غزه: محطات انتظار رفع الحصار؟!

عدنا وعادوا ومن ثم عدنا ننتظر محطة الانتظار القادمه والغيث القادم مع سحابة عابره لم تهطل مطرا ولم تسقي زرعا ولم تطفي عطش وادي ظمئ منذ زمن لقطرة ماء، عدنا ياسيداتي سادتي بقدرة قادر الى محطة الانتظار الاولى والمربع الاول لننتظر نتائج الانتخابات الاسرائيليه كما انتظرنا من قبل نتائج الانتخابات الرئاسيه الامريكيه ومن ثم الانتخابات الاسرائيليه وهكذا دواليك قضينا عقود من الزمن ننتظر الوَّهم القادم ونودع الوهم السابق ولم يحدث ويتغيَّر شئ يذكر ولم يتبقى لنا سوى اسماء وعناوين عريضه لا تسمن ولا تغني من جوع فلا سلام صنعنا ولا ارض حَّررنا ولا حصار رفعنا، والحصار في بلادنا انواع واشكال فهو حيطان واسوار ومعابر مغلقه وشوارع التفافيه واخرى عنكبوتيه وهو جوع وفقر وعوز ودمار وهو في الوقت نفسه فقر وعجز وعوز وطني وسياسي يصبغ مسلكية ما يسمى بالقيادات الفلسطينيه ولا ننكر او نتنَّكر لحقيقة بان الزوار الذين عرَّجوا على غزه كثر وعلى راسهم بان كيمون امين عام الامم المتحده لكن من الواضح ان الكلام شئ والفعل شئ اخر وهاهي غزة هاشم تنتظر منذ اكثر من ثلاثة اشهر منذ توقف العدوان رفع الحصار وبداية الاعمار والامور تسير بخطى سلحفاء والاعمار يسير على نغمات قطرات القطاره.. حياه وإعمار بالقطاره…هذه حقيقة واقع قطاع غزه المُر والمرير!!
عقود من الزمن والشعب الفلسطيني بشكل عام يقف في محطات الانتظار وطنا ومهجرا فلا القرارات الامميه والدوليه دخلت حيز التنفيذ ولا الانجازات الوطنيه الفلسطينيه حققت ما يصبو له الشعب الفلسطيني والمؤسف ان الحال الفلسطيني يسير من انحدار الى انحدار منذ سلَّط الغرب ومعه عرب الرده والاحتلال الاسرائيلي سيف اوسلو وجماعة اوسلو على رقاب الشعب الفلسطيني المحاصر بالاستيطان والاحتلال وبسلطه لا وطنيه فاسده وعاجزه لايمكنها فعل اي شئ سوى تلقي راتب منتسبيها من امريكا والغرب في نهاية الشهر والان وفي هذا الاوان وبعد ان هدرت ” اوسلو” كامل حقوق الشعب الفلسطيني بدأنا نلحظ لعبة اعتراف البرلمانات الاوروبيه رمزيا بدوله فلسطينيه كارتونيه لاوجود ولا حدود لها في حين يموت فيه قطاع غزه جوعا ويغرق في الدمار والظلام منذ عدة اعوام وليست منذ ثلاثة اشهر حين توقف العدوان الاسرائيلي الاخير من جهه وفي حين يزحف فيه الاستيطان والتهويد الصهيوني بوتيرة متسارعه نحو كل ماهو فلسطيني في فلسطين المحتله من جهه ثانيه وبالتالي ثبت بالدليل القاطع منذ عام 1948 ان كل ما يسمى بالقرارات الامميه وما سمي بالمفاوضات ماهو الا كذب وإحتيال محلي وعالمي محض هدفه كسب المزيد من الزمن لصالح الاستيطان الاسرائيلي وسياسة فرض الواقع بقوة السلاح والاستيطان والتهويد اللتي تنتهجها الدولة الاستيطانيه الاسرائيليه…الحصار في غزه يسير على نفس المنوال وهو الزعم بقرب رفعه وفي الوقت نفسه تمديده الى ما لانهايه خدمة للإستراتيجبه الصهيونيه التي تسعى الى خنق وتركيع قطاع غزه لابل تدمير غزه وإبقاءها على هذا الحال في اعقاب العدوان الصهيوني الاخير على غزه..!!
منذ عام 1993 وقبل هذا التاريخ ايضا بدأت لعبة انتظار نتائج الانتخابات الامريكيه والاسرائيليه تدخل حيز القضيه الفلسطينيه بشكل سلبي واللعبه ببساطه ترتكز على انتظار انتخاب هذا الرئيس الامريكي او ذاك او انتخاب رئيس وزراء اسرائيلي او اخر ومن ثم لايحصل شئ كحال كلينتون وبوش والان اوباما ومن ثم تأتي فترة الانتخابات حتى انتخاب الرئيس الامريكي القادم او رئيس الوزراء الاسرائيلي القادم ومن ثم التلاعب على فروقات وَّهميه في المواقف بين الحزب الجمهوري والديموقراطي في امريكا والامر نفسه على الفروقات المزعومه في المواقف والبرامج السياسيه بين الاحزاب الاسرائيليه الى حد قام فيه عرب وفلسطيني الرده بالترويج بان اوباما افضل من سابقه بوش و حزب المعراخ الاسرائيلي افضل من الليكود والنتيجه ان كل هؤلاء مجتمعين قاموا بتكسير عظام الشعب الفلسطيني وتدمير بيوته وقتل اطفاله..السلاح امريكي والمنفذ اسرائيلي..منذ عصر ريغان وبوش وكلينتون وبوش الابن ومن ثم اوباما ومن رافقهم في حقبات حكمهم من حلفاءهم الاسرائيليين من مناحيم بيغن الى بيرس ورابين وشارون وباراك واولمرت ونتانياهو.. المحصله ان الشعب الفلسطيني ينتظر من دمار الى دمار ومن عدوان الى اخر في ظل انتظار نتائج الانتخابات الاسرائيليه والامريكيه ولاحظوا معنا ان كل هذه الاسماء الامريكيه والاسرائيليه التي ذكرت اعلاه شاركت في هذا العدوان او ذاك على الشعب الفلسطيني والشعوب العربيه ككل!!
انتظار يطارد انتظار..جاء كلينتون وذهب ومن ثم بوش وذهب وهاهو اوباما في طريقة الى نهاية مشواره ولم يحرك ساكنا ما يتعلق بالقضيه الفلسطينيه سوى لعبة المفاوضات التافهه والامر نفسه ينطبق على الكيان الاسرائيلي.. جاء باراك وذهب ومن ثم شارون واولمرت ومن ثم نتانياهو والقادم هو نفس الفصيل ونفس الايديولوجيه الصهيونيه والان وفي هذه الاوان وعلى نفس المنوال ستوقف المفاوضات حول رفع الحصار عن غزه حتى اجراء الانتخابات الاسرائيليه بعد عدة اشهر ومن ثم الانتظار حتى تتشكل حكومه اسرائيليه وإعطاءها مهلة مئة يوم لتبدأ العمل وهكذا ستمُر اشهر وايام طويله وما زالت غزه تحت الحصار ومن ثم حرب ودمار وحصار جديد في ظل وجود حكومه اسرائيليه جديده واداره امريكيه ثابته في مناصرتها للكيان…منذ توقيع اوسلو عام 1993 والفلسطينيون في محطة انتظار الرئيس القادم والحرب القادمه وفي هذه الاثناء تجَرى عمليات تكحيل الامور وزركشتها عبر مفاوضات سلام وهميه وتافهه والنتيجه يعيشها اليوم الفلسطيني المحاصر في وطنه ولقمة عيشه وحتى بيته الذي يهدَّم على راسه؟!!
محطات الانتظار الفلسطيني كثيره لكن الكثير من بينها وَّهميه كوحدة الفصائل الفلسطينيه او كحكومة توافق بين غزه ورام الله او الاعترافات بدولة الكارتون الفلسطينيه او انتظار حق عودة اللاجئين او انتظار تطبيق قرارات هيئة الامم او محاكمة مجرمي الحرب او انتظار وقف الاستيطان والتهويد الصهيوني او انتظار حتى اذن وتصريح باللصلاه في مسجد الاقصى..او.. او الى مالا نهايه من محطات الانتظار دون جدوى واي فائده والعكس هو الصحيح وهو ان الجدوى والفائده يحصدها الاحتلال الاسرائيلي عبر تنفيذ مخططاته الاستيطانيه والعدوانيه..!!
ابقوا معنا.. بعد حين ستنتهي محطة هيصة الانتخابات الاسرائيليه ومن بعدها مباشره ستبدأ حملة الانتخابات الرئاسيه الامريكيه وستستمعون في الاخبار العربيه والفلسطينيه لضرورة انتظار نتائج الانتخابات الامريكيه والرئيس الامريكي القادم الذي سيلقي خطاب في القاهره او اي عاصمه عربيه كما فعل اوباما عام 2009 ومن ثم لايفعل شئ يذكر بالنسبه للقضيه الفلسطينيه مدى ثمانية اعوام “حقبتي رئاسه” وما فعله هو ما فعله سابقيه وهو تزويد الكيان الاسرائيلي باحدث الطائرات وبأعتى انواع الاسلحه حتى يدمر غزه وجنين من قبلها و تثبيت احتلال فلسطين طبعا تحت سمفونية محاربة “الارهاب” الخ من تبريرات الدوله “الراعيه” للسلام…راعية تمويل حروبات الكيان على الشعب الفلسطيني والشعوب العربيه.. لاننسى طبعا مفارقة حصول باراك اوباما على جائزة نوبل للسلام مقدما دون صناعته..اوباما صنع حروبات ولم يصنع سلام ولم يستحي على ذقنه حتى اليوم ويعيد جائزة نوبل ويعتذر عن قبولها لانه ببساطه لم يصنع سلام حتى يستحق جائزة نوبل..اخلاق رئيس محتال لم يصنع سلاما واحدا في العالم ولم يغلق حتى معتقل غوانتنامو كما وعد ولا يتحدث عن الموت الجماعي والدمار الحاصل قي قطاع غزه ناهيك عن حروباته في العالمين العربي والاسلامي؟!
