شادن وباقة الورد
تاريخ النشر: 04/02/14 | 10:01تعيش الظبية ” حنون” وابنها الصّغير” شادن” في مغارة تقع على تلّة وسط الطبيعة الجميلة والسّاحرة في كلّ الفصول، وخاصّة في مثل هذا الفصل من السّنة ؛ فصل الرّبيع، حيث الاعشاب الخضراء والأزهار المُلوّنة والطّيور المُغرّدة. وكانت الظّبية تخرج صباحًا الى الحقول البعيدة لتفتّش عن الطّعام، في حين يبقى شادن في المغارة. وعندما تعود في ساعات العصر كانت تلعب هي وصغيرها على العشب الأخضر أمامَ المغارة ، فتارة تداعبه وأخرى تركض أمامه وثالثة تتدحرج معه على الأعشاب والأزهار.
كانت الأم “حنون” توصي ابنها في كلِّ صباح الا يخرج من المغارة والا يفتح بابَها لأيّ طارق.
وكان شادن يطيع أمّه، ولا يخرج من المغارة . بل إنّه كثيرًا ما أخبرَ أمَّه أنَّه سمع طرقًا على الباب ولم يفتح .
في أحد الأيَّام عادت الظّبية “حنون” الى المغارة مبكرًا على غير عادتها؛ عادت قلقةً بعد أن أخبرتها جارتها الأرنبة بأنّها رأت من بعيد أنّ الثعلب ” ثعلوب” يطاردُ صغيرَها شادن بين الصّخور والأعشاب .
عادت “حنون” مسرعةً وقلبُها يخفق خوفًا.
وكم كانت فرحتها كبيرة حين رأت أنّ باب المغارة مُقفل وصغيرها شادن جالسٌ في المغارة يلعب بِدَبْدوبِهِ الذي اشترته له قبل أيّام.
ضمّت الظبية صغيرها إلى صدرها بحرارة وقبّلته، ثمّ ما لبثت أن تذكَّرت مخالفته لأوامرها وخروجه من المغارة بدون إذنها، فعبست وصاحت بغضب : لماذا خالفت أوامري أيّها الصَّغير وخرجت من المغارة ؟ لا.. لا..لقدْ أغضبْتَني……
لماذا خرجت وعرّضت نفسك للخطر … قلْ لي ؟.
فتلعثم شادن وقال : كنت…كنت..
فقالت الأمّ غاضبةً : سمعتُكَ ولكّني لمْ أوافقكَ التّصرّف!.
ذهب “شادن” الى فراشه وهو حزين يبكي ونام وهو يتنهَّد، في حين قامت الظبية حنون بالبدء بتنظيف المغارة وترتيبها، وإذا بها ترى على الطَّاولة وأمام المرآة باقة من البرقوق وعصا الرّاعي والزّنابق ، مُزنّرة بشريط جميل مكتوب عليه:
كلّ عام وأنت بخير يا حبيبتي..يا أمّي الغالية
ابنك المُحبّ شادن…فطفرت الدُّموع من عينيها وهي تقول : اذن اليوم عيد الأم ، وشادن حبيبي يعرف ذلك ولقد غامر بنفسه من أجل أن يقطف لي باقة من الورد الجميل ..آه ما أروعك يا صغيري !!.
ولم تتمالك”حنون” نفسها فهجمت على صغيرها وهو يغطّ في النَّوم وراحت تعانقه بحرارة وتضمّه الى صدرها..وهي تقول : وأنت بخير يا حبيبي..وأنت بألف خير.سامحني لقد ظلمتك..لكنْ لا تخاطرْ مرّة أخرى!!!