تهنئتي لك

أشعر وأنني اليوم أكتب لأحد الأموات الراحلين عني منذ زمن بعيد , أشعر بقطرات الدموع تتدحرج على وجنتي لتملأ أوراقي وبقايا
حبري هذا المساء .
فكرت كثيراً ؟كيف أهنئك؟ وأنا غريبة عنك وأنت غريب عني؟ كيف أهنئك وأنت قد نسيتني؟ فكرت كثيراً حتى ضَجَّ رأسي وجعا يكفي !!
أكتب وكلي يقين انك لم تعد هنا , أكتب وكلي يقين ان لا عودة لنا سوياً , أكتب لمن لا يقرأ ولا يرى ..
أكتب لئلا أنفجر يوما ما ,فقد بات صبري ووجعي معركة داخلي أحاول الفوز بها .
أخترت أن أهنئك وأكتب هنا بعد انقطاع كبير عن الكتابة لعلي لا أفضح حزني من حروف جسدتها على ورقة بيضاء لا تشعر ولا تحس بشدة القلم وقسوة الحروف عليها.
قررت ان أكتب لك في عيدك هذا .. عيدك الخالي مني .. عيدك الفارغ من فتاة تدعى أنا .
لم يعد يحق لي أن أتحدث عنك بصوت مرتفع بين ذكرياتنا القديمة , لم يعد لي الحق أن أحلم بك علنا .
فلم يعد يغريني شيء في الحياة كـ نسيانك حقاً .
دعني هذا المساء أمسك بيدك .. أتحسس ملامح وجهك .. دع أصابعي تحضن عنقك ..لعلي أغفو برهة على صدرك ..برهة تنسيني أياما من الوجع .
أسمح لشفتَيّ أن تطفئ شموع كعكة عيدك هذا .
أسمح ليدَيَّ ان تصفق بحرارة كالطفلة البريئة ,فرحة لعامك الجديد .
دعني أغوص بـ عينيك وأقول لك : كل عام وأنت جانبي , كل عام وأنت اختياري وأملي .
دعني أحلم وأغوص في الخيال هذه الليلة فقط
فلا يحق لي الحلم بـ ميت راحلا عني منذ ذاك اليوم .
لأحلم لعل الحلم وحده من يشفي جروحي
لأتخيلك جانبي لدقائق قليلة
لأشعر بـ طيفك يمر أمامي
دع قلبي ينبض فرحا عند رؤية ابتسامتك الصادقة , دعني أنسى خيبتي ودموعي وقهري من رجل يدعى أنت
أتركني بحرية أكتب لك , وأدعو لك من صميم القلب أن تكون بخير .. دعني أهنئك بعيدك على طريقتي الخاصة , لعل حروفي ستصلك يوما .
وربِّ الكون الذي فرقنا أضع خيبتي منك هذا المساء جانبا وأكمل حروفي تهنئتي لك بكل وجع ودعوات بالخير لك .
كل عام وأنت بخير .. كل عام وابتسامتك على وجهك , كل عام وأنت بعيد .. كل عام وأنت سعيد بقدر ما كسرتني حقاً .

فأن قرأت حروفي فأعذرها فقد ذكرتك بي .. بعد أن أكملت حياتك ونسيت فتاة تدعى أنا .
سامحك الله يا أبي فقد علمتني الصدق حتى بات صدق مشاعري وجعا يكتب .

بقلم :ميساء نائل اغبارية