تحليل لقصيدة رواء بستاني "فُؤادي صَرْعُ بَيْدَرٍ"
تاريخ النشر: 09/08/12 | 13:00فُؤادي صَرْعُ بَيْدَرٍ
جَنَّ لَيْلُ مِهْذارٍ حينَ أَقبَلَ يَدُقُّ سائِلًا بابَ عَشْتار
فَأَزْدَفَ حالهُ يَنوحُ بِصَمْتٍ حَتَّى يُسْمَعُ أَنينَ مِهيار.
…
سَيِّقَةُ حَنادِس ٍرَجَفاتُ قَيْسٍ رَهَزَتْ قَرَعاتِ فؤادٍ كَرَّار
فَأَصابَ قَنا عَنْتَرَةَ جُنونَ رواء حينَ ضُمَّتْ لِعَرْوِ هُيامٍ مُرمار
رواء بستاني
***
تعليق الدكتور سامي إدريس
في هذه القصيدة زخمٌ وإقحامٌ لكثير من الصور، وزجٌّ لأسماء شعراء عظماء كانت لهم بصمات محفورة في تاريخ أدبنا ويمكن القول أن الروابط بينهم منطقية حيث كل منهم كان له قصة حب، وأنهم عاشوا نفس الفترة تقريباً.لكن توظيف الشاعرة لهذه التداعيات والتناصات جاء فيه من الغرابة ما فيه حيث أنها أقحمت عشتار الآلهة مع هؤلاء الشعراء العرب.
العنوان فيه تجديد رائع ، كلمة مههذار لها دلالة عالية في البلاغة.. وأنين مهيار الديلمي قمة الروعة صاحب المناديل السوداء( قل للمليحةِ بالخمار الأسودِ ** ماذا فعلت بناسكٍ متعبدِ ) وفي السطر الثالث يُسمع صوت قيس بن الملوح، وفي السطر الرابع نصل الى عنترة بن شداد. ولم أفهم كيف أصاب قنا عنترة جنوان رواء (الشاعرة) حين ضُمت لعرْو هُيام مُرمار.. يبدو عذباً جميلاً أيتها الشاعرة ذات الروح الجميلة المعطاءة ولكنني لم أفهمه وأنا (الناقد الكبير) فكيف يفهمه القارئ العادي.
أم أنك تكتبين للخاصة دون العامة وتقولين قولة ابي تمام : لمَ لا تفهمون ما يُقالُ!! إنني أعود فأنصحك بعدم الإسفاف في استعمال الألفاظ الغريبة أو التي تبتدعينها وليس لها وجود في قاموس الضاد مثل: أزدفَ، رهزت، حنادس، .. لأنك تمتلكين طاقة شعرية خارقة جامحة تريد أن تقول من باطن الباطن ما يبدو غير مفهوم للقارئ العادي.