سطّر يا قلم .."حتى مارزل لم ينجح في توحيد الأحزاب العربية"
تاريخ النشر: 27/07/12 | 15:14لقد قررت أن أوجه كلمة شكر خاصة لمارزل في زاويتي خلال التحضيرات لتنظيم مظاهرة مناهضة لزيارة مارزل الاستفزازية لمدينة الناصرة ، وقد اخترت عنواناً لهذه المقالة وهو ” شكراً لمارزل الذي نجح بتوحيد الأحزاب العربية “، حيث كان مقرراً تنظيم مظاهرة من قبل كافة الأحزاب والقوى السياسية العربية في الناصرة للتصدي لمارزل ، وهذه بادرة خير أن تتوحد القوى العربية ، حتى لو كان مارزل العنصري المعادي للعرب هو نفسه الذي نجح فيما لم تنجح بتحقيقه كافة القوى السياسية والقيادات العربية .
لكن الفرحة لم تتم ، وسرعان ما اختلفت الأحزاب السياسية العربية مرة أخرى ، حتى في عملية التصدي للزيارة الاستفزازية لمارزل وزمرته ، وانشغلوا بتبادل الاتهامات حول الجهة التي أخلّت بالاتفاق حول توّحد جميع الأحزاب والقوى السياسية في مدينة الناصرة للتظاهر معاً ضد زيارة مارزل، فتراجعت عن الشكر وأحدثت تعديلاً على عنوان المقالة فأصبح العنوان الجديد “حتى مارزل لم ينجح في توحيد الأحزاب العربية”.
المظاهرة نظمت ، وبدلاً من مظاهرة واحدة تم تنظيم مظاهرات ، فبادر كل حزب سياسي لتظاهرة لوحده بعيدا عن الحزب الاخر ، وكذلك رفع كل حزب شعارات مختلفة عن غيره ، وبهذا كان الرد أقوى وأعنف ، فبدلاً من مواجهة مارزال واجهنا أنفسنا وانشغلنا ببعضنا ، فأخذ كل طرف باتهام الطرف الآخر بعدم الالتزام بالاتفاق، أي إتفاق اجتماع كافة الأحزاب السياسية للتظاهر سوية ضد مارزل، فنسينا مارزل وعدنا للنقاش العقيم من الذي أفشل وحدتنا ، لأنه لا خلاف على الوحدة من حيث المبدأ.
ومن المثير للدهشة السبب لعدم الاتفاق ، فماذا حصل يا ترى ؟ ما هي الطامة الكبرى؟! ولكن إذا عرف السبب بطل العجب ، فحسب المعلومات التي توفرت لديّ ، تبين أن الخلاف أو سوء التفاهم ، أو لنقل عدم التنسيق ، أن فريق قرر التصدي لمارزل في مفرق الكسارات ، وفريق آخر قرر التجمع حول البلدية والعين . بدون شك موقع التصدي هام ومصيري ، فموقع التصدي يجب أن يكون استراتيجياً ، وتغيير موقع التصدي قضية لا يمكن التهاون بها ، ولكن كان بالإمكان مثلاً إيجاد صيغة توافقية ، بأن يتظاهروا على سبيل المثال في المنطقة الصناعية ، أو نتسيريت عليت أو عين ماهل ، ولكن يبدو أن لجنة المتابعة لم تتدخل لهذا كان من الطبيعي أن لا يتوصلوا لحل توافقي .
كما وجه البعض انتقاداته للجنة المتابعة وعوّل المشاركة الهزيلة في التصدي لمارزل على أخطاء لجنة المتابعة . تبادل الاتهامات لا يمكن أن ينتهي لدينا ، وأسهل عملية إلقاء اللوم على الآخرين ، فحول ظواهر العنف في مجتمعنا نحمّل الشرطة المسؤولية ، وأنا أضم صوتي الى هذه الأصوات التي تتهم الشرطة بالتقاعص ، ولكن من أين ينبع هذا العنف ؟ من الفضاء ؟! من عوالم أخرى؟! أم هي من صميم مجتمعنا ويجب أن نعترف بإخطائنا لنعالجها ، ولا نكتفي بإتهام الشرطة . كذلك الأمر بالنسبة لتشرذمنا ، فحتى في موقف كهذا ، حيث تعرضت مدينة عريقة كمدينة الناصرة لإستفزاز قوى اليمين المتطرف ، وبالتالي لم تتوحد القوى العربية لمواجهة هذا الاستفزاز . فإذا استفزاز مارزل لم يوحدنا ، فماذا يمكن أن يوحدنا ، وماذا تنتظرون أن يحدث حتى نتوحد ؟