جدّتي بنت المُدلّلة
تاريخ النشر: 27/07/12 | 14:56جدتي أُختُ اسماعيلَ بن المُدلّلهْ
كان اسماعيلُ جبّارَ الكسور يُدعى ابن المُدللهْ
… يومها زارنا من الضحى وحضرت أمي له الغداء الفاخر الذي يحبه
ملوخيةً كذّابةً أي خُلوةً من اللحمة
قال لها : أيتها العزيزة كم كانت أمك جبارةً
وكانت جدّتكِ ( جبليّة) ست البنات القودريات
تباهي بالذهب في معصمها
بزوج الحيايا والأباريم والخواتم العثمانية
والعقد على صدرها
ما يزال هذا العقد
جئتُ أعطيكِ إياهُ أمانةً أيتها العزيزة
***
أيتها العزيزة
كان أبوكِ يحارب بدكرانه الجراد الهاجم على حقولنا
ويوم هجوم الخواجا مئير خباز على أرضه
أصيب بطلقة في رجله اليمنى
وظلَّ يعرج طيلة حياته
وللتقية قلتِ لأولادك: لسعت جدكم أفعى
بقيت أفعى في القلب
هو ذلك الجد ذو الوجه الأحمر كالتفاحة
يحرث في اليوم آلاف الكليلومترات
ويصلي كي ينسى
***
كانت جدتي أختُ اسماعيل بن المدلله
تصلي كي تنسى
تضع على يديها الوشم الأزرق والحناء
كان شعرها أسود كالليل الحالك
وتحت هذه الزيتونة البكر
روت لي عن أساطين العائلة
وفرسانها وحراثيها
عن فارسة كانت تركب الفرس
تعدو به كالرجال العظام
تروي لي كيف جنَّ الفرس
وطار بخالتي عن وجه الأرض
والناس ينظرون محملقين
***
عندما عاد إدريس من كرمه يجوب الأرض
وعلى كتفه فأسه
قالوا له : بنتك طار بها الفرس
ظلَّ مطمئناً، ولم يقلق
وحين وصل قطانه ودخل عرينه
رآها واقفة كالنسر
– ما الذي حدث لك ؟
– لا شيء.. الفرس أراد مداعبتي!!
***
أيتها العزيزة
أتذكرين عمّة أولادك خضرة
كانت تسكن قريةً جبلية خلف الحدود
أتذكرين يوم حملتُ هذا الطفل
(يشيرُ إليَّ) وعلى كتفي سرت به ليلاً
لتراه خضرة وتباركه.
***
أيتها العزيزة
نامي مطمئنة
راضيةً مرضية
واسرحي مع خالدات العرب!