لقاءٌ مع الشَّاعر ِالفلسطيني الكبير " سليْمَان دَغَش "
تاريخ النشر: 31/07/12 | 4:51مقدِّمة ٌ وتعريف -( البطاقة الشَّخصيَّة ) :
الشَّاعرُ الفلسطيني الكبيرُ وسفيرُ الشِّعر ِالفلسطيني ” سليمان دغش ” من سكَّان قرية المغار – الجليل ، حاصلٌ على شهادةِ البكالوريوس ( m.a ) في إدارةِ الأعمال من جامعة حيفا ، وعلى شهادة الماجستير (m.a ) في إدارةِ الأعمال الدوليَّة من جامعة هامبرسايد البريطانيَّة . أصدرَ حتى الآن إحدى عشرة ( 11 ) ديوان شعر … آخرها كان : ” نهاريَّة سليمان دغش ” . وقد نشرَ الكثيرَ من إنتاجهِ الشِّعري والأدبي في معظم ِ الصحفِ المحليَّة ومواقع الأنترنيت وفي بعض الصحفِ والمجلاتِ خارج البلاد … وشاركَ في العديدِ المهرجاناتِ الأدبيَّةِ المحليَّةِ والدوليَّةِ ، مثل : معرض القاهرة الدولي للكتاب ، ومهرجان ” جرش ” ومهرجان ” الدوحة ” وغيرهم . ويُعتبرُ في طليعةِ الشُّعراءِ المُلتزمين المُبدعين الأوائل في البلاد . وقد عُيِّنَ مؤخَّرًا سفيرًا لدولةِ فلسطين في حركةِ شعراءِ العالم التي يرأسُهَا الشَّاعرُ والمُناضلُ التشيلي ” لويس مانزو ” . والشَّاعرُ سليمان دغش نشيط ٌ جدًّا في السِّياسةِ وأحدُ رموز ِ الحركةِ الوطنيَّةِ في الداخل … أسَّسَ الحزبَ التقدُّمي الإشتراكي سنة 1989 ولا يزالُ يرأسهُ حتى الآن … وكانَ لنا معهُ هذا اللقاء الخاص والمُطوَّل .
* سؤال 1 ) الشَّاعرُ المُخَضْرَمُ ” سليمان دغش ” أشهرُ من نارٍ على علم … ولكن كيفَ ُتقدِّمُ نفسَكَ للقرَّاء ؟؟
– جواب 1 أعَرِّفُ نفسي للقرَّاءِ من خلال ِ ما كتبتهُ من شعر ٍ ابتداءً من ديوان “هويَّتي الأرض ” الذي كانَ بمثابةِ تأشيرةِ الدخول لي لعالم ِ الشِّعر ِالمُدهش .. ومن خلال ِ تطوُّر موهبتي الشّعريَّة لأكثر من ربع قرن استطعتُ خلالها أن أثبتَ بصمتي الخاصَّة في مجال ِالشعر وأن أصبحَ أحدَ كبارِ الشُّعراءِ الفلسطينيِّين والعرب البارزين في المشهدِ الثقافي العربي متجاوزًا بدايات الشِّعر الفلسطيني المُقاوم بما فيهِ من مباشرةٍ إلى آفاق الإبداع ِالأرقى والأسمى ومنسجمًا مع الحداثةِ كقيمةٍ وجوهر بوصفِ الحداثةِ جوهر الوجود غير مُكترث بحداثةِ الشَّكل أو شكل الحداثة ِ التي ينطوي تحت عباءتِها الكثيرُ من الكُتَّاب والشّعراءِ دون أن يستوعبُوا الحداثة َ كجوهر ٍ وَكقيمةٍ جماليَّةٍ وإنسانيَّة متطوِّرة أبدًا .
*سؤال 2 ) العراقيلُ والصُّعوباتُ التي واجهتكَ في البدايةِ وكانت حَجرَ عثرة ٍ أمامَ انطلاقاتِكَ الكتابيَّة وغيرها ؟؟
– حواب 2 – بدأ اهتمامي بالشِّعر ِ في جيل ٍ مبكر ٍأثناءَ دراستي الثانويَّة حيثُ استهواني الشِّعرُ واللغة ُ العربيَّة الغنيَّة والجميلة من خلال ما قرأتهُ آنذاك لشعراءٍ عربٍ وفلسطينيِّين كانَ أبرزهم ” محمود درويش ” و ” سميح القاسم ” و ” نزار قبَّاني ” و “عبد الوهاب البياتي ” و” السَّيَّاب”
… وغيرهم .. ممَّا دفعني بشغفٍ ولهف ٍ إلى محاولة ِ كتابة الشِّعر … وقد نشرتُ أوَّلَ قصائدي على صفحات جريدة ” الإتحاد ” ومجلَّتي ” الجديد ” و ” الغد ” اللتين انطلقَ منهما شعرنا المُقاوم . ومن أهمِّ المُنعطفات التي أثَّرت في مسيرتي السِّياسيَّةِ والشِّعريَّةِ في آن ٍ واحد كان دخولي السِّجن العسكري في سنِّ الثامنة عشرة …. وتحديدًا بعد إنهائي الدراسة الثانويّة …. فعلى أوراق السَّجائر كتبتُ معظمَ قصائد ديواني الاوَّل ” هويََّّتي الأرض ” التي كانت تنشرُ في تلكَ الصّحفِ المحلَّيَّة . وعلى الرغم ِ من قساوةِ السِّجنِ فقد بقيَتْ روحي حُرَّة ً مُنطلقة ً كفراشةٍ ملوَّنةٍ على سفوح ِ الجليل والكرملِ ومروج ِالوطن الجميل المُمتد من الماءِ إلى الماءِ … ولا شكَّ ثمَّة صعوبات واجهتني كما واجهت أبناءَ جيلي … كانَ أهمّها المُلاحقات المُكثَّفة للسلطةِ وأجهزتها لكلَّ ا صحاب الكلمة الجريئة والشَّريفة المناضلة في محاولةٍ لإسكاتِ صوتِنا المُعَبِّر عن انتمائِنا وهويَّتنا القوميَّةِ والوطنيَّة كجزءٍ حيٍّ وفاعلٍ من شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربيَّة هذا الصوت الصارخ الذي سُمِّيَ في حينهِ ” أدب المُقاومة ” لما حملهُ من روح المقاومة والتحدِّي والصمود والثبات على هذِ الأرض التي قالَ عنها محمود درويش :(على هذهَ الأرض ما يستحقُّ الحياة ) .
