إفشاء السلام أحد أسباب المحبة بين المسلمين
تاريخ النشر: 04/12/14 | 14:00دعانا ديننا الحنيف إلي إلقاء السلام، وحثنا عليه، فقال ربنا تبارك وتعالى: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِن عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾(61) النور.
وقال الإمام النووى رحمه اللهُ في كتابه ” رياض الصالحين ” (باب كيفية السلام): يستحب أن يقول المُبتدِئُ بالسَّلام: السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، فيأتي بضمير الجمع، وإنْ كان المُسلم عليه واحِدًا، ويقولُ المُجيبُ: وعليكمُ السَّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، فيأتي بواو العطف في قوله: وعليكم… ››.
وإفشاءُ السَّلام سببٌ لإيجاد المُحبَّةِ بين المُسلمين، كما أنَّه سببٌ لدخول الجنَّة، فعن أبي هريرة رضى اللهُ عنه – قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تدخلوا الجنَّةَ حتى تُؤمنوا، ولا تُؤمنوا حتى تحابُّوا، أَوَلا أدُلُّكُم على شئٍ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السَّلامَ بينكم)) رواه مُسلم.
ومِن آدابِ السَّلام: ما رواه أبو هريرةَ – رضى اللهُ عنه – أنَّ رسولَ الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – قال: ((يُسلِّمُ الراكِبُ على الماشي، والماشي على القاعِد، والقليلُ على الكثير)) مُتَّفَقٌ عليه.
وفي روايةٍ للبُخارىِّ: ((والصغيرُ على الكبير)). لكنَّ البعضَ – للأسف – قد ترك السَّلامَ، وأصبح يمشي في الشارع ويجدُ الناسَ في طريقه فلا يُسلِّمُ عليهم، بل إنَّه قد يدخلُ بيتَه فلا يُلقي على أهل بيته السَّلام، وقد يستبدلُ السَّلامَ بعِباراتٍ ليست مِن الدين ؛ فيقولُ مثلاً: صباحُ الخير أو مساءُ الخير أو غيرهَما مِن عِبارات. والبعضُ قد يأنفُ مِن إلقاءِ السَّلامِ على الصِّغار، ويقولُ: هؤلاءِ أطفالٌ صِغار، كيف أُسلِّمُ عليهم ؟! ماذا سيقولُ عَنِّي الناسُ لو رأوني..؟! ونسى أو تناسى أنَّ السَّلامَ على الصِّبيان الصِّغار قد فعله مَن هو أفضلُ منه وأعلى شأنًا، وهو حبيبُنا ونبيُّنا محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فعن أنسٍ – رضى اللهُ عنه – أنَّه مَرَّ على صِبيانٍ فسلَّم عليهم وقال: كان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – يفعله. مُتَّفَقٌ عليه.
بل إنَّ البعضَ قد يُلقي السَّلامَ على قومٍ جلوس، فإذا لم يسمع منهم ردًا اتهمهم بالكِبْرِ وتجاهُلِهم له، وقال فيهم كلامًا قبيحًا، مع أنَّهم قد يكونوا لم يسمعوه، أو لم ينتبهوا له حين سلَّمَ عليهم، وقد يكونُ هناك مَن رَدَّ عليه منهم لكنَّه لم يسمع رَدَّه. وقد كان نبيَّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا أتى على قومٍ فسلَّم عليهم سلَّم عليهم ثلاثًا)) رواه البُخارىّ، قال النووىُّ رحمه الله: ‹‹ وهذا محمولُ على ما إذا كان الجَمْعُ كثيرًا ››.
فلنقتدي أيها الأخوة بنبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولنفشي السلام بيننا في البيوت والشوارع وعند التحدث في الهاتف أو عند المحادثة على شبكة الإنترنت لينتشر الحب بيننا.