مؤسسة الأقصى: ملاحقة واعتداءات الاحتلال على المصلين لن تكسر إرادة التواصل اليومي مع المسجد الأقصى
تاريخ النشر: 11/12/14 | 11:24محمود أبو عطا /”مؤسسة الأقصى”
حذّرت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” في بيان لها الخميس 11/12/2014 من “اللعبة الخبيثة” والمؤامرة المحبوكة بعناية من قبل الإعلام الاسرائيلي – المعروف بأنه مجنّد كذراع من أذرع الاحتلال الاسرائيلية – من محاولات متكررة ومتناسقة لتمرير وتسويق اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي المتصاعدة على المسجد الأقصى والمصلين فيه ، باعتبار المعتدين من قوات الاحتلال وأذرعه العسكرية والأمنية وكذلك المقتحمين من المستوطنين والجماعات اليهودية والقيادات السياسية والدينية اليهودية بأنهم “الضحية” ، الذين يبحثون فقط عن “حقوقهم الانسانية” التي يمنعون منها بواسطة المسلمين في المسجد الاقصى ، الذين “يقومون بمخالفات ومشاغبات تستحق التصدي لها” بعرف الاحتلال الاسرائيلي ، وطالبت المؤسسة من الجميع – خاصة المصلين ورواد الأقصى- الحذر والانتباه من التعاطي مع بعض الاعلاميين الاسرائيليين الذين يختلسون ويتسللون الى المسجد الاقصى او عند أبوابه وأزقة القدس وشوارع وحارات وأحياء القدس المحتلة ، ويستعملون أساليب خادعة عند التصوير وإجراء المقابلات بل واستعمال الارشيف والافلام المحمّلة على صفحات الفيسبوك وغيرها – .
وأكدت “مؤسسة الأقصى” أن الحقيقة الدامغة أن الاحتلال الاسرائيلي هو من يرتكب يومياً جرائم بحق المسلمين أصحاب الحق الأوحد في المسجد الأقصى ومنعهم من الوصول الى المسجد الأقصى للصلاة وممارسة شعائرهم التعبدية على أنواعها ، بل ويعتدي بوحشية على النساء والأطفال وكبار السن ، داخل المسجد الأقصى وحوله ، بل يمنع الكثير من الوصول الى المسجد الأقصى للصلاة ويصدر القرارات الجائرة بإبعادهم عن المسجد الأقصى، وبالتالي فهم الضحية الحقيقية للاحتلال وجرائمه التي يصعب عدها وحصرها من كثرتها، وفي هذا السياق دعت المؤسسة وسائل الاعلام الاسلامية والعربية والفلسطينية الى انتاج وإصدار الأفلام والتقارير التلفزيونية وغيرها التي توثق جرائم واعتداءات الاحتلال الاسرائيلي على المسجد الاقصى ومصليه ورواده وتعكس حقيقة الحدث والمشهد وتبعاته.
وقالت “مؤسسة الأقصى” في بيانها أنها رصدت في الفترة الأخيرة تعاطياً مكثفا من قبل إعلام الاحتلال الاسرائيلي بكل أشكاله ، خاصة المرئي منه، بإنتاج أفلام وتقارير وثائقية وقصصية درامية، في البرامج المركزية في عدة قنوات حول الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى ومدينة القدس على سبيل المثال برنامج ” مباط شني”- نظرة أخرى- مساء أمس الأربعاء ، على القناة الاولى الاسرائيلية، أو في برنامج القناة الثانية الاسرائيلية ” عوفداه- حقيقة” – التي تعده وتقدمه الصحفية الاسرائيلية “إيلانه ديان”- والذي يعتبر من البرامج القوية وذائعة الصيت إسرائيليا- حيث بثت حلقة يوم الاثنين 8/12/2014 عن حادثة إطلاق النار على الحاخام والناشط الليكودي “يهودا غليك” ،مقدمات وتبعات، أو كما يرغب البعض بتسميتها “محاولة إغتيال” ، وربطها بأحداث في المسجد الاقصى ، بالإضافة برامج سابقة أخرى على شاكلة تقرير ايهود حيمو عن مشروع “مصاطب العلم في المسجد الأقصى” مساء يوم جمعة 7/11/2014 – والذي تضمن جملة من التحريض وتزيف الحقائق عن المشروع خاصة وعن أحداث المسجد الاقصى بصورة عامة، واستعمل كمقدمة للتحريض من قبل “نتنياهو” على مشاريع نصرة الاقصى في جلسة الحكومة الاسرائيلية يوم الاحد الذي تلاه بتاريخ 9/11/2014 – .