* سؤال 3 ) أنتَ حقَّقتَ شهرة ً واسعة َالنطاق محليًّا وعربيًّا .. وربَّما عالميًّا … كيفَ وصلتَ إلى كلِّ هذا وَمن كانَ وراءَ هذهِ الشُّهرةِ … أي هل هنالكَ مؤسَّسة ٌ أو حزبٌ دعَمكَ وساعدكَ للوصول ِ … أم أنَّ ” سليمان دغش ” هو الذي كوَّنَ نفسَهُ بنفسِهِ ووصلَ إلى ما وصلَ إليهِ بمجهودِهِ الذاتي ؟؟
– جواب 3 – كلُّ ما وصلتُ إليهِ عبرَ مسيرتي الإبداعيَّةِ الطويلةِ كانَ بكلِّ تواضع ٍ نتيجة َ مجهودٍ فرديٍّ لسليمان دغش الذي استطاعَ بعلاقتِهِ الشَّخصيَّةِ والصَّداقةِ الحقيقيَّة ِ ، خاصَّة ً مع زملائي الكتاب والأدباء في ما سُمِّيَ بمناطق ِ أل 67 … أي الإحتلال الثاني . ومن خلال هذهِ العلاقة الجميلةِ والمُميَّزةِ بصدقِهَا استطعتُ أن أعبُرَ الحدودَ رغمَ الحصار ِالقاتل للمؤسَّسةِ الإسرائيليَّة لنا ككُتَّاب في الداخل ِالفلسطيني إلى آفاق ِ العربيَّةِ الأوسع عبر مُشاركتي في مهرجانات دوليَّة هامَّة في بعض الدول ِالعربيَّةِ .
ولا يزالُ ” سليمان دغش ” كغيرهِ من الكتابِ الفلسطينيِّين في الداخل محرومًا من قطاع ٍ واسع ٍ من الجمهورِالعربي الذي لم أتمكَّن من الوصول ِ إليهِ حتى الآن … وبدون شكٍّ أنَّ شبكة َالأنترنيت قد وفرَتْ لي ولغيري فضاءً عالميًّا واسعًا استطعتُ ، من خلالهِ ، أن أصلَ إلى كلِّ مكان ٍ تقريبًا في العالم . وللأسفِ الشَّديدِ لا نزال نفتقدُ هنا كأدباءٍ وشعراءٍ في الداخلِ إلى ُمؤسََّساتٍ ترعى وتتبنَّى أدبَنا ونتاجَنا الثقافي … حتى أنَّ المُؤسَّسة َ الرَّسميَّة َ الإسرائيليَّة َ تُعادي هذا الأدبَ الوطني المُقاوم وتحاولُ إسكاتَهُ بشتَّى الوسائل ِوالطرق ِ وبتطبيقِ الخناق ِالسِّياسي والإقتصادي على الكتَّاب الوطنيِّين ، وغياب الأطر الأدبيَّة واتحادات الكتَّاب التي من المفروض ِ أن تتبنَّى هذا الشِّعرَ وهذا الأدبَ… فكلُّ ما لدينا الآن هو مُجرَّدُ اسماءٍ لاتحاداتِ كُتَّاب أو روابط كُتابٍ فارغةٍ من أيِّ مضمون أو نشاط ٍ فعليٍّ على السَّاحةِ .
*سؤال 4 ) أنتَ كنتَ سابقا ً عضوًا في الحزبِ الشُّيوعي والجبهة … لماذا تركتَ الحزبَ !!؟؟
– جواب 4 – كما أشرتُ فقد كانت بداياتي في السِّياسةِ في الجبهةِ الديمقراطيَّةِ والحزبِ الشُّيوعي الذي لا أنكرُ أنَّهُ كانَ لهما فضلٌ كبير ٍ في دعم ِ مسيرة ِ الكتَّابِ والمُبدعين الفلسطينيِّين بنشر ِ أعمالهِم عبرَ الصُّحفِ الحزبيَّةِ التي لعبتْ دورًا بارزًا في إبراز ِ أدبِ المُقاومةِ ورعايتِهِ وإيصالهِ إلى العالم العربي . وفي سنة 1989 أسَّستُ أنا ومجموعة ٌمن الأصدقاءِ حزبًا جديدًا هو ” الحزب التَّقدُّمي الإشتراكي ” الذي تبنَّى النظريَّة َالتقدُّميَّة َ للشَّهيد كمال جنبلاط ، لأنَّنا رأينا في التقدُّميَّة المتأنسنة التي يطرحُها كمال جنبلاط ميثاق الحزب التقدُّمي الإشتراكي اللبناني الشَّقيق هي أقرب النظريَّات إلى روح ِ الإنسان المتجدِّدة أبدًا والمُتطوِّرة والتي ترى في الإشتراكيَّةِ المناخَ أو النظامَ الأفضلَ لتطوُّر ِ هذهَ الروح الإنسانيَّة التي تسعى إلى التوحُّدِ والتكوُّر ِ كوحدة ٍ واحدة ٍ في هذا الكون . ولا أخفي أنَّ الخلافات السياسيَّة أو التطبيقيَّة لنهج ِ الجبهة ِ الديمقراطيَّة هنا كانت وراءَ قراري وزملائي بتركِ الجبهة الديمقراطيَّة التي نشأنا فيها وساهمتْ كثيرًا في بلورة ِ شخصيَّتِنا الوطنيَّة والتقدميَّة … إلا َّ أنَّ التطبيقات على أرض ِ الواقع لمبادىءِ الجبهة ِ كانَ بها الكثيرُ من الخطأ تتحمَّلُ مسؤوليَّتهُ القيادة ُ مع كلِّ ما تبعَ ذلكَ من إسقاطاتٍ على الجبهةِ نفسها وعلى الجماهير العربيَّة هنا … وانطلاقا ً من إيماني بضرورة ِ التعدُّديَّةِ الحزبيَّةِ التي تُثري وتساهمُ في الوصول ِإلى الحقيقةِ أكثر من التفرُّد بالرَّأيِ ِالواحد المُتحجِّر والمُتجمِّد رأيتُ من الضُّروري في حينهِ تشكيلَ وتأسيس الحزب التقدُّمي الإشتراكي ليكونَ فصيلا ً طلائعيًّا يُساهِمُ مع بقيَّة ِالأحزابِ التي تكوَّنتْ لدينا للدفاع ِ عن حقوقنا والتمسُّك بالهويَّة ِ الوطنيَّةِ الفلسطينيَّة .
*سؤال 5 ) أنتَ شاركتَ في مهرجان ” جرش ” الدولي في الأردن … كيفَ وصلتَ إلى هناك … وكيفَ كانَ ردُّ فعل الجمهور تجاهَ قصائِدِكَ التي ألقيتَها هناك ؟؟
– جواب 5 – كما قلتُ سابقا كلُّ ما وصلتُ إليهِ من مشاركاتٍ في مهرجاناتٍ عربيَّة أو دوليَّةٍ كانَ نتاجًا لتحرُّكي الشَّخصي وعلاقاتي الشَّخصيَّة مع العديدِ من الكتابِ والشُّعراءِ الفلسطينيِّين والعربِ والذين تعرَّفتُ عليهم وأطلعتهُم على نصوصي الشِّعريَّة التي رأوا فيها تجربة ً خاصَّة ً ومميَّزة ً تستحقُّ الإحتفاءَ بها عربيًّا وعالميًّا ، وعليهِ فقد تمَّ دعوتي لأكثر من مرَّةٍ إلى مهرجاناتِ جرش والقاهرة والدوحة وغيرها … وأطمحُ في الوصول أكثر إلى الجمهور العربي الواسع وإلى العالم ِمن خلال تعييني سفيرًا للشعر الفلسطيني في حركة ِ شعراءِ العالم التي تتيحُ لي مجالا ً واسعًا لحمل ِ شعرنا وأدبنا المُقاوم إلى كلِّ نقطةٍ في العالم … وسأعملُ ما أمكنني على أن يحظى الشُّعراءُ والأدباءُ في الداخل ِ – تحديدًا – والذين لديهم الكفاءة الأدبيَّة والشّعريَّة بالإهتمام والرِّعايةِ وتوقير الفرص للمشاركةِ في مهرجاناتٍ أدبيَّة وثقافيَّة خارج الوطن . وكما قلتُ وللأسف في غياب مؤسَّسات أدبيَّة وثقافيَّة راعية على الشَّاعر أو الكاتب أن يعتمدَ على نفسهِ للوصول ِإلى أيَّةِ مكانةٍ أو فعاليَّةٍ خارج البلاد .
