مسلسل الفاروق عمر

طالما أدهشنا الكاتب الكبير ابن طولكرم الدكتور وليد سيف بكتابة المسلسلاته التاريخية ، فكيف لا فهو من أشهر مؤلفي الدراما وشاعر وكاتب دراما تليفزيونية ومؤلف مسرحي عريق .فطريق حبك الإحداث مترابطة وتشد المشاهد عنوة وتجعله مدمن على مسلسلاته بداية من مسلسل «الزير سالم»، و«ربيع قرطبة»، و«ملوك الطوائف»، حتى «التغريبة الفلسطينية»، وبالرغم امتلاكه أرشيفا ضخما من الأعمال الجيدة والمعقدة، فإنه يعتبر مسلسله التاريخي الاخير «عمر»أصعب عمل فنى شارك فى صناعته، فالمسلسل -حسب تصريحاته لـ« لصحيفة الوطن»- يضم شخصيات عظيمة ومهمة، فقد استغرق البحث والكتابة 600 يوم تقريبا، ويقول وليد سيف “كنت خلال هذه المدة أشبه برجل مشغول بإعداد رسالة دكتوراه، لا أتوقف عن ولا أبالغ إذا قلت إن هذا المسلسل هو أصعب عمل قدمته فى حياتى، لأن مساحة السرد الدرامى محدودة جدا بالنظر إلى أهمية الشخصيات التى تزامنت مع مسلسل عمر بن الخطاب “. ويبدو ان المدة الزمنية في التدقيق التي اتخذت في السرد الدرامي، جعلت المخرج يفشل في اختيار الممثلين التي بانت احجامهم صغيرة في تقمص شخصيات تاريخية ومحورية في الدين الإسلامي الحنيف وكان كفيلا في جعلهم اقزاما في حضرة ادوار للخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين. وحتى على غرار المسلسلات التركية المدبلجة استعمل ألمخرج السوري حاتم علي، صوت الفنان الاردني اسعد خليفة لشخصية عمر التي قام بادائها الفنان السوري الناشئ سامر اسماعيل، الذي بدى ضعيفا في اداء الشخصية وبدا مرتبكا في احداث المسلسل وحول كصور متحركة غير متقنة ،فكان صوت “اسعد خليفه “اسرع من حركة شفاه الممثل حاتم اسماعيل ،فبدى للمشاهدغير متحمسا وغير مقنع ، وبدى نقص واضح على االتجربة وذالك من الارتباك لواضح عل ملامح وجهه ..! حتى بتنا نلاحظ ان شخصية عمر ، غير واضحة , وانها لم تتغير حتى بعد اسلامه ، وفيها بعض الشدة والحزم وكان فذا في كل قرارته وحركاته غير “موزونة” وما نعرفه نحن ان عمرا بعد اسلامه ، سريع الدمع ورقيق الفؤاد

لكن ولكن هذا المسلسل رغم بعض المئاخذ عليه ، سنرى انه سوف يتعب كل المسلسلات التاريخية من بعده

ويكون كفيلا في حماية الشخصيات الإسلامية المعروفة، من الإساءة والتدنيس ،فقد فاق إنتاجه 180 مليون جنيه ومثل اكثر من 600 ممثل ومنهم الفنان السوري العالمي غسان مسعود ومع كل ما ذكرت من جهد وانفاق في الاخراج والانتاج والسرد التاريخي وما عرفنا فيه عن عدل عمر بن الخطاب ،لكن للاسف فانه لو خرج في زماننا الفاروق عمر ، لشكك بعض ما في عدله وايمانة ….!