نبتة البقلة
تاريخ النشر: 11/12/14 | 6:35نبتة عشبية صغيرة تمتد على الأرض، وقد يصل طولها ممددة حتى حدود المتر تقريبا، تنمو على أصولها وريقات إسفنجية مثلثة الشكل تستعمل في تحضير السلطات المتنوعة، ويصنع منها فطائر لذيذة الطعم. موجودة في جميع مناطق بلادنا وخاصة المثلث والجليل . شكلها مميز، أزهارها صغيرة صفراء اللون، ومن ميزاتها أيضا وجود بذر صغير أسود اللون بين وريقاتها ينتثر تلقائيا عند قطف ونقل النبتة البالغة. قد تنمو البقلة تلقائيا أي بشكل بري في الأراضي المروية كما تزرع أيضا في الحدائق والبساتين.
البقلة لذيذة الطعم جدا تدخل في تركيب أنواع مختلفة من السلطات الطيبة والصحية، والأهم أنه علاوة على لذة طعمها لها فوائد كبيرة جدا. فهي مضافا إلى غناها بالألياف والفيتامينات، تحتوي على ثروة مهمة من الحوامض الدهنية غير المشبعة، النافعة والمفيدة بشكل خاص للوقاية من الإصابة بأمراض القلب والشرايين إذ نادرا ما يصاب من يستهلك كميات كبيرة من هذه الحوامض الدهنية النافعة بأمراض القلب والشرايين. وقد ذكرت البقلة في الكتب الطبية الحديثة بسبب فوائدها هذه، ومما ذكر أن سكان كريت، إحدى الجزر اليونانية، يستهلكون كميات كبيرة من البقلة ولأجل هذا فهم قلما يصابون بأمراض القلب والشرايين بل إنهم يعيشون بمنأى عن هذه الأمراض الخطيرة وذلك بسبب غنى هذه النبتة بالحوامض الدهنية غير المشبعة النافعة.
واللافت أن الاستفادة من هذه النبتة تقل يوما بعد يوم، وذلك مذ قلت الاستفادة من الخضرة النامية في الحدائق المنزلية فهي تستعمل حاليا كنبتة مكملة وليست أساسية تضاف إلى السلطات إن وجدت. وإن لم توجد فلا بأس. ولو عرف الناس حقيقة ما فيها من فوائد عظيمة لما عوملت هذه المعاملة بل لوصفت في مقدمة الأغذية الأساسية، ولما خلا منها منزل على الإطلاق.
مكونات البقلة:
إن أهم ما تحتوي عليه البقلة هو الحوامض الدهنية غير المشبعة التي تعتبر من الحوامض الأساسية النافعة وأهمها الحامض الزيتي (Oleic acid)، الحامض الكتاني أو اللينولئيك (Linoleic acid) وحامض ألفا الكتاني أو الألفالينولئيك (Alpha-linoleic acid). هذه الحوامض ضرورية لجسم الإنسان فلها دور أساس في حماية جدران الشرايين ومنع إصابتها بالتصلب العصيدي وبالتالي تضيقها وانسدادها، وذلك تبعا لما لها من أثر فعال في خفض نسبة الكوليسترول الضار (LDL) ورفع نسبة الكوليسترول النافع (HDL). أضف إلى ذلك أن هذه الحوامض الدهنية الأساسية لها آثار مضادة لتخثر الدم (Anticoagulative effect). فهي على غرار الأسبرين (Aspirin)، الدواء الذي يوصف بشكل دائم لكبار السن لمنع تجلط الدم، تحافظ على سيلان الدم بشكل طبيعي وتمنع حدوث الجلطات القلبية والدماغية. كما إن هذه الحوامض الدهنية تسهم بشكل فعال في الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء.
ويطلق على هذه الحوامض تسمية الأساسية لأن جسم الإنسان غير قادر على إنتاجها، من هنا يجب تأمينها عن طريق الغذاء وهي موجودة بشكل رئيسي في الزيوت النافعة كزيت دوار الشمس وزيت الزيتون والذرة والسمسم والصويا وغيرها.
ونجدها أيضا بنسبة كبيرة في نبتة البقلة الشهيرة ، وكذلك في ثمرة الأفوكادو وأنواع العنبيات الحمراء، كما توجد هذه الحوامض أيضا في لحوم الأسماك المدهنة كالسلمون والرنكة والسردين وغيرها.
والبقلة علاوة على غناها بهذه الحوامض الدهنية النافعة هي مصدر غني بالغلوتاثيون (Glutathione) المضاد للأكسدة، وكذلك بالألياف (Fibers) والفيتامينات والمعادن وبشكل خاص بالبوتاسيوم الذي له أيضا الدور الكبير في حماية القلب والشرايين.