*سؤال 6 ) لقد عُيِّنتَ مُؤخَّرًا سفيرًا للشُّعراءِ الفلسطسنيِّين في الداخل كيفَ تمَّ ذلك وما هو دورُكَ بالضَّبط في هذا المجال … حدِّثنا بتوسُّع ؟؟
– جواب 6 – في الواقع فاجأني هذا الإختيار الذي أتشرَّفُ بهِ وقد فوجئتُ بهِ عندما تسلَّمتُ رسالة ً من صديقي الشَّاعر التونسي ” يوسف رزُّوقه ” وهو نائب الأمين العام لحركةِ شعراء العالم يُبلِّغني فيها بترشيحي واختياري لأكونَ سفيرًا لدولةِ فلسطين في الحركةِ والتي عَيّنت سفيرًا لكلِّ دولةٍ ثمَّ ترشيحه والإتفاق عليهِ . ويُسعِدُني ويُشرِّفني أنَّ معظمَ الكتابِ والأدباء ِ والحركات الثقافيَّة الفلسطينيَّة قد أيَّدَتْ وباركت لي بهذا الشَّرف العظيم ورأت بي – وهذا مصدر اعتزاز- أن هذا الشَّخص المناسب لتمثيل ِ الشِّعر الفلسطيني . وقد تلقيتُ العديدَ من البرقيَّاتِ والإتصالات المؤَيِّدة ِ والمباركة لهذا التعييين ِ والذي سأعملُ من خلالهِ – كما قلتُ – لإبراز خصوصيَّةِ شعرنا المُقاوم وإلى إيصال ِقضيَّتِنا الفلسطينيَّةِ إلى محافل العالم عبرَ الشِّعر القادر على أكثر من أيِّ شيىءٍ آخر على التَّأثير من خلال ما يحملهُ من أوجاع ٍ وهموم ٍ ودموع ٍ وقهر ٍ لشعبنا الفلسطيني .
*سؤال 6 ) لماذا أنتَ تكتبُ الشِّعرَ وما هيَ المواضيعُ التي ُتعالجُهَا في كتاباتِكِ ؟؟
– جواب 6 – في الواقع أكتبُ الشِّعرَ لأنَّ الشِّعرَ يكتبني ، فمنذ ُ أن وعيتُ على جماليَّاتِ اللغةِ العربيَّةِ ، لغة القرآن الكريم ، وأنا مسكونٌ بسحرِهذهِ اللغةِ والتي تتجلَّى أكثرَ من الشِّعر بوصفِ الشِّعر تكثيفا ً وتلطيفا ً للمعنى واخنزالا ً للتجربةِ التي قد تكونُ على مَرِّ سنواتٍ يختزلها الشِّعرُ بيتٍ واحدٍ أو بمقطع ٍ واحدٍ .
وأمَّا المواضيعُ التي أعالجُها أو أتناولها في كتاباتي فأهمُّها : قضيَّة الوطن والهويَّة – وأنا أرى بها قضيَّة ً عالميَّة … فلا يحقُّ للعالم ِ أن يتبجَّحَ أو يحتفي بإنسانيَّتهِ طالما هنالكَ شعبٌ محتلٌّ ومقهورٌ ومُحاصرٌ كشعبنا الفلسطيني . ثمَّ وكأيِّ إنسان ٍ أو أيِّ شاعر ٍ فأنا أكتبُ قصيدة َ الحبِّ والوجع ِالإنساني الأكبر دونَ أن أرى في فلسطينيَّتي حاجزًا أمامَ طموحي الإنساني الأكبر .
*سؤال 7 ) بصفتِكَ كشاعر ٍ وطنيٍّ ملتزم ٍ كيفَ كانَ وقعُ رحيل ِالشَّاعر الكبير” محمود درويش ” عليك … وهل تركَ رحيلُ محمود فراغًا كبيرًا على السَّاحةِ الشِّعريَّة والأدبيَّة الفلسطينيَّةِ … ما رأيُكَ ؟؟
– جواب 7 – رحيلُ محمود درويش المُبكِّرعن المشهدِ الثقافي الفلسطيني والعربي والعالمي يُعتبرُ كارثة وفجيعة ً كبرى للشِّعر كشعر وللشَّعبِ الفلسطيني بوصفِ محمود يُمَثِّلُ وجدانَ هذا الشَّعب وضميره الحيّ … فمحمود درويش استطاعَ بشعرهِ الرَّاقي المبدع أن يفتحَ سفارة ً فلسطينيَّة ً في كلِّ مكان ٍ في العالم وحمل القضيَّة الفلسطينيَّة الإنسانيَّة بتجلِّيها الإنساني إلى كلِّ المحافل الدوليَّةِ والتي تعجزُ السِّياسة ُ مهما كانت مؤثِّرة ً وقويَّة ً أن تفعلَ ما يفعلهُ الشِّعرُ وما يفعلهُ محمود درويش .
صحيحٌ أنَّ محمود درويش لم يكن صديقي الشَّخصي كما يدَّعي الكثيرون على الرُّغم ِ من لقاءاتي بهِ في الوطن وخارج الوطن عدَّة مرَّات … إلا َّ أنَّهُ كانَ صديقا ً لروحي كما كانَ صديقا لأرواحِنا جميعًا لأنَّهُ يُمثِّلُ الجميلَ فينا ، وبرحيلِهِ عنَّا تركَ جرحًا نازفا ً في قلوبنا جميعًا … وقد اكتشفنا بعدَ غيابهِ الأخير كم كنَّا نُحبُّهُ وكم كانَ يُحِبُّنا .
*سؤال 8 ) لماذا لا تشاركُ في ما يُسَمَّى بمهرجان الشِّعر العالمي الذي يُعقدُ في أواخر شهر نيسان من كلِّ عام ٍ في قرية ِ المغار !!؟؟
جواب 8 – أوَّلاً لم أشاركْ في هذا المهرجان المُسَمَّى عالميًّا وهو للأسفِ أقل من محلِّي من حيث المشاركةِ الجماهيريَّة أو للشُّعراءِ أنفسهم لأنَّ لي موقفا ً ثابتا من اتحادِ الكتابِ الإسرائيلي العام الذي يُشاركُ وربَّما يُنظّمُ ويدعمُ هذا المهرجانَ . فكشاعر ٍ فلسطيني مُلتزم أرى أنَّ موقفَ إتحاد الكتاب العبريِّين لا يزالُ ضعيفا ومُداهنا ً فيما يتعلَّقُ بقضايا شعبنا الفلسطيني عامَّة ً، ولا أستطيعُ أن أشاركَ الكاتبَ العبري في أيَّةِ فعاليَّةٍ طالما بقيَ هذا الكاتبُ غيرَ مُعترفٍ بي وبحقِّي الذي يُمثِّلُ هوَ( بشكل ٍ مباشر أو غير مباشر ) من اغتصبوا هذا الحقَّ ولا يزالوا مُغتصبينَ لهُ وطالما أنَّهُ لم يرفعْ صوتا ً عاليا ً مُحتجًّا على الأقلّ على ما يلحقُ ويُحيط ُ بنا من قهر ِ وقمع ٍ واستلابِ حقوق ٍ على يدِ أسيادهِ … وطالما أنَّهُ لا يعترفُ إطلاقا ً بروايتِنا الفلسطينيَّة التي هي الرواية الحقيقيَّة والسيناريو الصَّحيح لما حصلَ على هذهِ الأرض . وللأسفِ الشَّديد فإنَّ مهرجان َ ” المغار ” المذكور لا يتجاوزُ كونهُ مهرجانا ً ( للحُمُّص ِ واللَّبنه والزَّعتر ) التي يُحبُّها كثيرًا أبناءُ عمِّنا اليهود ويروننا فقط من خلال فنون ِالأكل والطَّهي ِ .
