محدودو التنقل ومعاقو التحرك يسألون: هل من معين؟ وهل من مجيب؟!

تاريخ النشر: 30/07/12 | 5:26

سؤال طرحته أكثر من مرة، من على صفحات الصحف المحلية وفي بعض مواقع الشبكات وتساءلت حينها وقلت: هل رفاعية وأمان المواطن في أجندة القائمين والمسؤولين والممثلين لهذا المواطن ولسائر المواطنين؟

وللأسف لم احصل على أجوبة أو حتى مجرد جواب واحد على ما طرحته أو طرحه غيري، قبلي وبعدي، أعود فأكرر نفس السؤال ولكن في صيغة أخرى تجسّد واقع الطلب أو السؤال… ففي بلدي باقة الغربية العديد ممن قسى الدهر عليهم فمنهم من عجز قبل أوانه وأقعده عجزه عن الحركة ومنهم من وصل به العمر إلى أرذله ، وهؤلاء ليسوا كبقية من أنعم الله عليهم بوافر الصحة والعافية وكامل الحركة والتحرّك والوصول إلى مبتغاهم بسهولة مطلقة أو بسهولة أقل… ولكن ذوي المحدودية بالحركة من الصعوبة عليهم بمكان وأحيانا من المستحيل الوصول إلى مبتغاهم مشيا على الأقدام فمنهم من يستعين بعكازة وآخر بعربة متحركة أو آلية، وآخر بكرسي غير آلية.. هذا هو قدرهم ولا راد لقدر الله، فمن اجل هؤلاء المواطنين الذين حرموا نعمة التنقل فعلى المسؤولين في بلدنا وأخص بالذكر بلدية باقة أن تتوفر لهم إمكانية الوصول إلى ما يرجون ويبتغون بسهولة أو لنقل ليس بمعاناة ومشقة زائدتين وذلك من خلال المصاعد الكهربائية والسبل والممّرات أو المسارات سهلة المسالك تمكّن ذو محدودية الحركة من الوصول إلى غاياتهم… هذا ما نرجو ونتمناه ولكن ما هو حاصل الآن عكس المرغوب والمرجو، ولنأخذ مثالين اثنين من مجموع عدة أمثلة موجودة ، فقصتنا مع بناية قوبات حوليم كلاليت قديمة وسمعنا الوعود تلو الوعود ولكن دون جدوى فمرة يقال لنا أن وزارة الصحة هي صاحبة الشأن والتأخر من لدنها وأحيانا لأسباب تقنية تتعلق بالخرائط وأخيرا قيل لنا أن نية صندوق المرضى استئجار بناية حديثة تتمتع بجميع المواصفات العصرية والتي تضمن الوصول بسهولة لكل قسم فيها، والحقيقة المرّة أن الوضع بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة ومحدودي الحركة لا زال مأساويا فغالبية عيادات أطباء العائلة إن لم تكن كلها في الطابق العلوي وكذلك غرفة المختبر والعلاجات والإدارة والسكرتارية وعلى الزائر صعود عشرين درجة أو أكثر، طابق يفتقر إلى أبسط إمكانيات الوصول لمحدودي الحركة، ولا نزال في انتظار المصاعد الكهربائية.

أما بناية بلديتنا فهي ليست بأفضل من سابقتها وهي بناية قديمة مرت في أكثر من مشروع ترميم وإضافة، والوصول إلى ديوان رئيس البلدية أو للأقسام المجاورة له مهمة صعبة بل وصعبة جدا لمحدودي الحركة ومن رابع المستحيلات لمن يستخدمون الكراسي المتحركة والآلية، أضف إليهم العجزة، فالصعود إلى هذه الأقسام وفي الظروف الحالية لا يتم لهذا النوع من البشر إلا إذا توفرت لهم طائرة عامودية او منطاد، تطرقت لهذا الموضوع سابقا وفي عهد البلدية السابقة، ولكن وللأسف كانت النتيجة أن لا حياة لمن تنادي، واليوم ونحن في عهد بلدية جديدة شبابية عصرية فأننا نعقد الأمل، أي نأمل أن تكون هذه الفئة من المواطنين الذين نحن بصددهم في أجندة وحسابات البلدية فهم الأهل بالنسبة لأعضاء البلدية فهم: الجد والجدة. الأب والأم. الابن والابنة… الخ… والذي أرجوه أن لا يفهم من كلامي هذا أن طابق البلدية الأرضي للبلدية مستوف للمواصفات التي تتحدث عن الوقاية وسهولة الوصول، فهذا الطابق لا يفي بالمطلوب أو المرغوب كذلك… وبالمناسبة ففي رأيي ورأي الكثيرين مثلي أن الحاجة ومتطلبات العصر تقضي بإقامة بناية بلدية حديثة ذات مواصفات عصرية وغرف ومكاتب ذات شفافية وعلى مساحة ارض واسعة تمكن الوافدين إليها ومن ضمنهم محدودي الحركة سهولة الوصول والتحرك ووقوف السيارات لما نعانيه اليوم وعانيناه في الماضي من عدم توفر أماكن وقوف كافية ومريحة للسيارات ومن الازدحامات المرورية التي تحدث أمام مبنى البلدية الحالي لوقوف السيارات المكتظ على حافتي الشارع والغير واسع أصلاﹰ كما يجب المحاذي لهذه البلدية…لقد آن الأوان أن ينعم رئيس وأعضاء البلدية وجميع العاملات والعاملين فيها وجمهور الوافدين إليها بمبنى حديث مريح رحب يستمتع به المقيم والقادم… وضمن هذا السياق لا بد من تذكير لمن يريد أن يتذكر أن هناك أنظمة كانت قد نشرت في الماضي تطالب بتوفير السبل السهلة وتيسيرها لمحدودي التنقل والتحرّك وهناك مسوّدة مشروع قانون في مراحل التشريع الأخيرة في الكنيست وحول هذا الموضوع بالذات.

(باقة الغربية)

تعليق واحد

  1. اوافقك القول قلبا وقالبا. ولكن اللوم ليس على السلطات فحسب بل على المجتمع الذي يهمل افراده المسنين ولا يكن لهم الاحترام والتقدير حسب شريعة الاسلام والاصاله العربيه. نلاحظ في معظم مدن العالم مواقف خاصه للمعاقين امام المؤسسات العامه ولا يجرؤ سائق مركبه غير معاق في استخدامها. فاين نحن وهذه المواقف ؟
    لقد تعلمنا منذ الصغر ان نحترم المسنين منا ونقبل اياديهم وان نساعد العجزه , ومن علمني حرفا كنت له “عبدا”, والجنة تحت اقدام الامهات. اما اليوم فالمجتمع قاس وعنيف , لا احترام للمسن والولد يسلم على والديه “بالكف” ويناديه باسمه رافعا التكليف , ولا اعتبار للعجزه ولا “عبودية” للمعلم .
    في المجتمع الصالح يوصي الوالد ولده بتقديس القيم الانسانيه , التفريق بين الحلال والحرام , احترام الانسان كانسان . اما ما نراه في مجتمعنا فهو اللهم نفسي حتى لو كان ذلك بطرق الشر والحرام .
    في المجتمع الصالح , الاصيل والعريق كانوا يقولون ” الي ماله كبير ماله تدبير” اما اليوم فالكبير المسن يهمش او “يحبس” في بيت العجزه . لا اريد ان اكون شموليا في ذلك فالخير في امتنا الى يوم القيامه , وهنا يأتي دور المشايخ والواعظين بتثبيت ذلك وترسيخه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة