"رحماك….يا وطن الحزن والألم …"
تاريخ النشر: 07/08/12 | 7:47“رحماك….يا وطن الحزن والألم …”
“لوحه سريالية “اكتئابية ” لفلسطين والوطن العربي تحاكي ضياع الاوطان والدم العربي النازف”
*****
رحماك …
رحماك يا وطني..
رحماك يا وطني..العصيف…
يا وطني اللطيف الطاهر العفيف
رحماك ايها الكريم النظيف العزيز الشريف
رحماك …رحماك من عذابات الزمن الكفيف الصليف..
زمن التسليف والتكليف والتصنيف
زمن التزييف والمكياج السخيف…….
ما بنا عهد بك ..
ان صرت وطن العذاب والآلام والموت المخيف….
******
ياااااااااا وطني الجريح…
لما تختصر الزمن والحدود
بين نَزيفٍ ونَزيفْ
لما تقصر السبيل الفسيح
وتختصر الحِكايات
بينَ الصواريخ والرغيفْ
*****
ياااااااا وطني ..
وطن القوافي والفيافي والواحات..
لما اختزلتني لأمسي ..
امام جلالك ..ضعيفا هزيلا نحيف..
ولما غمرتني بعشقك.. فشددت على عنقي
لحد السقوط بك عشقا
كورق تينة في عز الخَريفْ
*****
يااااااا وطني…
وطن النجوم والنوتات والفلسفات
الى اعماق عروقك ..
يجري السم من الشاشات الكبيرة
والإذاعات الصغيرة والحقيرة
فهناك لا اصوات ولا نغمات
على القنوات المثيرة
إلا لحاملات الجند والقذائف والرشاشات…
ولا خبر خير في فضائياتنا
الا تقارير الوكالات الخنزيرة..
او مسلسل تركي مكسيكي دبلجوه ليعمي البصيرة
او مُسَلسلٍ رمضانيٍّ داكن وسخيف
وخاصرة لراقصه وثيرة
تنثرنا علينا المسابقات…والكليبات المنيرة
يحسبوها لنا وعلينا “انها مفيدة ومثيره”
*************
ياااااااااااا وطني ..
وطن الاحزان والبرتقال الجميل
بين حائط اسمنتي في سوق الخليل
وحلم يزقزق لعصافير الجليل
هُناك كفن وأرمَلةٌ ورضيعٌ نحيل
وبقايا معلبات كرم وكاله الغوث الرغيدة
وهُناك خرائطُ حُدودِ وصور جوية لدولة جَديدة
يسموها مناطق أي بي سي..
قبض مهندسيها من السي آي أي والببسسيِ
وهُناك روايات مخترعة عن الفتوحات…
سجلوها في أَسِرّةِ فنادق الجواري الجميلات
لان هُناك.. ضباطُ ومُخابَراتٍ…
تحمل المجسات والكاميرات
تصورهم كما ولدوا ..
بين اكوام المومسات والدولارات..
******
يااااا وطني ..
وطن ينام على وساده من قهر وغدر..
فما تبقي لنا بين النهر والبحر..
سوى هم ونحن.. في دوامة الكر
على سيفي وعلى كفي وجبيني ..
وشم لختم الرب في أرضه تناديني..
ما صدفة انها بلغة الضاد تقرأ
“أنا فلسطيني ”
ليصير الوشم سر القدر
والحظ …ان يناجيني
****
يااااا وطني…
وطن الجراح والاغتيال المباح…
جرحك النازف يفيض وجعا وصديد..
فهل لديك بعد سبعه عقود من جديد؟؟
سوى سجون ومدرعات..
وجدران كهرباء وحديد
ووعيد ينهال على رؤسنا من بعده وعيد..
وانأ اظل وحيدا اتبارك من ظلك..
كما انت آنذاك في حربك ..كنت وحيد…!!!
****
ياااااا وطني ..
وطن الانتظار والاعتصار والهلاك..
بينَ حيطان ” المعتقل ” ذاك
في الشباك.. وحائطي الفيسبوكْي هنا
وَطنٌ نازف ينام بصمت كالملاك
على الحكايات واللايكات
وصُور لناصر وجيفارا ودرويش
وبوعزيزي وإخبار التحشيش ..
ومقولات غاندي و لوحات دالي …
وصحون الفطور.. والدجاج المقمر والدوالي…
تبلل أيْديولوجيات ” حقوق الانسان” الممسوخات….
وحرب الحضارات والثقافات والشركات والجوالات..
والشبكات..والمخدرات والمغامرات والمستعمرات والثورات والمؤامرات والأمارات والخلافات والسلفيات والقاعدات والقائمات والفتوحات.ووو وووو وووو
يااااااااااااااا وطني…
يا وطن الموشحات والأغنيات الحزينة…
وطن الخيانات والانقلابات أللعينة
يااااااا وطن معاوية وأبي جعفر والرشيد…
انهم يصادرون منا فكرنا السديد…
ويغتالون فينا قلبنا الرشيد…
ان تقاربنا مزقونا …
ان تآزرنا فرفونا
ان تكافلنا يقابلونا بتهديد …
وان غضبنا يأسرونا بالحديد…
وإن ثرنا يمزقون بالرصاص صدورنا
ويضربونا بقضيب كالعبيد …
إذا ؟؟كيف يأتي لوطني الفرح والعيد ؟؟
وكيف يكون الوطن حرا والشعب سعيد ؟؟
يا معاوية…قم من ضريحك وأبصر…..
شاشات تلفازنا وحواسيبنا
اصبحت بالدم حَمراءَ
وسمائنا ما عادت صافية وزرقاء
ولا زنوبيا تذكرنا..او نذكرها
ولا تطل علينا خنساء او عنقاء
ولا فرسان عندنا ولا مغاوير
بل ابطال خمر وسكر..
يشخرون في القوارير
هم وحيد لهم في الحياة ..
فعل حبة زرقاء (او صفراء ) في السرير
والقصيدةُ .يا معاوية …ُ صارت حافية ..
لا صوت لها ولا نغم ولا قافية
إذ تعب “وحي الشعر ” من السقوط ..
في هاوية من هاوية .
******
رحماك….
رحماك ..يا وطن عشقناه حتى الثمالة …
ضاع….عبثا…
لا يلاقيننا ..لا نلاقيه
الا في قصيدة او مقالة
جد لنا فيك ركن او زاوية …
نخبيء بها حماساتنا العاتية..
وجد لنا فيك ركن او زاوية أخرى …
نعتق بها أحلامنا العالية
ومن ترابك وعشبك
افرش لنا ركنا رطبا بمائك..
فيه نخلل آمالنا الخاوية…
*****