ورجحت المؤسسة أن الاحتلال الاسرائيلي- وإن حاول التستر بلباس الموضوعية والتحذير من الإنفجار القادم غير المحمود يهدف من خلال هذه البرامج الى تحقيق عدة أهداف، من أهمّها تصوير المقتحمين للمسجد الاقصى على اختلاف أنواعهم ( المستوطنون، المنظمات والجماعات اليهودية ، الحاخامات اليهود، اعضاء الكنيست والوزراء ونواب الوزراء ، وغيرهم) وكأنهم طرف وشريك متساو في معادلة الصراع على المسجد الاقصى ، من جهة ، وأنهم مجرد اناس مسالمون يناضلون من أجل نيل ” حقوقهم الإنسانية الدينية المشروعة” ويمثلون طرف الضحية المُعْتَدَى عليها من قبل المسلمين من جهة أخرى ، كما أن الإعلام الإسرائيلي يحاول بناء مشهد نمطي ممنهج يجرّم المسلمين ويصفهم بأنهم “مثيرو شغب” في المسجد الأقصى، يجب لجمهم ومحاربتهم بكل الوسائل الممكنة في جعبة الاحتلال – وإن لم نجد في أغلب المشاهد التي بثت قساوة اعتداء وجرائم الاحتلال على المصلين في الاقصى وعند بواباته وفي عموم مدينة القدس، بل رأينا مجرد جندي “مهذب وأديب ومسكين” يقف يتفحص ويسأل بعض الأسئلة للوافدين من المسلمين الى الأقصى ، وأحياناً يسأل أسئلة أكثر “صرامة” للمستوطنين اليهود المقتحمين للأقصى من جهة باب المغاربة- ، وأضافت “مؤسسة الأقصى” بأن جملة التقارير والأفلام الوثائقية المذكورة لا تُخفي تخوف الاحتلال الاسرائيلي من غضبة إسلامية عربية فلسطينية بل تصفها بـ “الحرب الدينية الشاملة” من أجل المسجد الأقصى ، وبالتالي فإن الاحتلال الاسرائيلي يلعب بلعبة “الرجل الحكيم البالغ والحريص على مصلحة اسرائيل” ، الذي يريد أن يعيد حساباته ، ويرسم خطواته من جديد لتحقيق أهداف المشروع الصهيوني بخطوات وأدوات أخرى ، على ما يبدو.
وفي هذا السياق المتصل أكدت “مؤسسة الأقصى” أن الاحتلال الاسرائيلي يواصل عدوانه على المسجد الاقصى ، وإن كان بأدوات لا تحدث صوتاً ولا ضجيجاً – كأصوات القنابل الصوتية والمسيلة للدموع والهراوات وغيرها من وسائل القمع- ، وقد لا يُلتفت إليها ، وقد تخدع البعض ، وأحكدت المؤسسة ان الاحتلال الاسرائيلي يقوم يومياً بملاحقة والاعتداء على المصلين من الرجال والنساء والأطفال وكبار السن ، فيعتقل بعضهم داخل المسجد الأقصى بـ “تهم وهمية” – كالتكبير مثلا ، او السير بجانب المستوطنين المقتحمين ، أو الجلوس/ الوقوف في مواقع معينة في أنحاء المسجد الأقصى- بل تقوم بحملة تشبه ” الاصطياد” للمصلين ، عند دخولهم المسجد الاقصى أو الخروج منه ، وتخضع الكثير منهم الى تحقيقات في أقبية الاحتلال المختلفة ، ضمن حملة ترويع وتخويف – أثبتت فشلها تكراراً ومراراً- ، ثم تصدر القرارات العسكرية أو المحاكمات الاحتلالية الصورية بالإبعاد عن المسجد الاقصى لفترات تتراوح بين الأسبوعين والثلاثة أشهر وقد تصل الى نصف سنة أو أكثر قابلة للتمديد، بالتزامن مع اقتحامات وتدنيسات يومية او شبه يومية للمسجد الأقصى ، من قبل مستوطنين وأفراد الجماعات والمنظمات اليهودية ، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال ، وغيرها من الممارسات الاجرامية الاحتلالية بحق المصلين في المسجد الأقصى .
وأكدت المؤسسة أن الاحتلال الاسرائيلي ينفد حملة ممنهجة ضد المصلين في المسجد الاقصى ، ويحاول كسر إرادة التواجد اليومي الباكر والدائم فيه ، عبر هذه الوسائل القمعية التي لا تحدث صوتاً مجلجلاً ، لكنها في الحقيقة تُضاف الى جرائم الاحتلال الأخرى بحق الأقصى ورواده، كما أكدت المؤسسة بأنه على عكس ما خطط ويخطط له الاحتلال فإن مشهد التواجد اليومي في المسجد الأقصى يزداد يوماً بعد يوم ، عبر مشاريع تتمحور حول نصرة المسجد الاقصى وتكثيف شد الرحال اليه يوميا، فترى المسجد الاقصى عامراً بالمصلين الذين يتوزعون في كل أنحاء المسجد الاقصى ، يقرأون القرآن ، أو يتلقون درساً في التجويد ، او السيرة وحياة الصحابة الكرام ، وهم بذلك يعتبرون “رواد الأقصى” وأهل “مجالس العلم ” وهم بذلك يحملون رسالة الصمود في وجه الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، وانتصار إرادة التواجد اليومي الباكر والدائم في أولى القبلتين .