وكانَ من المفروض ِ أن أكونَ أنا وبقيَّة ُ زملائي الشُّعراء أوَّلَ المُشاركين في مثل ِ هذه المهرجانات لو أنَّ المسؤولين تشاوروا وتعاونوا معنا على تنظيم ِ ورفع ِ مستوى هذا المهرجان بما يليقُ بأدبِنا الفلسطيني الصادق والذي من خلالهِ نستطيعُ أن نخاطبَ العالمَ وأن نوصلَ قضايانا المصيريَّة َ والإنسانيَّة َ إلى كافَّة ِ أرجائهِ .
*سؤال 9 ) ما رأيُكَ في ظاهرة ِ القومجيِّين َوُكتَّابِ التقاعد ( البينسيا ) الذينَ كانوا طيلة َحاتِيهم مع السُّلطةِ وضدَّ قضايا شعبِهم وكانوا في الوظائفِ الحكوميَّة العالية والمعارف وغيرها وبعدَ أكثر من عشرين أو ثلاثين سنة… أي بعدما خرجوا للتقاعد ” البينسيا ” أصبحُوا وبقدرةِ قادر وطنيِّينَ يكتبونَ القصائدَ والمقالات الوطنيَّة الهزيلة َ والسَّخيفة ويُعطونَ العلامات في الوطنيَّة ِوالنضال ِلغيرهم … ومعظم ُهؤلاء العملاء والمأجورين قد رثوا الشاعرَ الفلسطيني الكبير محمود درويش …. وللأسفِ معظم الصحف والمجلات المحليَّة (الدكاكين الرَّخيصة) ووسائل الإعلام الصفراء أصبحت منبرًا ومرتعا ًَ لأولئكَ العملاء المأجورين والأذناب المُتصَهينين من رؤوسِهم إلى أخمص ِ أقدامِهم !!؟؟
– جواب 9 – هؤلاء الكُتَّاب والشُّعراء القومجيُّون أكثر من مزدوجيِّين .. هم في نطري كتَّاب البينسيا ( التقاعد ) ، فطيلة ُ حياتِهم كانوا في الوظائف الحكوميَّةِ والتزمُوا الصَّمتَ المُطبَق ( والسَّاكتُ عن الحقِّ شيطان ٌ اخرس ) حينَ كانَ من واجبِهم الوطني والأخلاقي والإنساني أن يرفعوا صوتهم ضدَّ سياساتِ التَّمييز ِ القومي التي تمارسُها حكوماتُ إسرائيل المُتعاقبة ضدَّنا وضدَّ أبناءِ شعبنا وأمَّتنا … ولأنَّ السَّاكتَ عن الحقِّ شيطانٌ أخرسٌ فقد كانَ هؤلاءالكتَّاب والشعراء في صفِّ الشَّياطين .. ومن كانَ في صفِّ الشَّيطان لن يستطيعُ أن يصبحَ نبيًّا أو ملاكا ً لأنَّ ماضيه الأسودَ المُشين والجبان سيدفعهُ إلى البلاءِ … وأمَّا بخصوص ِ رثاء الشَّاعر الرَّاحل محمود درويش فإنَّ أكثرَ ما قيلَ عنهُ من هؤلاءِ هو إساءة لهُ ، ولو كانَ محمود درويش يعلمُ أنَّ أمثالَ هؤلاءِ العملاء ِ المأجورين والمُرتزقين سيكتبونَ عنهُ بعدَ رحيلهِ لما ماتَ … ولا أشكُّ أنَّ محمود درويش المطلّ علينا من شرفاتِ الخلود ممتلىءٌ بالغضبِ لما يقرؤهُ من شعر ٍ رديىءٍ يقالُ بحقِّ شاعر ٍ كبير ٍ وفذ ًّ ومناضل ورمز ٍ كبير كمحمود درويش … والأفضلُ لهؤلاء المُتطاولين على الشِّعر ِ والأدبِ أن يخرسوا لأنَّهم يسيئونَ لأقدس ِ الفنون ِ وأجملها منذ أن قالَ الوحيُ لرسولِنا الأعظم : ( إقرَأ ) .
*سؤال 10 ) ما رأيُكَ وموقفكَ في جائزةِ التَّفرُّغ ِ أو الإبداع ِ السُّلطويَّة التي ُتمنحُ لعددٍ من الكُتَّابِ والشُّعراءِ والفنَّانين كلَّ سنة … من جميع النواحي ؟؟
– جواب – قبل الحديثِ عن هذهِ الجائزةِ السَّيِّئة أوَدُّ أن أشيرَ إلى رأيي الصَّريح بخصوص ِ ما يُسَمَّى دوائر الثقافة العربيَّة او الدًّرزيَّة وكأنَّ الدروزَ ليسوا عربا ً ولهم ثقافة ُ أو لغة ٌ خاصَّة … إذ أعتبرُ هذهِ الدوائر أداة ً في جهاز ِ السُّلطة ِ الأخطر على ثقافتنا وأدبنا المُقاوم … ولا أشكُّ في أنَّ المؤسَّسة َالإسرائيليَّة قد سَعَت إلى إقامةِ هذهِ الدوائر بهدفِ ضربِ واختراق ِ جبهتنا الثقافيَّة المقاومة وتشويهها في الداخل وعلى حسابِ تجميل ِ وجهِ السلطةِ القبيح ِ جدًّا … وللأسفِ الشَّديد فقد تمكَّنت إلى حدٍّ ما من استمالةِ العديدِ من الكُتَّابِ والشُّعراءِ الذين يلهثونَ وراءَ هذهِ الجائزة ِ الغير مشرفة وهم برأيي يُسيئون إلى أدبنا وموقفِنا الوطني الثابت على هذهِ الأرض … وثمَّة َمنْ يدَّعي أنَّ هذهِ الجائزة هيَّ حقٌّ مشروعٌ لنا ويُقبلوُن َ عليها ويُجَنِّدُونَ الواسطات والشَّخصيَّات التي يُمكن أن ُتأثِّرَ أو ُتزَكّيهم لنيل ِ الجائزة ِ التي ُتعطى بموجبِ علاقاتٍ شخصيَّةٍ ولأشخاص ٍ معظمهم لا يستحقونَ أن يكونوا أعضاءً في عائلةِ الإبداع ِ والأدب . وأودُّ أن أأكِّدَ أنَّ بعضَ الأصدقاءِ والزملاء من الكتاب الذين حصلوا عليها أو تقدَّموا إليها ويستحقونها أحترمُ قناعاتهم ولا أوافقُ عليها طبعًا وأطلبُ منهم أن يحترموا قناعَاتي وموقفي الرَّافض للجائزة من منطاقاتٍ مبدئيَّةٍ ووطنيَّةٍ وآيديلوجيَّة وإنسانيَّة … وأن يعيدوا النظرَ في نظرتِهم إلى الجائزةِ المذكورة وإلى من يقفُ وراءَها من أدواةِ السُّلطةِ التي لا تريدُ لنا أو لأدبنا وثقافتِنا وفنِّنا الخيرَ … ولأنَّ الجبهة َ الثقافيَّة َ في نظري هي أهمِّ الجبهات في مقاومةِ أيِّ شعبٍ أو أمَّةٍ فإذا سقطت هذهِ الجبهة ُ سقط َ كلُّ شيىء …. ومن هنا أدعو إلى تحصين ِ جبهتنا الثقافيَّةِ المقاومةِ واستعادة عافيتِها كما كانت منذ النكبةِ … وتحديدًا بعد هزيمة حزيران 1967 – حيثُ خرجَ الصَّوتُ المُقاومُ والقصيدة ُ المقاتلة ُ من هنا … من الجليل الأشمِّ لتقولَ كلمَتهَا الأعلى والأقوى متحدِّية ً القمعَ والقهرَ والهزيمة َ .
