الكبير الاطرم ….بقلم ربيع ملحم
تاريخ النشر: 29/07/12 | 11:30لَطَالَمَا اِضْطَجَعَ الْكَبِيرُ بقدره فِي تِلْكَ الْهَيْئَةِ المتكبرة ، مُتَّكِئَا عَلَى وِسَادَتَيْنِ مُكْتَنِزَتَيْنِ ، وأوامره كُلَّهَا مُسْتَجَابَةً فَمِجْرَدَ اشارة بيده تَنْفَضُّ الْجلسةَ بِضُيُوفِهَا مِنْ الشّدادِ ، وَمِجْرَدَ هَزَّةِ رَأَّسَ مِنْ الْكَبِير تحل الْخُصُومَاتُ ، وَمِجْرَدَ عَلاَمَةِ تَعَجُّبِ فِي عَيِّنِيِهُ يَضَعُ الشُّكُوكُ فِي الْجَالِسِينَ ، كَأَنْ صمَتَهُ جَوَّابَ ، وكحته حِكْمَةَ ، حَتَّى النحنحة تكون احيانا إيحاء بِالرِّضى او الْغضبَ .. لكنَ عَيْبَهُ الْوَحِيدَ اِنْهَ أطرم ” خَفِيفَ السَّمْعِ ” فَكُلَّ رِسَالَةَ تُرِيدُ ايصالها تَتِمَّ فَقَطُّ عَنْ طَرِيقِ وَخْزِ فَخْذِ ، أَوْ عَنْ طَرِيقِ تَطْبِيلِ عَلَى ظهره او طَبْطَبَةَ عَلَى الْكَتفِ ، بِالْبداِيَّةِ كَانَ يَعْتَبِرُهَا مساسَا فِي هيبَتِهُ ووقاره, وَلَكنَّ فِي وَقْتِ لاَحِق ادرك ان تلك الوسيلة الوحيدة لايصال صوت الناس له ،،،! الشَّاهِدُ ، الْحُكُومَةَ الْحالِيَّةَ قَرَّرَتْ ، رَفْعَ سَقْفِ أسعار السَّجائِرَ وَالْوَقُودَ ،، وَذَلِكَ بِمُقْتَضى أمر وقعَهُ وَزِيرَ المالية وَيَقْضِي بِرَفْعِ الضَّرِيبَةِ الْمَفْرُوضَةِ عَلَى هَذِهِ السلَعِ.
تفاقم الْمُظَاهَرَاتُ الْمَعِيشِيَّةُ وَالْمُطَالَبَةُ بِالْعَدَالَةِ الاجْتِمَاعِيَّةِ ، اصبحت تَجْتَاحُ كُلَّ الْمُدُنَ ، فَأَصْبَحَ يَتَقَاسَمُ المواطن الْعَرَبِيُّ وَالْيَهُودِيُّ رَغيفَ الْفُقَرِ والجوع ، فَهُنَاكَ فِي تَلِّ ابيب يهودي يُحْرِقُ نَفْسُه مِنْ الْجُوَّعِ ، واخرى عَرَبِيَّةً تُحَاوِلُ إغراق نَفْسهَا مَعَ اولادها بسبب الضائقة الماليه كَمَا ذَكَّرَتْ وَسَائِلُ الاعلام ، فَاِرْتِفَاعَ سَقْفِ الاسعار على استئجار الشِّقَقَ كَادَ يكون شِبْهُ مُسْتَحِيلَ للازواج الشَّابَّةَ ، فَمَا بَالَكَ بِشَخْصِ يَدْفَعُ ثُلْثُي مُرَتَّبَهُ عَلَى اِسْتِئْجَارِ شِقِّة ، فَمَا تَبَقَّى لَهُ مِنْ مَعَاشِهُ ، لاهل بَيْتَه ، لِلْبَنْزِينِ ، للأرنونا ، للمناسبات ، لملابس الشتاء ، للضرائب ، لأبنائه الجامعيين ، لفواتير المياه ، الكهرباء ، الغاز ..!.
اِصْبَحْنَا نعْمِلُ لِنَتَلَقَّى مَعَاشَا فِي اخر الشَّهْرَ فقط بَدَلا مِنْ ان “نشحد” يصيح احدهم ، نَهَبُوا فغرشنا ، غرشنا فَنَهَبُونَا .. شَكْلَهَا الْحُكُومَةَ لا تَسَمُّعَ الشُّعَبِ وَالْمُوَاطِنِ الا بالمظاهرات والمسيرات ، فالمواطن مَشَّ عَارِف شَوِّ يُعْمِل ، اناشد لِجَنَّهُ الْمُتَابَعَةَ وَالْحَرَكَاتِ السِّياسِيَّةِ وَالْجَمْعِيَّاتِ بِالْعَمَلِ عَلَى تَنْظِيمِ اِحْتِجَاجَاتٍ كَتَظَاهُرَاتِ وَاِعْتِصامَاتِ مِنْ خِلالَ نصُبِ خِيَامِ بِهَدَفِ دفَعِ الْحُكُومَةِ الى تَحْسِين وَضْعِ العربِ فِي هذه البِلادَ الَّذِينَ هُمْ مَوَاطِنَونِ .. وَمِنْ حَقَّهم ان يُسْمع صَوتهم..!!.