عُذرًا مِنْ ُهنا سَأبْدأ 2 "ألوان وموائد"
تاريخ النشر: 03/08/12 | 5:47قبيل انحدار الشمس لمغربها بساعة وارتماسها باليم الغارق لتعلن نهاية نهار اخر , تقيم سلاما لسبات السناء القادم للدجى. فالغسق غبطة الملايين فقد حان وقت الافطار وإتمام يوم اخر بالصوم.
قبل الوقت بساعة من الافطار يخرج اغلبية الناس لشراء حاجاتهم من مواد غذائية , لكونها طازجة وباردة وقضاء بعض الوقت من نهار طويل والصوم قد سلبه الظمأ .ادام الله الخالق الباري النعم .فما اكثر الالوان والأنواع للموائد .
نسير في ارصفة المدينة لنعلم ما تشتهي الانفس وما اجملها تزيح جوعا وظمأ طوال يوم كامل بالروائح الزكية المتاحة للأنف
وزخرف العين يجود بالألوان .الارصفة مليئة بالأكلات الشعبية الشهية فحمد لله على رزقه ولكن…………
يسير الوقت اكثر ليتقدم نحو الافطار أي بمغيب الشمس الحمراء الملتهبة يتهارع الناس لمنازلهم لأبقى اسير وحيدا في الشارع , اسير الهوينى بشارع اظن انه كان مكتظا بالبشر .. في ركن خلف مركبة شحن تظلل اثنان من مغتربين الحياة العاملين في البلدة من شقاء العمال يتقاسمان رغيف خبز وحبة تمر يتيمة وكاس ماء اظنه ساخن .. كلما تقدمت بالمسير اجد نفس المنظر رجل كادح مغترب ينام ينتظر المغيب …اعان الله الخلق وأمدهم بعون ورحمة.
لو انتقلنا يا سادة الى المناظر بالإفطار ولو مررت بالشوارع الفقيرة بالبشر الا من رحم ربي وسمعت قوقعة الملاعق وروائح الاكل تنحدر من كل زاوية بأنواعها الشتى …لو اخذنا نموذج من احد البيوت لكان المشهد كالأتي :-
المائدة كأنها لوحة فنية ذات لون بهيج تسر الناظر فما بال الطعم يجود بلونه ولكل ركن اغنية وما اجمل الألوان , حساء ولحوم , وسلطات , ومخلل ومياه غازية وعصائر , و.. وو.. ووو… وووو…. طعام يبهج فؤاد الملك وأمعاءه .ونقطة الانطلاق تكون بسماع الاذان , ثم الاكل بهناء فما اكثر ألوجبات ,, حمد لله ولكن ………
عند الانتهاء يبقى الكثير من الاكل وللطعام تنوع والنفس واحدة. نصفه ذهب سبيل الامعاء والنصف الاخر في حاوية النفايات وقليلا مما ذكر يخزن لوجبة سريعة ليلية للسهرة ممتعة . السبب سيأتي غدا يوم جديد واكل افضل .
لم الكبرياء على نعمة بلا تفكير لتصبح من بعدها نقمة ؟؟؟
الم نر ذلك الكادح الذي التحف ارياقه من عطش ؟؟؟
الم تمتلئ الحاويات في كل ليلة بالأكل والطعام ولليلة تتلوها كمثلها ؟؟؟
هيا بنا ننعم ونأكل ونفرح ولكن بالعقل وليس بفكر الامعاء الخاوية فلا ننسى ان هنالك اناس ينعمون بالشقاء وقلة الغذاء عنوانهم لذلك صمنا عن اكل ومشرب ,, الصوم عبادة يوم بليله ونهاره وليس مجرد نهار عابر ,, فلا بذخ ولا تبذير ولا فسق ,, ولا كفر بنعم الله. التريث في الطبخات العدة , وما المانع ان نطبخ ليوم اخر , وما المانع ان نتصدق به للفقراء ,, وما المانع ان نطبخ بالقليل ونجدد ليوم اخر. العقل اتجاه المسير فالتريث زينة عن بذخ وتبذير فلا ننسى الفقراء والمساكين وأصحاب الدخل المحدود ونعيش بواحات الايمان والله ولي التوفيق.
ما اجمل هذه الجمله يا عمار.لنأكل ونفرح بالعقل..ابدعت يا عمار… تحياتي