*سؤال 11 ) لقد سمعنا من الناس ِ وقرأنا في مواقع الأنترنيت قبل مدَّة أنَّكَ اشتكيتَ على الوزير”غالب مجادله “( وزيرالثقافة والعلوم والرياضة ) وطالبتهُ بتعويض ٍ كبيرٍ – بمبلغ مليون شيكل لأنهُ نشرَ اسمَكَ الكامل وأسماء كتبكَ ومؤلفاتكِ وأنَّكَ قدَّمْتَ لهذهِ الجائزة وحصلتَ عليها قبلَ سنوات وأنتَ لم تقدِّم ْ لها حسب ادِّعَاءاتِكَ …. حدِّثنا بتوسُّع ٍ عن هذا الموضوع ؟؟
-جواب 11 – في الواقع ِ تفاجأتُ عندما اتَّصلَ بي صديقي الشَّاعر والمحامي ” سامي مهنا ” والشَّاعر ” تركي عامر ” وأبلغاني أنَّ اسميَ مُرفقٌ بسيرتي الذاتيَّةِ وأسماءِ كتبي التي أصدرتها قد وَردَ في كرَّاسةٍ اصدَرتها ( وزارة العلوم والثقافة والرياضة ) وكأنَّني حصلتُ على الجائزة عام ( 2000 ) علمًا بأنني لم أتقدَّمْ إلى هذهِ الجائزةِ إطلاقا ً في يوم ٍ من الأيام وليسَ بنيَّتي أن أتقدَّم لها لأنني أرفضها كما أشرتُ سابقا ً ، وأشكُّ أنَّ ثمَّة َ من قامَ بهذهِ الفعلة ِ السَّيِّئة والخبيثةِ بهدفِ الإساءةِ لي والمسِّ بقامتي الوطنيَّة والشِّعريَّة وموقعي كسفيرٍ لدولةِ فلسطين في حركةِ شعراءِ العالم ، وعليهِ فقد أوكلتُ المحامي الصديق ( سامي مهنا ) برفع ِ دعوةٍ قضائيَّةٍ ضدَّ للوزير مجادله والوزارة وهيئة الجائزة أطالبهم فيها بالإعتذار العلني في وسائل الإعلام ودفع تعويض ٍ على ما قد لحقَ بي من تشويهٍ وضرر ٍبمبلغ ِ مليون شيكل أراها قليلة ً بالمقابلة مع كرامةِ الكاتبِ الملتزم وشرفِهِ وموقفِهِ .
*سؤال 12 ) هنالكَ من ينتقدُكَ أيضًا كيفَ أنَّكَ تعملُ في المجلس ِ المحلِّي في قريتِكَ المغار وهو مُؤَسَّسة حكوميَّة وفي نفس ِ الوقتِ تكتبُ القصائدَ الوطنيَّة َالتي تنتقدُ فيها السُّلطة َ وتهاجمُهَا وتمتنعُ من التقدُّم ِ لجائزةِ التَّفرُّغ ِ والإبداع ِ السُّلطويَّة … ما هو ردُّكَ وتعقيبُكَ على هذا !!؟؟
– جواب 12 – هنالكَ من يَدَّعي انَّ وظائفنا وأعمالنا في هذهِ البلادِ كلّها مربوطة بتمويل ٍ من السُّلطةِ أو المؤسَّسة أو مؤسَّساتِ الدولة ، ولذلك فلا غضاضة في الحصول ِ على الجائزةِ – لهؤلاءِ أقولُ : إنَّ الأجرَ مقابل العمل هو شيىءٌ وحقٌّ مقدَّسٌ ومن حقِّنا أن نطالبَ وأن نناضلَ من أجل ِ مساواةٍ كاملةٍ كمواطنين في هذهِ لدولةِ … الأمر الذي حتى الآن بسببِ سياسةِ التمييز والقهر ِ القومي . وأمَّا الجوائز السلطويَّة أيًّا كانَ نوعها وتسميتها فهي ليست حقًّا لأنَّ الجائزة َ ُتعطى لشخص ٍ قد قامَ بشيىءٍ أو بعمل ٍ ما أعجَبَ مَانِحَ الجائزةِ فأعطاهُ إيَّاهَا … فهل أصبحَ أدبُنا المقاومُ يُعجبُ السُّلطة َ ويروقُ لها ، وعليهِ ومن هذا المُنطلق ِ ُتمنحُ الجائزة ُ … وهل أصبحت إسرائيل وَاحَة َ الديمقراطيَّةِ والحضارةِ لتمنحَ الجوائزَ لأدبٍِ يُقاومُ سياسَتها ويُدِينُهَا ويُعَرِّيهَا أمامَ العالم . إنَّ الموافقة َ على قبول ِ هذهِ الجائزةِ المهزلة والمُشينة يُعطي شرعيَّة ً لسياسةِ إسرائيل ويُجَمِّلُ وجهَها القبيحَ أمامَ العالم وعلى حسابِ كرامتِنا الوطنيَّة والتقدُّميَّة . ويكفيني شرفا ً أنَّني قد حصلتُ على جائزةِ ( درع الشَّهيد عبد الرَّحيم محمود ) – الشَّاعر المناضل المُقاوم الذي سقط َ في معركةِ ” الشَّجرة ” على بعدِ بضعةِ كيلومترات من قرية المغار- إلى جانبِ الشُّعراء الفلسطينيِّين الكبار الذينَ حصلوا على هذهِ الجائزة أيضًا ، مثل : محمود درويش ، سميح القاسم ، عبد الناصر صالح ، معين شلبيّه ، مريد البرغوثي ، المتوكل طه …. وآخرون . وكما حصلتُ قبلَ بضعةِ أعوام ٍ على وسام ” سيف كنعان ” من دولةِ فلسطين .
