مؤتمر طارئ في حيفا لبحث حالات العنصرية
تاريخ النشر: 10/12/14 | 19:04اختتم في مدينة حيفا الاثنين، المؤتمر الطارئ لبحث تفشي حالات العنصرية والاعتداء على المواطنين العرب في البلاد، الى جانب تحول الحيز العام الى مكان غير آمن للجميع، في أجواء من التحريض والعنف على خلفية قومية.
حضر المؤتمر العشرات من الناشطين، وممثلي المؤسسات الديمقراطية والمناهضة للعنصرية العرب واليهود، والذي عقد بعد اقل من اسبوع على اعلان الانتخابات المبكرة، مما شكل ضرورة قصوى لطرح قضايا العنصرية قبل الانشغال بالسباق البرلماني واهمال وباء العنصرية، لا سيما في ضل تنامي هذا الوباء في أعقاب الانتخابات.
افتتح المؤتمر بكلمات افتتاحية شملت المحامية طالية ساسون، الرئيسة المنتخبة للصندوق الجديد لإسرائيل، والتي اعربت عن خطورة هذا الوضع والذي تغذيه تشريعات عنصرية مثل قانون القومية، واضافت ان الصراع هو على الديمقراطية وهي من حقنا جميعاً، لا توجد ديمقراطية مجزئة لهذا اكثر ولذك اقل. وشارك في افتتاح المؤتمر كذلك النائب عفو اغبارية الذي وجه سهامه نحو القيادات الاسرائيلية قائلاً : ” لا يوجد شعب عنصري، هناك قيادة عنصرية”، واضاف “هذه البلاد ما كانت يوما مأهولة بشعب واحد او لون واحد، يخطئ من يعتقد ان بإمكانه الاستحواذ على هذه البلاد ويلغي غيره”، ومن جهته وجه رئيس بلدية سخنين السيد مازن غنايم في كلمته رسالة أمل وطلب عدم الخضوع ورفع الاعلام البيضاء للعنصرية.
وتحدث عن منظمي المؤتمر السيدة رونيت هيد المديرة العامة لمنظمة “شتيل”، والسيد فتحي مرشود، مدير “شتيل” – حيفا، والمحامي نضال عثمان مركز الائتلاف لمناهضة العنصرية، بحيث أكدوا على ضرورة وضع برامج عملية ومطالبة المؤسسات المختلفة بتأدية مسؤولياتها في مختلف المسارات لمناهضة ودرئ خطر العنصرية. وعرض خلال المؤتمر استطلاع مصور لآراء الشارع حول تهديد الامان الشخصي والحياتي في الحيز العام للعرب واليهود، والذي يعكس صورة قاتمة من التخوف والتشكك وانعدام الثقة بالآخر وبالتغيير.
وتمحورت الندوة المركزية في المؤتمر حول دور المؤسسات والجهات المختلفة، في كبت جماح العنصرية ومنها وزارة القضاء ممثلة بالنائب العام، والسلطات القانونية الموكلة بنشر وفرض المساواة ومنع العنصرية، والاعلام والجمعيات والسلطات المحلية. شارك في الندوة كل من ايتن لدرر عن وزارة القضاء، والسيدة مريم كبها المفوضة اللوائية لمفوضية تساوي الفرص في العمل، والسيدة عايدة توما مديرة جمعية نساء ضد العنف، والصحفي عيران زينجر مراسل اذاعة ” ريشيت بيت” وادارت النقاش السيدة أية بن عاموس عن مبادرات صندوق ابراهيم.
وتلا ذلك محاضرة للسيدة، ايلين لافري، مديرة قسم السياسات في مفوضية المساواة في شمال ايرلندا؟، والتي عرضت آليات قانونية وعملية انتهجت في شمال ايرلندا لاحتواء الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت، من خلال فرض المساواة والتمثيل العادل.
وانتهى المؤتمر بعقد خمس ورشات نقاش مصغرة لتقديم توصيات في مجال الاعلام، الحكم المحلي، الحكم المركزي والشبكات الاجتماعية. ونتج عن ذلك تأكيد على آليات ناجحة وتشديد على آليات مطلوبة وفعلية تسلط الضوء على القصور القيادي في مختلف المجالات.
هذا ويأتي هذا المؤتمر في اعقاب موجة شديدة من العنصرية وحالات العنف والاعتداء على المواطنين العرب، وفي ضل اجواء مشحونة غذتها الحرب العدائية على غزة، وغذتها تصريحات خطيرة وعنجهية للعديد من القيادات السياسية وعلى رأسها اليمين المتطرف، ويقول السيد محمد خليل مدير مشروع المجتمع المشترك في منظمة “شتيل”، “ان المؤتمر اقيم بالرغم من الاعلان عن الانتخابات وذلك للتشديد على ان هذه القضايا لا تنتهي اذا ما تم اهمالها اعلاميا بسبب الانتخابات، بل ويجب ان نضمن ان تكون على طاولة واجندة الاحزاب كأهداف غير قابلة للتجاوز والتسامح وفق أي نتيجة ممكنة للحسم الانتخابي”.
ونظم هذا المؤتمر من قبل كل من جمعية سيكوي، شتيل، الائتلاف لمناهضة العنصرية، شوتفوت- شراكة، المركز العربي لمكافحة العنف، مبادرات صندوق ابراهيم، ايتاخ- معك، عوسيم شلوم، تغيير- مهباخ.