الفنان محمود أبو جازي هو ستيريو فلسطين!!
تاريخ النشر: 01/08/12 | 8:24الفنان محمود أبو جازي هو ستيريو فلسطين!!
**في دور البطولة في الفيلم، محمود أبو جازي: لدي شعور بأن هذا الفيلم سيكون نقطة مفصلية في حياتي الفنية**العمل مع مخرج ذكي وقدير مثل رشيد مشهراوي، كان بالنسبة لي هدية كبيرة ومكسب لا يعوض**رئيس مجلس عرابة المحلي عمر واكد نصار: بالنجاح وتذكر دوما أنك تمثلنا جميعا هناك وهذا شرف كبير لنا**
أسامة مصري- “تفانين”
*التقيت الفنان محمود أبو جازي ابن قرية عرابة، بعد أيام من انتهائه من تصوير فيلم “فلسطين ستيريو” والذي يلعب دور البطولة فيه.. كان متأثرا نوعا ما.. ولكنه كعادته هكذا يكون بعد الانتهاء من أي عمل فني سينمائي وتلفزيوني، وأنا لم أستغرب الأمر، فقد عايشته في العديد من هذه اللحظات.. فهو فنان متمكن، يعشق عمله جدا ولا يتهاون حتى بالأمور الصغيرة.. ولم ينتظر أبو جازي أن اسأله، فقد بادرني بالقول: لا أعرف كيف أوصف لك الأمر، لكن كان من الممكن أن لا أشارك في هذا العمل.. هناك أمر غريب حصل لي بالحصول على هذا الدور في هذا الفيلم.. فقد بلغت باختياري للدور الرئيسي للفيلم قبل أيام معدودة من التصوير، وكانت جميع الظروف لا تسمح لي بالدخول إلى هذا المشروع.. عملي كمدير مركز محمود درويش الثقافي في عرابة وغيابي عنه لمدة طويلة.. ومرافقة وفد أعمل على إدارته إلى خارج البلاد لمدة أسبوعين وأمر آخر شخصي وفني معا.. كل هذه الأمور كانت تقف بطريقي للدخول في هذا العمل السينمائي الضخم.. لكنني صممت على المشاركة ولحسن حظي حلت جميع العوائق التي تمنعني بأسهل مما توقعت، فقد وقف رئيس مجلس عرابي السيد “عمر واكد نصار” بجانبي حتى نهاية الأمر.. ولن أنسى كلماته التي رافقتني طوال العمل: “بالنجاح وتذكر دوما أنك تمثلنا جميعا هناك وهذا شرف كبير لنا”.. وهنا أريد أن أشكر هذا الشخص صاحب المسؤولية والذي أتمنى لجميع زملائي أن يكون لهم مثل هذا المسؤول، يدعمهم ويوفر لهم الظروف لتحقيق مثل هذه الفرص النادرة.
حتى الأمر الشخصي والفني الذي اعتبرته عائق لي حل ببساطة وبمكالمة هاتفية مع زميل!!- أضاف أبو جازي وهو لا يريد أن يوضح الأمر بالتفصيل!
يعلق أبو جازي ويضيف: المفاجأة كانت أثناء العمل نفسه، ولا أنكر أنني ربحت الكثير هناك، وأنا لا أتحدث عن الجانب المادي، فالعمل مع مخرج ذكي وقدير مثل رشيد مشهراوي، كان بالنسبة لي هدية كبيرة ومكسب لا يعوض، وذلك ليس كونه مخرج فحسب، بل ككاتب لقصة الفيلم الرائعة، هذا إلى جانب تعامله الرائع معي ومع جميع من حولي.. ففي أقصى اللحظات صعوبة كان يبتسم ويهتف: جميل.. هيا نصور اللقطة مرّة أخرى بشكل مغاير!!
المكاسب لم تتوقف عند المخرج- يقول أبو جازي- فقد تعرفت على طاقم عمل فني من عدة دول، وشعرت بالاحترام الشديد من الجميع، ولا أستثني أحدا.
**قصة الفيلم
يقول أبو جازي: إن قصة فيلم “فلسطين ستيريو” بالنسبة لي هي قصة الحياة العبثية اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني والنضال اليومي من أجل لقمة العيش من خلال شقيقين يحبان الحياة من والنضال من أجل حياة سعيدة.. وأعتقد أن قول محمود درويش “نحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا” تعبر بدقة عن قصة الفيلم، وهي باختصار تدور حول شقيقين تصدمهما غارة إسرائيلية مميتة على مخيم اللاجئين الذي يعيشان فيه، الأمر الذي يدفعهما للتفكير في الهجرة. ومن خلال عملهما على تدبير الأموال اللازمة للسفر عبر العمل من تأجير الأجهزة الصوتية، يطلع الشقيقان على أبهة الحياة في الضفة الغربية، حيث تتداخل مشاهد الفيلم مع تفاصيل الواقع على الأرض.