*سؤال 13 ) لماذا لم يكتبْ عنكَ النُّقَّادُ المحليِّين ( وأنا الشخصُ الوحيد محلِّيًّا الذي كتبَ عنكَ ) ولماذا لا يستضيفونكَ في التلفزيون الإسرائيلي والإذاعة وغيرها حتى الآن بالرّغم ِ من كونِكَ في طليعةِ الشُّعراءِ المحليِّين ومعروفا ً ومشهورًا عربيًّا وعالميًّا وليسَ فقط محليًّا !!؟؟
– جواب 13 – يندرجُ هذا التَّجاهلُ ” لسليمان دغش ” وبعض الشُّعراء الكبار المُبدعين والوطنيِّين الشُّرفاء ومن بينهم أنتَ أيضًا يا ( حاتم جوعيه) – الذي يجري معي هذا اللقاء – في إطار ِ التعتيم الإعلامي المقصود والمكشوف والمفضوح .. وكأنَّ هذا التجاهلَ سيَحدُّ ويمنعُ منِّي ومن زملائي من الوصول ِ إلى الملتقى الفلسطيني والعربي … ربَّما لأنَّ بعضَ هؤلاء ( النُّقَّاد ) يخشى من بروز ِ تلكَ الأسماء المُبدعة والمُلتزمة التي يرى فيها ربَّما خطرًا على أسماءٍ ورموز ٍ أخرى … وعلى الرُّغم ِ من هذا التجاهل ِ والتَّعتيم المقصود فقد تمكَّنتُ من َالوصول إلى العالم ِ العربي كشاعر ٍ يملكُ موهبة ً مُمَيَّزة ً تستحق ُّ الإهتمامَ والإعتناءَ … وعليهِ فقد قامَ الكثيرونَ من النُّقَّادِ والمُهتمِّيِن بالأدبِ بكتابةِ دراساتٍ واسعةٍ ومُبدعةٍ حولَ تجربتي الخاصَّة ، أذكرُ منهم الناقدَ الفلسطيني الكبير الأستاذ ” صبحي الشحروري ” والدكتور ” محمد الوجي ” – من جامعةِ الأزهر ، والكاتبة المغربيَّة ” فريده العاطفي” والشَّاعر والأديب الفلسطيني السوري ” طلعت سقيرق “… وغيرهم الكثيرون .
وأمَّا بخصوص وسائل الإعلام السُّلطويَّة المرئيَّة (التلفزيون الإسرائيلي ) فإنَّني أرفضُ الظهورَ أو المُشاركة َ فيها لأنَّ ذلك لا يُشَرِّفني ولا يُشرِّفُ أيَّ إنسان ٍ وطنيٍّ حُرٍّ وشريفٍ ويحترمُ نفسَهُ . وأوَدُّ الإشارة َ أنَّ وسائلَ الإعلام ِ العربيَّة َ الواسعة َ في فلسطين وفي بعض الدول ِالعربيًّةِ من صحفٍ وإذاعاتٍ وتلفزةٍ ( محطات تلفزيونيَّة وفضائيَّات) قد استضافتني في لقاءاتٍ عديدةٍ على منابرها .
*سؤال 14 ) رأيُكَ في مستوى برامج التلفزيون الإسرائيلي ومستوى المُذيعين والعاملين في هذا التلفزيون !!؟؟
– جواب 14 – التلفزيون الإسرائيلي ، وخاصَّة ً القسم العربي فيهِ هو في رأيي لا يتعَدَّى كونه أداة ً لجهاز ِ المخابرات الإسرائيلي … وكلُّ ما يُقدَّمُ فيهِ من نشاطاتٍ وفعاليَّاتٍ وبرامج هيَ مُوَجَّهَة من قبل ِ جهاز ِ المُخابراتِ السَّيِّىءِ الصيت تجاهَ الأقليَّة ِ العربيَّةِ هنا في الداخلِ والأمَّةِ العربيَّةِ من المُحيط ِ إلى الخليج … والذينَ يعملونَ في هذا التلفزيون من عربِ الداخل ِ هم بالطبع ِ أداة ٌ طيِّعة ٌ وخاضعة ٌ لهذا الجهاز المذكور لأنَّهُ هو المسؤولُ المُباشر عن توظيفهم ، والجميعُ يعرفُ هذهِ الحقيقة َ . ولا يُوظّفونَ في التلفزيون الإسرائيلي أيَّ شخص ٍ وإنسان ٍعربيٍّ وطنيٍّ حُرٍّ وشريفٍ ونظيفٍ مُتمَسِّكٍ بمبادِئِهِ وقيمهِ حتى لو كانت لديهِ كلُّ الكافاءاتِ والمُؤهلاتِ والإمكانيَّاتِ الفذ َّةِ – الثقافيَّة والعلميَّة والمهنيَّة والشكليَّة – .
*سؤال 15) لماذا لا تنشرُ انتاجَكَ الشِّعري والأدبي في المواقع الألكترونيَّة المحليَّة ، خاصَّة ً في قريتِكَ ” المغار ” التي يوجدُ فيها عدَّة ُ مواقع أنترنيت معروفة ُتغَطِّيي الأخبار والنشاطات المحليَّة على مختلف أنواعِها !!؟؟
– جواب 15 – لا أنشرُ في هذهِ المواقع لأنها محدودة المُتابعين ولأنها في الغالبِ تفتحُ المجالَ لتعليقاتٍ غير موضوعيَّة مدفوعة بمنطلقاتٍ أنانيَّةٍ شخصيَّةٍ وبأسماءٍ مستعارةٍ . وفي اعتقادي لا يليقُ لشاعر ٍ أو كاتبٍ يحترمُ نفسَهُ أن يدفعَ بنصوصهِ وإبداعاتِهِ في مواقع من هذا النوع ِ، ثمَّ هنالكَ مواقع عربيَّة مُهمَّة جدًّا تختصُّ بالأدبِ والثقافةِ ويُشاركُ فيها كبارُ الكتابِ والشعراء المبدعين .. وأنصحُ كلَّ الزملاء الكُتَّاب بنشر ِ أنتاجهم في مثل هذه المواقع … أخصُّ فيها بالذكر ِ موقع ( كيكا ) الذي يُديرُهُ الكاتبُ العراقي الكبير( صموئيل شمعون وموقع ( جهة الشِّعر ) للشَّاعر البحريني ( قاسم حداد ) ، وموقع ( الإمبراطور ) الذي يُديرُهُ الكاتب العراقي ( أسعد جبوري ) .. وموقع ( النور ) وغيرهم …
*سؤال 16 ) لماذا لا تُشاركُ أو بالأحرى لا ُتدْعَى إلى البرامج والأمسياتِ والمهرجاناتِ الشعريَّة التي تقيمُها المؤسَّساتُ الثقافيَّة الحكوميَّة وغيرها مثل قاعة أشكول – في قريتك المغار… ونجدُ بالمقابل أنهم يدعون الأشخاصَ الذين ليست لهم أيَّة ُعلاقةٍ بالشِّعر ِ والأدب ولا أحد ٌ يسمع عنهم إطلاقا ًأو يعرفهم خارج نطاق القرية !!؟؟
– جواب 16 – لا ولن أشاركَ في أيَّةِ فعاليَّةٍ أو نشاط ٍ تقفُ وراءَهُ مؤَسَّسة ٌ أو شخصيَّة ٌ إسرائيليَّة ٌ رسميَّة أيًّا كانت لأنَّ تلكَ النشاطات التي تقامُ بدعم ٍ سلطوي هي في الحقيقةِ فارغة ٌ من أهمِّ ما فيها ألا وهو : الإنتماء والهويَّة العربيَّة الفلسطينيَّة التي نعتزُّ بها وعلينا أن لا نسمح بالتطاول عليها والعَبثِ بها من خلال مثل هذهِ النشاطات المَهزلة التي تسيىءُ إلى ثقافتِنا وأدبنا واتنتمائِنا الوطني .
