اعتصام احتجاجي ضد جرف مقبرة قرية الشيخ مونس
تاريخ النشر: 02/08/12 | 6:29نظمت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” قبل ظهر الخميس 2/8/2012م اعتصامًا احتجاجيًّا ضد مواصلة جامعة تل ابيب جرف ونبش مقبرة قرية الشيخ مونس/قضاء يافا، وذلك قبالة مقبرة قرية الشيخ مونس- الملاصقة لجامعة تل ابيب من الناحية الجنوبية.
وشارك في الاعتصام عشرات من ابناء الحركة الاسلامية وقيادتها خاصة من منطقة المثلث الجنوبي، يتقدمهم الشيخ رائد صلاح-رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني-، المهندس زكي محمد اغبارية- رئيس”مؤسسة الاقصى”-، الاستاذ محمد فرحان- مسؤول الدائرة الطلابية في جمعية “اقرأ”-.
ورفعت خلال الاعتصام اللافتات باللغة العربية والعبرية والانجليزية، التي كتب عليها عبارات منددة بجرف ونبش مقبرة الشيخ مونس “جامعة متحضرة لا تبني على عظام الموتى ” و” أنقذوا قبورنا من انياب الهدم” ، كما وردد المشاركون بشكل جماعي شعارات مماثلة ” ” الشيخ مونس هوية .. وقف وحق وحرية” و” مقابرنا بتعاني من اعداء الانسان، هذا وكان الامن التابع للجامعة قد استنفر قواته بالقرب من الاعتصام، فيما تجمع عدد من قوات الشرطة بجانب موقع الاعتصام وهم يراقبون الاعتصام.
واختتم الاعتصام بكلمة للشيخ رائد صلاح قال فيها: ” نقف اليوم في موقع قرية الشيخ مونس المهجرة عام 1948، وكان في هذه القرية مقبرة تسمى مقبرة الشيخ مونس، تبلغ مساحتها 80 دونمًا، ثم قامت جامعة تل ابيب العبرية بجريمة تدمير هذه المقبرة على مراحل منذ سنوات، بنت عليها مباني للجامعة واقامت شوارع ومتنزهات، كل ذلك على حساب القبور، وعلى حساب حرمة الاموات، وادى ذلك الى تحطيم مئات القبور ونبش عظام الموتى، وتواصلت هذه الجريمة حتى الآن، حتى لم يبق في هذه الايام في هذا الموقع الذي أمامنا الاّ ست دونمات من هذه المقبرة، ومع ذلك جامعة تل ابيب تصرّ على جريمتها النكراء في حق الانسانية، ها هي في هذه اللحظات تبني على هذه الدونمات الست مساكن للطلبة ، وادى ذلك كما تؤكد “مؤسسة الاقصى” الى تدمير عشرات القبور والى نبش عظام موتانا ونثرها على وجه الارض، في مثل هذا الموقف نحن نعتبر ان هذه الجامعة قد فقدت مصداقيتها التعليمية ، ولم تعدّ تحمل رسالة تعليم، بل تحوّلت الى جزء من المؤسسة الاسرائيلية، تحوّلت الى ذراع تنفيذي للظلم الاسرائيلي، وللاضطهاد الاسرائيلي، ها هي في وضح النهار، وفي شهر رمضان الكريم، تفرض الاضطهاد الديني علينا، وتفرض الظلم على اوقافنا ومقدساتنا، من خلال اصرارها على ارتكاب هذه الجريمة”.
وأضاف الشيخ رائد صلاح: “فنحن رأينا من الواجب ان نرفع صرختنا، من هنا باسم كل اموات الشيخ مونس، وباسم كل احياء الشيخ مونس المشردين في كل الدنيا، نقول ايتها المؤسسة الاسرائيلية لتعلموا أن الاموات ان لم يجدوا من يدافع عنهم من الاحياء فان الله تعالى هو الذي سيدافع عنهم، فأبشروا بعذاب من الله ايها الظالمون في المؤسسة الاسرائيلية، أبشروا بدمار من الله تعالى لكم ولظلمكم ايها الظالمون في المؤسسة الاسرائيلية، اما انت يا جامعة تل ابيب، يا من اصبحت رخيصة في نظرنا يوم ان تحولت الى ذراع تنفيذي للمؤسسة اسرائيلية نقول لكم، كيف ستعلمون طلابكم عن حقوق الانسان، ألا تخجلون على أنفسكم، ألا تخجلون على اقلامكم، ألا تخجلون على قاعات محاضراتكم، وانتم تدّعون الحديث عن حقوق الانسان، وتدمرون حقوق الانسان وتعتدون على أموات في قبورهم، ولكن هذا لن ييأسنا، نحن اصحاب الحق، وانتم الباطل، وسينتصر حقنا على باطلكم” .
