المنامة التاسعة: من "حسنات" الاحتلال
تاريخ النشر: 28/07/12 | 4:57
عام 1967 ذهبت الى نابلس فوقفت أمام مكان لبيع الكتب الشعبية، ولما رأى البائع أنني أريد كتباً كثيرة قال لي اصعد فوق هذه البناية تجد كتباً كثيرة، ولما صعدت وجدتُ رجماً من الكتب المهملة، أخذت أجمعها وأضعها في كيس كبير وقفلت راجعاً الى البلد. هذا الكيس كان قوام ثقافتي .. حفظته كله عن ظهر قلب. وجعلني أناقش استاذي المرحوم حسن البشارة في عدة مواضيع !! وكان قد أخاط بدلةً عند الخياط الطولكرمي الماهر سامي الغضبان، وقال لنا : هذه من (حسناتِ ) الاحتلال!
آه نسيت أن أقول لكم أنه كان بين هذه الكتب ديوان الشاعر مطلق عبدالخالق، وما زلت اذكر بيت الشعر الذي يقول فيه: يا لذكرى طبريا إن فيها غانياتُ…………….. ولا أذكر تتمته فالشكر موصول للدكتور محاجنة على هذه اللفتة القيمة.
التحية لصديقي: ومن التتمة:
عابثات بالقلوب مضحكات مبكياتْ
سائرات في الليالي المظلمات الداجيات
طائرات اللب لا يمشين إلا ضاحكات
أيها القلب المعنى إن ما تبغيه فات
إن ما قد فات مات فانتظر ما هو آت
هل سمعت يا سامي؟؟!!!
وأقول:
دعك منها- ذكريات الحب خل الفتيات!
لا تدع ماضيك يهمي في روابي الحسرات
واكتف اليوم تمتع من حنان النظرات
الشكرُ موصولٌ الى البروفيسور فاروق مواسي ومجمع القاسمي: يا أبا السيد بالفعل فأنا مدين في ثقافتي الشعرية لمطلق عبدالخالق بالصدفة حيث وجدتُ ديوانه ملقى مهملاً في ذلك الرجم وأعجبتني تلك القصيدة وأنا طالبٌ في الصف العاشر.. والأبيات التي نسجها ابو السيد حكيمة وجميلة فنحن إنما نكتفي من القمر بالنظر والتمتع بمنظره الخلاّب . لا يسعني إلاّ أن أرددها لكم :
دعك منها- ذكريات الحب خل الفتيات!
لا تدع ماضيك يهمي في روابي الحسرات
واكتف اليوم تمتع من حنان النظرات
أطال الله عمر الذي يعشق الكتب وقرّاءها .. وهم قلة في هذا المجتمع الذي لا يحفّز ولا يشجع على القراءة .. وللأسف ” أمّة إقرأ لا تقرأ ” .
أما أنت دكتورنا .. فأنا أعلم جيدا بأن حبك الأول كتابك .. دمت قائدا للأدب ومحبّي الكتب .
تحيّاتي الورديّة د. سامي ادريس
لقد بدأت قبل فترةٍ وَجيزة بِقراءةِ كتاب مُطلق عبد الخالق “الشَّاعر الّذي أغْفَله التَارِيخ ” والّذي بالرغم من صِغر سنه فقد جَاد عَلينا بِروائِع شِّعرِه وأدَبِه..
دُمتَ أستاذي .. ودامَ نَبْضُ مِدادك