ثقافة القطبية واثرها في حياتنا العملية
تاريخ النشر: 07/12/14 | 15:32تعلمنا في مراحل عمرنا المبكرة ان هناك الخير وهناك الشر…لكن تجارب الحياة اثبتت ان لا خير مطلق ولا شر مطلق..
وقد اكتشفنا بفعل الخبرة الحياتية بأن هناك منطقة رمادية لم يلق لها بالا اي ممن علمنا..!!!!
وهذا برايي احد الاسباب التي تمنعنا من تقبل الاخر..بارائه المختلفة..فالقطبية اصبحت جزء متأصلا من مسيرة حياتنا…لذا ارى ضرورة في ان تتغير مفاهيم المربين وكتّاب قصص الاطفال بل والثقافة العامة التي تحدد للطفل قطبين لا ثالث لهما: الخير والشر!!!!!!!
وعلى ابسط تقدير في قصص اللاطفال لم نعهد سوى ليلى الخيرة والذئب الشرير…علي بابا الطيب..وقاسم الشرير..سندريلا الطيبة واخواتها الشريرات… ماذا عن الصفات الجيدة في كل شرير؟!؟ ماذا عن وجهة نظره وازماته التي ادت الى ما هو عليه ماذا عن مواقفه النبيلة يوما ما؟!؟!
تجذرت هذه الثقافة حتى تمكنت منا، فبتنا نحكم على البشر بناء على تصرف او اثنين من تصرفاتهم، وبتنا نعتبر الاخر المختلف سواء بالقومية الجنسية المعتقدات الدين- اعتبرناه شريرا او عدوا او مخطئا لمجرد اننا نخالفه ويخالفنا، لم نفكر للحظة انه قد يكون هو الصواب ونحن الخطأ، اذا هو مزيج من الانانية والحكم المسبق والتسرع تقوقع بالاختيار دون اخذ بالحسبان ابعادا اخرى لقطبي الخير والشر… كلها اجتمعت في دواخلنا بسبب تربيتنا المبكرة والمتاخرة على القطبية في الاحكام..
واخيرا انوه واشدد واؤكد ان علينا تعريف ابنائنا بتلك المنطقة الوسطى ما بين الخير والشر، تلك المنطقة السحرية التي ستخفف وطء اي غضب وتمنح لمن امامنا الف عذر وتقينا من الاحكام المسبقة او المتسرعة.. هي بمثابة عدّ للعشرة قبل ارتكاب اي حماقة بحق من يغضبنا..اذ اننا حين نذوت هذا المفهوم فلن نعتبر من امامنا شريرا خالصا وذلك حين تكون المنطقة الوسطى جزء من ثقافتنا!!!
ولعل النتائج المترتبة على ادخال هذا العنصر الجديد ستعود بالخير على مجتمعنا اذ سيصبح الناشئ اكثر وعيا وتفهما وايجابية تجاه الاخر…وسيطور عقلية منفتحة على الاخر اكثر بعيدة عن التقوقع في الذات وفيما نحب فقط…فهذه من اخطر القضايا التي تعاني منها امتنا اليوم…اذ استشرت الطائفية وعدم تقبل الاخر والحكم المسبق عليه واتباع خلفيتنا الفكرية التي تعتمد على خيارين لا ثالث لهما: الخير والشر…
اذا فقد آن الاوان للتغير!!!
بقلم المربية: اسراء محاميد كيوان
موضوع شيق و مفيد و نأمل من الله تعالى أن يلقى صدى واسعا بين أفراد المجتمع الطيب.
ما تطرقت اليه المربية الفاضلة موجود فعلا في مجتمعات كثيرة، و منها مجتمعنا العربي. فكثيرة هي القصص التي بين أيدي أطفالنا مترجمة عن لغات اخرى و فرضت على بلادنا حين ترجمت الى لغتنا. هذا لا يعني أن أطفالنا لا يأخذون من واقع مجتمعهم الذي يعيشون فيه. فالعربي- ربما فاق الكثيرين- بشكل عام لديه هذا التأثر بالقطبية الواحدة، و ربما يرجع هذا المر الى ثقافة ضاربة في عمق التاريخ العربي. فمنذ العصر الجاهلي, و ما قبله، و العربي يتخذ طريقا خاصة به لضمان البقاء. فهو يغزو و يسطو على ما بأيدي الاخرين لضمان بقائه . و هو مستعد ليحارب قبائل اخرى لأجل الكلأ و الماء . فهذا “كليب الوائلي” يضع جراء في كل منطقة خصبة، و يحظر على من يسمع نباح هذا الكلب الإقتراب من ذاك الحمى كونه محمية – ضمن قانون شريعة الغاب- لكليب بن وائل، حتى كان يضرب به المثل بالعزة: ” أعز من كليب وائل”. و تسببت سياسته هذه في حرب البسوس التي دامت زهاء (40) سنة و تسببت في مقتل الكثير و الكثير من ابناء المجتمع و السبب ” الأنانية و الصلف و هواية الإقصاء” . أنا و الطوفان ورائي.
و نشرب إن وردنا الماء صفوا/ و يشرب غيرنا كدرا و طينا
إذا مت ظمآنا / فلا نزل القطر
*** *** ***
و ما أنا إلا من غزية إن غوت غويت / و إن ترشد غزية أرشد
*** *** ***
و لي دونكم أهلون: سيد عملس/ و أرقط زهلول و عرفاء جيأل
*** *** ***
فاتخاذ طريق واحدة لا ثانية لها يعتبر من صميم الجذور الضاربة في العمق و التي ما زال لها تأثير في حياتنا و لو بدرجات متفاوته.
حبذا الرجوع الى التعاليم الدينية السمحة والبحث عن الجانب الايجابي المشرق من شخصية من نتعامل معهم, و لنتذكر بأننا ننقد – إن نقدنا- تصرفات هذا الشخص، و ليس ذاته.و ليكن شعارنا قول الحق جل و علا في مخاطبة الحبيب” و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”.