اما المهندس زكي اغبارية فقال:” جئنا اليوم الى هنا كرد فعل على تجاهل المؤسسة الاسرائيلية وعلى الأخص المحكمة العليا التي تمتنع حتى الان من استصدار أمر احترازي لوقف أعمال الحفر ونبش مقبرة الشيخ مونس، الامر الذي أعطى جامعة تل ابيب فرصة لاستمرارها باعمال الحفر والاعتداء على حرمة الاموات في مقبرة الشيخ مونس، جئنا هنا في وقفة احتجاجية ضد استمرار الاعتداء على ما تبقى من المقبرة، بعدما قامت جامعة تل ابيب وهي مؤسسة اكاديمية تعتبر نفسها محترمة بالاعتداء على المقبرة سابقا بشق الطرق ومواقف السيارات الحدائق العامة على ارض المقبرة ، ونؤكد هنا اننا سنواصل جهدنا ونشاطاتنا على المستوى الجماهيري والقضائي حتى نوقف هذه الجريمة بحق اموات المسلمين، ان شاء الله تعالى ” .
من جهته قال الاستاذ محمد فرحان :” كشفت جامعة تل ابيب عن وجهها الحقيقي الذي حاولت ان تخفيه دائما بإظهار وجه اكاديمي حضاري، وها هي تعاود انتهاك حرمة الاموات بعد أن اقامت مؤسستها الاكاديمية على انقاض قرية عربية مهجرة، علمًا ان الجامعات الاسرائيلية تضج حين يقرر العالم مقاطعتها وتتهمه بالعنصرية، ولكن تصرفات الجامعات والاكاديميا الاسرائيلية، تثبت يومًا بعد يوم أنها أبعد ما تكون عن القيم الأخلاقية الأكاديمية وحتى الإنسانية” ، وأضاف الاستاذ فرحات:” نحن كحركة طلابية سوف نستمر بخطواتنا الاحتجاجية بالتعاون مع كل المؤسسات في مجتمعنا العربي، حتى نردع جامعة تل ابيب عن الاستمرار في جريمتها النكراء”.
المحامي محمد سليمان – محامي “مؤسسة الاقصى”– ذكر ان جامعة تل ابيب ترفض حتى الآن وقف الحفريات واعمال البناء على ما تبقى من مقبرة الشيخ مونس، الامر الذي استدعى “مؤسسة الاقصى” االتوجه الى المحكمة العليا الاسرائيلية لاستصدار امر احترازي لوقف اعمال الحفر والبناء، لكن للأسف الشديد فان المحكمة العليا لم تستجب لطلبنا حتى الآن ، الامر الذي شجع جامعة تل ابيب على مواصلة العمل، بل كثفوا العمل ، حتى تقوم بطمس القبور وما تبقى من مقبرة الشيخ مونّس .
وقالت “مؤسسة الأقصى” انه في هذه الاثناء تواصل جامعة تل ابيب نبش وجرف عشرات القبور في مقبرة الشيخ مونس – المهجرة عام 1948م/ قضاء يافا – وذلك بهدف بناء شقق سكنية لطلاب الجامعة ، بالرغم من المطالبة الحثيثة من قبل “مؤسسة الاقصى” للجامعة بوقف انتهاك حرمة المقبرة، وكانت “مؤسسة الأقصى” قد كشفت بتاريخ 10/7/2012 بأن جامعة تل ابيب وبواسطة شركة “سوليل بونيه” تقوم بأعمال حفريات ضخمة، تترافق مع عملية جرف ونبش للقبور في مقبرة قرية الشيخ مونّس،حيث شوهد عدد من بقايا شواهد القبور، بالإضافة الى أجزاء من هياكل عظمية، خاصة عظام الصدر والجمجمة، كما وتنفذ في جوار الحفريات أعمال بناء واسعة، وهي جزء من المشروع المذكور، وتقدمت “مؤسسة الاقصى” قبل اسبوع بطلب للمحكمة العليا الاسرائيلية لاستصدار امر احترازي لوقف اعمال الحفر ونبش المقبرة، الا ان المحكمة أجلت البحث في الملف، الامر الذي يعطي الفرصة للجامعة بالاستمرار في نبش المقبرة، وبالفعل فقد تم في الايام الاخيرة الكشف عن عشرات القبور، والتي قد تتعرض لعلمية طمس وتدمير ان لم تتوقف الحفريات فورًا.
ويذكر هنا ان جامعة تل ابيب قد اعتدت على جزء آخر من مقبرة الشيخ مونس قبل سنوات وأقامت موقف للسيارات ،على أنقاض مقبرة الشيخ مونس، وها هي اليوم تواصل اعتداءاتها .
الله يعطيكم العافيةوكلنا معكم الله يوفقكم يا رب