القوامة

بسم الله الرحمن الرحيم   ( الرجال قوامون على النساء)   الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. والصلاة والسلام على سيدنا محمد اكرم الخلق اجمعين .

اما بعد,

نخوض واياكم في موضوع القوامة عسى الله يلهمنا الطريق الصواب والعمل الصالح لما فيه خير لنا ولكم اجمعين. لنا كلمتنا ونتقبل موقفكم ان اخطأنا او اصبنا لنا الثواب والله ولي التوفيق.

يختلف الكثيرون في تعريف موضوع القوامة او تفسير الاية الكريمة المتعلقة بذلك ولنا رأينا المتواضع حيال ذلك, بعيدا عن أي منصب افتاء وانما من حقنا وواجنا في قول موقفنا لتبادل الأفكار بحوار بناء.

عبر القران الكريم عن القوامة , ولم يعبر بالسيادة, لان القوامة رعاية ومسؤوليات دون الغاء الشخصية, وشان هذه القوامة شأن الرئاسة اللازمة لكل مؤسسة, وهكذا كل عمل اجتماعي لن يستقيم امره, ولن يتحقق نجاحه ولن يؤتي ثماره الا حينما تسند الرئاسة الى واحد من الجماعة التي تشترك فيه, يكون مسؤولا عن ادارته وقيادته والسير الى الغاية المرجوة.

فالقوامة مسؤولية رعاية وادارة واحترام وكرامة وليس سيادة واذلال كما يفسرها البعض ويروج لها بالخطأ عمدا او جهلا.

للسفينة قبطان وللمركب سائق واحد وللمسيرة قائد وللعائلة النواة من يقوم على مشروع عظيم قد يكون هو الزوج او تكون هي الزوجة قائدة المسيرة او حاملة اللواء.

لم ولن يظلم القران الكريم احدا ولن يمس بكرامة احد. القوامة في عزة وكرامة للمرأة والزوجة. ولكن للأسف فان بعض الجمعيات وبعض الحاقدين على الدين يتخذون من هذه الاية الكريمة ذريعة محاولين تشويه صورة الاسلام كونه جهل وضد المراة وحقوقها, لكن الامر بالعكس تماما . والحقيقة هي ان ديننا الحنيف جاء وصنع التغيير ورفع مكانة المرأة بعد ان كانت مهضومة. التقصير وعدم الوفاء ببعض الحقوق اساسه عقلية عربية شرقية متجذرة مغروسة في العقل الشرقي الذكوري لم يستطع ديننا تغييره كليا رغم مر السنين , فما زلنا للأسف. شعب فيه قسط وفير من النفاق او كما يقول المثل الشعبي ( ” بعرف وبحرف “) . فعلى سبيل المثال نعلم جيدا التعاليم الاسلامية ولا نطبقها ( في قسمة الميراث مثلا) حسب عادات وتقاليد عربية قبلية لا تطبق منهاج الدين وتعاليميه.

قوام فهو الرجل قائم وساهر على مصلحتها وهمها وكرامتها. لم ولن تكون القوامة استعلاءا من الرجل على المرأة بل هي ابتلاء من الله للرجل المكلف والموكل بزوجته عليه اعالتها وتجب نفقتها عليه حرصا من الدين عليها لبناء اسرة سليمة والحفاظ عليها.

فهناك القائم باعمال واللذي يقوم بالعمل والقائمين على المشروع الا وهو العائلة الصغيرة, الاسرة النواة الاساس لمجتمع سليم تنهض به ام خلوقة زوجة صالحة حقها في مزاولة أي مهنة تناسبها ولكن حقها وواجبها الاول اتقان اهم واصعب مهنة واقدس مهمة الا وهي تربية ابنائها وبناء مجتمع عظيم.

فهذه لفتة متواضعة نقول بها كلمة حق ولكم دوركم في تفسيركم او فهمك المختلف ومن حقكم.

نحمد الله عز وجل اللذي انعم علينا بدين الاسلام وكتابه الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

رمضان كريم وكل عام وانتم بألف خير, اعاده الله علينا بالخير والبركة.