البقلة والحوامض الدهنية النافعة للقلب
ليس غريبا أبدا أن يأتي ذكر البقلة في عدد من الكتب الطبية كدواء مهم وفعال لحماية القلب والشرايين ومنع الإصابة بأمراضهما الخطيرة والمميتة.
فالبقلة هي من المصادر الغنية بالحوامض الدهنية غير المشبعة التي تلعب دورا مهما في الوقاية من الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
البقلة و لتخفيض الكوليسترول المرتفع
إن تناول البقلة باستمرار هو بالتأكيد من أفضل وأنجح الطرق التي تساعد على تخفيض نسبة الكوليسترول الضار في الدم. فهذه النبتة علاوة على كونها خضرة، مع كل ما يعنيه ذلك من منافع الخضار وبمعنى أنها لا تحتوي على دهون مشبعة وضارة كاللحوم والألبان والأجبان، تحتوي على ثروة مهمة من الحوامض الدهنية الأساسية الموجودة عادة في الأسماك والزيوت النافعة كزيت الزيتون مثلا. هذه الأحماض الدهنية الأساسية (Essential Fatty acids) هي التي يعود لها الفضل في خفض مستوى الكوليسترول الضار ورفع نسبة الكوليسترول النافع (HDL).
البقلة و التنحيف وطرد الدهون المخزنة
كثير من الناس من يتبع حمية منحفة إلا أن عددا قليلا منهم من يصل إلى حدود الرضى بما توصل إليه من نتيجة لهذه الحمية الخاصة أو تلك وذلك على رغم كثرة الأنظمة المنحفة القديمة والحديثة، هذا مضافا إلى المشاكل الصحية الحقيقية الناتجة عن اتباع هذه الحميات مرارا وتكرارا من دون نتيجة ثابتة. فالمعروف أن خسارة الوزن إنما تنتج عن خسارة كمية محددة من الماء، لا من الدهن، والتي سريعا ما تعوض ويعود الوزن إلى حاله الأول. والبديل الأفضل هو باتباع نظام غذائي سليم وشامل وغني بالخضار والفواكه والحبوب بشكل عام، وبالإكثار من تناول البقلة بشكل خاص وذلك لما تحويه من حوامض دهنية أساسية، فهذه الأخيرة لها دور أكيد في المساعدة على التخلص من الدهون المخزنة في الأنسجة الشحمية.
كيف تساعد البقلة على التخلص من الدهون؟
لتفسير هذا الأمر يكفي القول أن كل خلايا الجسم لها طبقة دهنية تغلفها وتحميها من الأضرار المحتملة إضافة إلى أنها تسمح بدخول المواد الغذائية الضرورية وخروج الفضلات والسموم من خلالها، وأن هذه الطبقة الدهنية تتشكل من حوامض دهنية أساسية لا يمكن أن تصنع في الجسم بل يجب أن تؤخذ عن طريق الغذاء. فإذا لم تكن كمية الحوامض الدهنية هذه متوفرة بكميات كافية في الغذاء، عندها تصبح جدران هذه الخلايا أصلب، ما يمنع خروج الفضلات والذيفانات ومنها الدهون المخزنة فيصبح الدهن بالتالي أكثر كثافة ويصعب التخلص منه بمرور الوقت. من هنا، ينصح باستهلاك كميات كافية من الحوامض الدهنية الأساسية لتفعيل عملية التخلص من الدهون المخزنة في الجسم وبالتالي المحافظة على وزن مثالي وجسم رشيق. وتعتبر البقلة من المصادر الغنية بهذه الحوامض الدهنية الضرورية، بل هي تمتاز عن بقية الخضروات بهذا، وقد أتى ذكرها في الكتب الطبية كمصدر مهم لهذه الحوامض إلى جانب الأسماك الدسمة والبزورات كبزر الكتان واليقطين ودوار الشمس والسمسم والزيوت المعصورة على البارد من هذه البزور. إلا إن ما يميز البقلة حقا هو غناها بهذه الحوامض الدهنية الأساسية مع افتقارها إلى الدهون والوحدات الحرارية، وهذا ما يجعلها الطعام الأمثل لكل من يريد تخفيض وزنه بطريقة سليمة وصحية.
وقد يكون نقص هذه الحوامض الدهنية الأساسية هو ما يفسر فشل أكثر الأنظمة الغذائية المتبعة في الحفاظ على مستويات وزن مثالية، وبالتالي عودة الوزن إلى أكثر مما كان عليه قبل الشروع بهذه الأنظمة.
ازرعها في منزلك
بسبب فوائدها الكبيرة التي تميزها. هي أيضا نبتة جميلة جدا بأوراقها الإسفنجية المثلثة الشكل. ومن المفيد بالطبع زراعتها في المنزل، إن على شرفة المطبخ أو في وعاء خاص في داخل مطبخك، وهكذا يمكنك الاستفادة منها مباشرة وقتما تشاء وبأفضل النتائج.