ابونوبل وابن عمه ابو”سكسوكه” سوداء رغم طعنه في السن وابن خاله ابو قلنصوه والجنرال الانقلابي وابوكرتونه الفلسطيني وكامل الثله يصمتون على دمار وحصار قطاع غزه منذ خطاب اوباما في القاهره ومرورا بحروبات الكيان على غزه وحتى يومنا هذا الذين يهيأوون فيه الراي العام الفلسطيني والعربي لضرورة انتظار نتائج الانتخابات الاسرائيليه ومن بعدها الامريكيه لطرح امكانية رفع الحصار بشروط اسرائيلية.. امكانية رفع الحصار وليست رفعه دون قيد او شرط؟ بمعنى ان قطاع غزه المحاصر والمدمر سيبقى هكذا الى حين انتهاء الانتخابات الاسرائيليه ومن بعدها الامريكيه وبعدها لكل حادث حديث؟؟
الحصار والدمار الحاصل يحصد روح ونفسية وانسانية الغزيين يوميا واليوم وبعد مرور اكثر من مئة يوم على انتهاء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه ما زال الحصار يزداد حصارا والاعمار بعيد المنال والمعابر ما زالت مغلقه و60 الف وحده سكنيه ومصانع ومباني ومدارس دُمرت كليا وجزئيا تنتظر الإعمار وعشرات الاف من السكان الغزيين ما زالوا في العراء ويعيشون بين الانقاظ في ظروف مأساويه وصعبه وليس من الصدفه ان تصرح الاونروا بضرورة توفير مبلغ 414 مليون دولار لدعم اللاجئين في فلسطين وتقول الاونروا قي بيان لها بتاريخ 9.12.014 “…لقد عمل الصراع الذي جرى في هذا العام” العدوان الاسرائيلي” على تدمير اقتصاد غزة الذي تم العمل أصلا على إضعافه جراء سنوات من الحصار. وحتى مع القليل من الفرص المتاحة لسبل المعيشة، فإن انعدام الأمن الغذائي قد ازداد عمقا وأصبح يمثل الآن الكم الأكبر من برنامج الأونروا للطوارئ. ولذلك، فإن برنامج الأونروا للطوارئ في غزة يسعى لتوفير الغذاء الأساسي لأكثر من 800،000 لاجئ يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وتزويد 245،000 طالب بوجبة غذائية صغيرة في كل يوم دراسي”…ليس هذا فقط.. 90% من سكان قطاع غزه يعانون من الفقر و65% يعانون من البطالة، فيما انخفض معدل دخل الفرد اليومي إلى 1 دولار، وقرابة مليون مواطن يعتمدون على المساعدات وبالتالي ما هو جاري في قطاع غزه هو جريمة اباده جماعيه بطيئه وبشعه تجري على مرأى من انظمة عرب الرده وعالم فقد كل مقوماته الانسانيه الى حد الصمت على هذا الكم الهائل من الجرائم الصهيونيه بحق الشعب الفلسطيني في غزه..!!
غزه التي تنتظر منذ امد رفع الحصار وفتح المعابر لم تعد تحتمل الانتظار في محطات انتظار اخرى سوى الكفن لدفن الاحياء الاموات الذين يعيشون بين الانقاظ والمقابر في ظروف انسانيه مزريه ومأساويه في ظل صمت الامتين العربيه والاسلاميه على هذه الجريمه الجاريه لابل ايضا في ظل مشاركة الانظمه العربيه في الحصار المفروض على غزه…محطات الانتظار القسري والقهري يجب ان تنتهي وعلى كل عربي وفلسطيني ومسلم يملك ذرة كرامة وشهامة انسانيه ان يساهم في رفع الحصار عن غزه ولا مجال لعودة معادلة انتظار نتائج الانتخابات الاسرائيليه والامريكيه لانها معادله ظالمه ومجرمه وقاتله وفاشيه تقتل اطفال ونساء وشباب وشيب قطاع غزة ناهيك عن ان ما يسمى بحكومة الوفاق الفلسطينيه عاجزه عن تقديم العون اللازم لقطاع غزه…أغيثوا غزه دون انتظار لعبة الانتظار لان عظام اطفال غزه الهشه لم تعد تحتمل الانتظار..غزه تناديكم وتستغيث بكم..فلبوا النداء اليوم قبل غدا..!!

د.شكري الهزَّيل