*سؤال 17 ) ما هو موقفكَ من النظام ِ السوري البعثي ( نظام بشار الأسد ) ؟؟
– جواب 17 – النظامُ السوري البعثي تحديدًا هو أسوأ الأنظمةِ العربيَّةِ على الإطلاق – نظامٌ طائفيٌّ فاشيٌّ جبانٌ وعميلٌ يُحاولُ بالشعاراتِ الفارغةِ أن يلهي الجماهيرَ عن حقِّها في العيش ِ الكريم ِ والحريَّةِ والديمقراطيَّةِ … وفي الوقتِ الذي لم يجرؤ بهِ هذا النظامُ ( خلال 40 سنة ) من إطلاق رصاصة ٍ واحدة ٍ تجاه َ الجولان السوري المحتلّ فإنًَّهُ يُوجِّهُ دبَّاباتهُ وطائراته وترسانته العسكريَّة وشبِّيحتهُ لتدمير ِ المدن والبلدات السوريَّة وارتكاب أبشع المجازر بحقِّ المدنيِّين السوريِّين العُزَّل الذين هَبُّوا كما هَبَّت كلُّ الشُّعوبِ العربيَّة لتتحدَّى الظلمَ والطغيانَ وتعلنُ عن حقِّها المقدَّس في الحرِّيَّةِ والكرامةِ ولقمةِ العيش ِ التي حَرَمتها مثلُ تلكَ الأنظمةِ منها على مَرِّ عقودٍ عديدة .
أنَّ هذا النظامَ بكلِّ جبروتِهِ العسكري ووحشيَّتهِ واللاأخلاقيَّتهِ الذي حَوَّلَ جيشَهُ ( حُماة الديار ) إلى حُماة ( العار بشَّار ) … إنَّهُ نظامٌ ساقط ٌ لا محالة وما من شكٍّ أنَّ الدَّعمَ الروسي والصيني المُخزي لمثل ِ هذا لنظام لن يستمرَّ طويلا ً وسيسقط ُ هذا النظامُ لو دعمتهُ كلُّ الدولِ والأنظمةِ الطاغيةِ في العالم ِ .
*سؤال 18 ) هنالكَ العديدُ من من وسائل ِالإعلام ِ المحليَّة الصفراء ُترَوِّجُ لبشَّار ِالأسد وزمرتهِ وتمدحُهُ على أنَّهُ بطلٌ قوميٌّ وتنتقدُ الثورة َ التي قامت ضدَّهُ وتتَّهمُهَا بالعمالةِ وإثارةِ الشَّغب والإضطرابات وتنعتُ الثُّوَّارَ الأحرارَ ضدَّ النظام البعثي الفاشي على أنهم عصابات ولصوص .. إلخ .. ما هو تعقيبُكَ على هذا ؟؟
– جواب 18 – كلُّ من يُؤَيِّدُ نظامًا كنظام ِ بشَّار ِ الأسد هو ساقط ٌ أخلاقيًّا فلا يمكنُ لعاقل ٍ أن يجدَ تبريرًا لهذهِ الجرائم التي يرتكبُها النظامُ بحقِّ أبناءِ شعبهِ …. وتاريخ ُ هذا النظام الأسود معلوم ٌ وواضحٌ للجميع منذ مذابح تل الزعتر في لبنان وكسر الحركةِ الوطنيَّةِ اللبنانيَّةِ ومنعها من إقامة ِ نظام ٍ ديمقراطيٍّ علمانيٍّ حُرٍّ في لبنان وإجهاض القوَّة الوطنيَّة بالتدخُّل ِ العسكري السَّاخر واغتيال أهمّ الشَّحصيَّات الوطنيَّة والتقدُّميَّة في لبنان وفي سوريا وعلى رأسِهم شهيد فلسطين ولبنان ( كمال جنبلاط ) وكلّ الشُّهداء الذين قام بتصفيتهم النظامُ السوري على مرِّ السنين … وخلال مواجهة حزب الله مع الجيش الإسرائيلي في حرب تموز ( 2006 ) لم يجرُؤ هذا النظامُ بأن يُحرِّكَ قواته أو يفتح جبهة ً للتخفيف ِ على حلفائِهِِ في لبنان … ويكفي هذا النظام ُذلا ًّ وعارًا أنهُ لم يَتصَدَّ للغزو ِ الإسرائيلي للبنان عام 1882 حيثُ انسحبَ من مواقعهِ ولم يُطلقْ رصاصة ً واحدة ً حتى سقطت بيروت العاصمة ُ العربيَّة ُ العريقة في يد ِ الجيش الإسرائيلي … وتقومُ بعدَ ذلك عصاباتُ الكتائبِ (الإنعزاليَّة ) باجتياح ِ المُخيَّمات الفلسطينيَّة وارتكاب أبشع المجازر بحقِّ الأطفال والنساء والشُّيوخ العُجَّز ولم يَقُمْ هذا النظامُ وجيشُهُ الموجود على مقربةٍ بل وعلى أرض ِ لبنان بالدفاع ِ عن الأبرياءِ والعُزَّل ِ في تلك المخيَّمات .
وعودة ٌ إلى تلكَ الصحفِ الصفراءِ فإنَّها بدفاعِها عن هذا النظام ِ تُثبتُ أنَّها سوداء ٌ وابواقٌ للشيطان ِ سيكونُ مصيرُها ومَنْ يُدافعُ فيها عن النظام ِ السوري الفاشي إلى مزبلةِ التاريخ .
