ان يعكر مزاجها ويسبب لها الحزن. كما على الزوج بالاخص والمحيطين بها دعمها وتشجيعها على الرضاعة وتذكيرها بفوائدها عليها وعلى طفلها.

– الجسدية : الراحة: بعد الحمل والولادة يكون جسم المرأة مرهقا جراء الطاقة الكبيرة التي بذلها الجسم لتكوين الطفل الصغير ولذلك تحتاج المرأة الى اكبر قسط من الراحة. ويجب ان يكون كل عملها في الايام الاولى بعد الولادة الاهتمام بالصغير والراحة والاكل ويجب الابنعاد عن كل ما يرهقها من اعمال المنزل والافضل ان يقوم بها احدا عنها وان لم يتواجد احد يستطيع مساعدتها فعليها القيام بالامور الضرورية جدا جدا. كما ان عملية الرضاعة تتطلب طاقات من جسد الام.

ونيل قسط من الراحة خلال فترة نوم الطفل الصغير يساعد الام ان تسترد عافيتها بسرعة.

الغذاء: تحتاج الام الى الكثير من الغذاء. وعليها مراعاة الغذاء الصحي المحتوي على البروتينات. والحديد والمواد الغذائية المفيدة للجسم. فعليها الاكثار من اكل الخضراوات والفواكه واللحوم يجب أن تزيد من كمية غذائها المعتاد بمقدار الثلث وتكون الزيادة متوازنة في جميع العناصر الغذائية. . كما يجب تجنب الأدوية إلا باستشارة الطبيب لأن بعض الأدوية تفرز في لبن الأم كما عليها الاكثار من شرب السوائل وبالاخص الماء لانها مركب اساسي في تكوين الحليب.

كما على الام الابتعاد عن بعض انواع الاطعمة التي ممكن ان تسبب الالم للطفل والغازات مثل البقوليات ” الحمص, الفول, العدس” والخضراوات التي تنتج غازات كالملفوف والقرنبيط. والابتعاد عن المشروبات الغازية والمحتوية على الكفائين. كما عليها الابتعاد عن الاطعمة الحارة فهي تسبب الما عند الطفل.

بالاضافة لذلك يجب تسمية المولود فهذا احد حقوقه وعليكما تسميته اسما حسنا يفخر به ابنكم ويكون من سمي على اسمه قدوة له في المستقبل فعليكم ان تحسنوا اختيار الاسم وان لا تجروا وراء موضة الاسماء باختيار ما هو غريب فالاسم لا يصنع صاحبه بل تربيتكما تصنعه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومره “.

والتسمية من حق الأب وله أن يترك أمر التسمية للأم وله كذلك أن يوكل أمر تسمية المولود للجد أو الجدة أو غيرهما

بالإضافة لذلك هناك 3 امور من سنن المولود على الاهل فعلهما وهم :

– العقيقة:

وهي الشاه التي تذبح عنه يوم السابع من ولادته. للحديث الذي يرويه سلمان بن عمار الضبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دماً، وأميطوا عنه الأذى “. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة”.

وهي سنة مستحبة على القول الراجح من أقوال أهل العلم.

أما وقت ذبحها فهو اليوم السابع من ولادة الطفل، فإن لم يتيسر في اليوم السابع جاز في أي يوم من الأيام والله تعالى أعلم.

ويجزئ منها ما يجزئ للأضحية، فمن الضأن ما لا يقل عمرها عن ستة أشهر ومن المعز ما لا يقل عن سنه، وأن تكون سليمة من العيوب.

– حلق رأس المولود والتصدق بوزنه فضة:

ولهذا الأمر فوائد جمة منها أن في إزالة شعر رأس المولود تقوية له، وفتحاً لمسام الرأس وتقوية كذلك لحاسة البصر والشم والسمع وكذلك فإن في التصدق بوزنه فضة فائدة ظاهرة. عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: ” وزنت فاطمة رضي الله عنها شعر الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم، فتصدقت بزنة ذلك فضة”.

– الختان:

وهو قطع القلفة (أي الجلدة) التي تحيط برأس الذكر، والمتدلية فوق فتحة الأنثى.

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط “.

والختان واجب في حق الذكور، مستحب في حق الإناث.

الخلاصة: اذا بورك لكما في الموهوب وشكرتما الواهب ورزقتما بره. اذا من المهم الاهتمام بالام وبالمولود سويا كما عليكما فعل سنن الرسول في المولود ولا يرهبكما انها اصبحت سنن مهجورة فمن يفعلها يدرك كم فائدتها وبركتها على الصغير.

الاساس القادم- العودة للمنزل

كتبت العاملة الاجتماعية لميس خديجة عسلي في هذا السياق في موقع بقجة:

الاساس الاول” نحو اسرة سعيدة “

الاساس الثاني – الخطوبة والزواج

الأساس الثالث: سنة أولى زواج

الاساس الرابع :   الحمل

يمكن ارسال استفساراتكم ”زواية هموم تربوية”

[email protected]