الاستعداد والإمداد
تاريخ النشر: 06/12/14 | 8:50حرارة دفء المركز القرآني تزيد بالحركة الدؤوبة وتجلو للعيان بنتائج يلمسها الآخرون بالظاهر، والحقيقة أكبر من المشاهدة عند أصحابها وهم الذين وهبوا أنفسهم لحمل المشروع القرآني ليأوي تحت سقفه كافة أفراد الأسرة، على اعتبار أنها الدائرة الأولى في الإسلام، إذ بصلاحها تنتشر معالم ديننا الحنيف، بدء بأركان الإيمان وممارسة بالعبادات والمعاملات، وتتحقق النفوس بالتزكية الربانية.
وكم يحصد أولئك من أجر جارٍ حينما ينظمون العمل في المركز القرآني بطرق سليمة وأراء سديدة يبتغون مرضاة الله تعالى، ولعمري أن هذا الاستعداد لهو الحق المبين الذي من خلاله ستسطع عالمية الرسالة القرآنية، فيحيا أهل المعمورة بها.
فالثقة بالله المقرونة بالتضحية للفكرة، والتوكل على المولى أثناء النشاط والممارسة، والتفكير الإيجابي حين المضي قُدُمًا لهي من أساسيات الاستعداد في طريق التألق والتميز في المركز القرآني.
أما ما يخص الاستعداد من حيث الحكم فهو شرط للعمل، ولنا في قدوتنا رسولنا الكريم خيرُ مثال، فالهجرة النبوية بتخطيطها وخطوطها وخطواتها كانت وما زالت الدرس الذي ينهل من فوائده المسلم التقي النقي ويقتبس منه العامل لإحياء الربانية في مجال الاستعداد.
وينبغي وجوبًا أن يستمر أولئك العاملون في المراكز القرآنية – على ما هو دأبهم- في تطوير الاستعداد وجاهزيته مهما كانت الأحمال والأثقال، لأن طبيعة العمل تقتضي ذلك.
فإلى جميع العاملين في المراكز القرآنية بروح الأخوة وجميل لطف الخطاب القائم بيننا نقول لحضرتكم:
1. بقدر الاستعداد يكون الإمداد، ونقصد بالمدد التوفيق الرباني، وبالإخلاص تهون وتذوب العقبات.
2. بالتضرع والتذلل لله تعالى نظفر بالإمداد الرباني، فلا غفلة عن باب نسبة نجاح الأعمال إلى من وفقنا إليها وهو الباري جلّ وعلا.
3. الأمانة تعظُم عند الأمين وهي نفيسة في قلبه، ومشروع المركز القرآني بلحظاته ودقائقه، وبلقاءاته وفعالياته ونشاطاته أمانة كُبرى ومسئولية عُظم، فقل: يا رب أعني عليها، واستعملني فيها بما يرضيك.
4. المركز القرآني هو شجرة فهنيئًا لغارسها وساقيها جزاءً وفخرًا جليلًا.
5. من أجلّ الأعمال أن ننهض بتغيير الحال، والطريق إليه هو المركز القرآني الذي به تتم صقل وصياغة الشخصية الإسلامية.
6. جواذب مغريات أهل الباطل كثيرة، فبالاستعداد والتخطيط في المركز القرآني يتحقق نزع المتهافتين نحو الشهوات ويكون البديل قائمًا بضوابط الشرعية والأخلاق والآداب الإسلامية.
هذا من فيض ما فتح الله به علينا والله الكريم نسأل لجميع العاملين في المراكز القرآنية أن يوفقهم بالاستعداد لينالوا السداد والرشاد والإمداد.