*سؤال 19 ) نجدُ الكثيرينَ الآن من كُتَّابِ التقاعد ( البينسيا ) الذين كانوا يتبوَّءُونَ الوظائفَ الحكوميَّة المرموقة وفي المعارف وغيرها والعديدَ من العملاء والمأجورين من عرب الداخل المعروفين للجميع ِ بانحطاطِهم الأخلاقي والإنساني والسياسي وبخدمتِهم الطويلة للسلطةِ يكتبون بكثافة ٍ وبزوايا شبه ثابتة في العديد ِ من وسائل الإعلام والجرائد المحليَّة ويتبَجَّحونَ بالتقدُّميَّةِ وبالمبادىءِ والقيم ِ ومعظم مقالاتِهم وكتاباتِهم مستهلكة وتافهة ، والكثيرون من هؤلاءِ المستكتبين المأجورين العملاء يمدوحون بشَّارَ الأسد ونظامه ويُكيلونَ الشتائمَ والإنتقادات للثَّائرين على النظام السوري البعثي ، وكما نجدُ في نفس الوقت وسائلَ الإعلام هذه تُعَتِّمُ على الأقلام ِ الحُرَّةِ الوطنيَّة النظيفة المبدعة المعروفة للجميع ِ ولا تنشرُ إبداعاتها ( الشعريَّة والأدبيَّة والفكريَّة ).. ما هو تعقيبُكَ على هذا !!؟؟
– جواب 19 – هؤلاء كما أسميناهُم أدباء التقاعد ( البينسيا ) الذينَ يتقاضونَ رواتبَهم من المؤسَّساتِ الإسرائيليَّةِ الرَّسميَّةِ التي عملوا بها ويدَّعُونَ الوطنيَّة َ زيفا ً بشعاراتِهم الفارغةِ من أيِّ مضمون ٍ خيرٌ لهم أن يتقاعدوا عن ِ الكتابةِ لأنَّ صلاحيَّتهم إنتهَت وكلّ ما يكتبونهُ هو مُجرَّد هراء ٍ لا قيمة َ لهُ على الإطلاق ِ وما دفاعهم عن الظلم ِ والطغيان ِ إلا َّ وصمة عار أخرى على جبينهم وعلى تاريخِهم الأسودِ والمُشين والمعروف للجميع ولا يستطيعُ أحدٌ أن يُغطِّي الشَّمسَ بغربال … وآنَ الأوانُ لصحفِنا ووسائل إعلامِنا المحلِّيَّة أن ترقى إلى المستوى الأخلاقي المطلوب وأن تفتحَ المجالَ للطاقاتِ الإبداعيَّة والعلميَّةِ والفكريَّة النيِّرةِ بأن تأخذ َ زمامَ المبادرة ِ وأن تملأ تلكَ الصحف بما ينفعُ الناسَ لأنَّهُ يبقى .. وأمَّا الزَّبدُ فيذهبُ جفاءً .
*سؤال 20 ) هنالكَ من يقولُ : إنَّ هنالكَ سياسة عُليا سلطويَّة ُمبرمجة تفرضُ على بعض ِ وسائل الإعلام ِ والصحفِ المحلِّيَّةِ أو ( الدكاكين الرَّخيصة ) أن تنشرَ لأناس ٍ ُمعَيَّنينَ فقط من أتباعِها وقطاريزها ولا تنشر للأقلام ِ النظيفةِ الحُرَّةِ والوطنيَّة ِ الصادقةِ … ما رأيُكَ في هذا !!؟؟
– جواب 20 – ربَّما يكونُ ذلكَ صحيحًا وهذهِ مصيبة ٌ والمُهمُّ أنَّ هذهِ الصحف ووسائل الإعلام الصفراء تتتعاملُ بمنطق ِ السُّلطةِ والفئويَّةِ والمصالح الشَّخصيَّةِ الضيِّقةِ بعيدًا عن أيَّةِ موضوعيَّةٍ وبذلك فهي تسيىءُ للصَّحافةِ بوصفها – أيّ الصَّحافة رسالة ٌ مُقدَّسة ٌ وأمانة – وعلى من يعملُ بها أن يكونَ نزيهًا صادقا ًومُخلصًا للحقيقةِ التي لا يستطيعُ أحدٌ أن يزوِّرَها مهما حاولَ ذلكَ .
سؤال 20 ) طموحُكَ ومشاريعُكَ للمستقبل ؟؟
– جواب 20 – في رأسي وَسُلَّم طموحاتي بعد اختياري سفيرًا للشِّعر ِ الفلسطيني أن أعملَ على فتح ِ المجال أمامَ الشُّعراءِ والأدباءِ في الداخل والذين هُمِّشُوا وبقوا في دائرةِ الظلِّ زمنا ً طويلا ً أن أوَفِّرَ لهم الفرصة َ للخروج ِ من الحصار ومن دائرةِ الظلِّ إلى فضاءِ المشهدِ العربي والعالمي … وهذا حقُّهم ، فثمَّة روافد زاخرة لشعرنا وأدبنا الفلسطيني لا زالت ترفدُ نهرَ الشِّعر ِالعظيم بجداول حيَّة وزاخرة من الإبداع ِ الجميل ولا بُدَّ لها من أن تصلَ إلى كلِّ مكان . وأعملُ حاليًّا كأحدِ اعضاءِ لجنةِ القدس – عاصمة الثقافة العربيَّة لعام ( 2009 ) – على طباعةِ أعمال ٍ إبداعيَّةٍ لكُتَّابٍ في الداخل ِ بالتعاون ِ مع وزارةِ الثقافة الفلسطينيَّة واتحاد ِ الكتاب الفلسطينيِّين ومنتدى القدس … ومن هنا أتوَجََّهُ عبرَ هذا اللقاءِ إلى زملائي الكتَّاب والشعراء والمُبدعين إلى تزويدي في أسرع ِ وقتٍ ممكن بأسماءِ أعمالهم المُراد طباعتها . وساعملُ قريبًا على إصدارِ الأعمال ِ الشِّعريَّةِ الكاملةِ لي كي يتمكَّنَ المَُتَّبعُ لمسيرتي الشِّعريَّة ِ والإبداعيَّةِ لأكثر من ربع ِ قرن ٍ أن يجدَ كلَّ أعمالي في مجموعة ٍ واحدةٍ
سؤال 21 ) كلمة ٌ أخيرة ٌ تحبُّ أن تقولها في نهاية اللقاء ؟؟ -جواب 21 – بودِّي أن أُأكِّدَ صحَّة َ الآية القرآنيَّة التي تقولُ : ( أمَّا ما ينفعُ الناسَ فيثبتُ في الأرض ِ وأمَّا الزَّبد فيذهبُ جفاءً ) . وأدعو هنا إلى ضرورةِ إقامةِ إتِّحادِ كتَّابٍ فعَّال ونشيطٍ ليَرْعَى أدبَنا المُقاومَ والملتزمَ وأن لا يُتركَ المجالُ مفتوحًا أمامَ ما يُسَمَّى بدوائر الثقافةِ العربيَّةِ التي نجحتْ إلى حدٍّ ما في اختراق ِ جبهتنا الثقافيَّة المحلِّيَّة وأساءت لنا ولأدبنا وثقافتِنا … وآنَ الاوانُ لوقفِ هذهِ المهزلة .
وختامًا أشكركم على هذا اللقاء وإتاحة ِالفرصة لي للتواصل ِ مع أبناءِ شعبي وأهلي الطيِّبين على هذه الأرض الطيِّبة .
( أجرى اللقاء : حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )
الموقف مما يجري في سورية شهادة شرف لكما!
قرأت الحوار أمام بعض المؤيدين للنظام الفاسد، وكانت الكلمات مدوية مجلجلة تقرع أذهانهم! رائع!
أما سعيد ومحمد- النفاعين ومن لف لفهما فليتغنوا بالأنظمة الفاسدة ما وسعهم فتبًا تبا!
وأما الزبد فيذهب جفاء!
تحياتي للشاعر سليمان دغش..قرات الحوار واعجبتني المعلومات اللتي به عنك وعن مشاريعك..اؤيدك في كثير مما تقول -عامة ..هذه احوال الدنيا..اجد اشعارك على صفحتي في الفيسبوك..شكرا لك اتابع اخبارك تحياتي لك..وللشاعر سلمان دغش حيث تلتقي اقلامنا على صفحات جريدة الميثاق اسبوعيا…والى لقاء قريب..الشاعر جميل بدويه