ويجهز الشقيقان نظام الصوت في مؤتمر تحضره شخصيات مهمة في فندق محلي، وهو مشهد يتكرر كثيرا على الساحة السياسية الفلسطينية، كما يظهران في مشهد وهما يقدمان مكبرات للصوت في مسيرة حقيقية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية في مقر الصليب الأحمر في رام الله.
لكن أبرز المنغصات اليومية لحياة الفلسطينيين، وهي نقاط التفتيش الإسرائيلية والحواجز وعمليات التفتيش، لم تكن ظاهرة فحسب يوم التصوير- حيث ضبط الأخوان وهما يحاولان تهريب معداتهما إلى القدس خلال مشاجرة – وإنما أثرت أيضا على إنتاج الفيلم. وقال عبد السلام أبو عسكر، منتج الفيلم، الذي ساعد على تنظيمه من خلال شركته سينيبال فيلمز “أوقفنا الإسرائيليون بمعداتنا لأربع ساعات عند نقطة تفتيش على الطريق من الشمال.”
**لماذا ستيريو
يوضح الفنان محمود أبو جازي: “ستيريو” هو لقب الشقيق الأكبر وأسمه الحقيقي ميلاد، وقد أخذ اللقب، كونه يعمل بتأجير ألأجهزة الصوتية ويقوم بالغناء بالأفراح أحيانا، لكنه يتوقف عن الغناء بعد التفجير الذي يسبب بفقدان السمع والنطق، ويأخذ بتذنيب نفسه بأنه هو السبب في ما حصل لشقيقه. والمفارقة أن الأخوين ينقلان الأجهزة الصوتية بسيارة إسعاف قديمة عملا على ترميمها، ما يثر الناس عندما يؤجرون الأجهزة لفرح أو عرس معين ويشاهدون سيارة الإسعاف تدخل الحفل!!
**تصوير وإنتاج ومشاركين!
تم تصوير الفيلم في مدينة رام الله والضواحي والمخيمات المحاذية وفي أحد المشاهد يتوغل “جنود مشاة إسرائيليون” في وضح النهار في مدينة رام الله بالضفة الغربية، ويرفعون علماً فوق نقطة تفتيش مؤقتة.. وفي تحد تحت شمس الصيف الحارقة، يهتف حشد يضم أطفالا ومحجبات وشبانا يرتدون الجينز في وجه الجنود الذين يرتدون الزي العسكري ويحملون البنادق. وتلوح في الأفق بوادر اشتباك.. هنا يرتفع صوت المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي معلناً انتهاء تصوير مشهد في فيلمه الروائي الطويل “فلسطين ستيريو”.
يضم الفيلم (65) مشهدا، ويشارك الفنان محمود أبو جازي في (63) مشهد منهم ويشاركه في الفيلم العديد من الممثلين الفلسطينيين المعروفين منهم: عرين عمري/ حسام أبو عيشة/ صلاح حنون/ أحمد أبو سلعوم/ محمود الشيخ/ وليد عبد السلام/ إيمان عون/ عاصم زعبي/ ميسا عبد الهادي/ خليفة ناطور/ إياد شيتي وإياد بحوث وغيرهم الكثيرون.
وضم الفيلم طواقم فنية من دول عديدة وهي: تونس/ إيطاليا/ فرنسا/ سوريا/ النرويج/ وفلسطين.. وتبلغ ميزانية الفيلم 1.5 مليون دولار، ومن المنتظر أن يصبح أحد أكثر الأفلام التي ينتجها فلسطينيون تكلفة، ويهدف إلى تخطي التقارير الإخبارية المبتذلة، واستخدام الفن في توضيح عقلية شعب يعيش تحت الاحتلال منذ 45 عاماً.
وقال مشهراوي الذي تربى في مخيم للاجئين في غزة “هذه هي قصة كل فلسطيني يحب هذه الأرض لكنه يتعرض لضغوط تجعله يفكر في تركها. وفي نفس الوقت فإن المشهد ليس كله حزينا .. فهناك أمل وقصة حب وأفكار بشأن المستقبل.”
**أبو جازي فنان مجتهد ومتفائل!
في رصيد الفنان محمود أبو جازي العديد من الأفلام السينمائية والبطولات.. وقد حصد عدة جوائز عن بعضها، ومؤخرا شارك في الفيلم السينمائي الروائي “عرباني” من تأليف وإخراج عدي عدوان، وهناك فيلم سينمائي دولي على الطريق لكن ما زال الحديث عنه مبكرا.. وأيضا ما زال أبو جازي يقدم للمسرح أدوار مميزة، واليوم يشار في المرجعات على مسرحية “كلهم أبنائي” من إخراج نسرين فاعور وإنتاج مسرح “الحنين” في الناصرة، بمشاركة كل من: لطف نويصر وحنان حلو وفاتن خوري.
ويقول أبو جازي: لدي شعور بأن هذا الفيلم سيكون نقطة مفصلية في حياتي الفنية، ولا أريد أن أستبق الأحداث، لكن ثقتي بالفنان المخرج رشيد مشهراوي وطاقمه المميز ولدت لدي هذا الشعور.