لماذا أحب الصحابة رسول الله هذا الحب العظيم
تاريخ النشر: 05/01/15 | 9:03كان رسول الله أجمل الناس، وأنظف الناس، وأصدق الناس، وأرأف الناس، كان قلبه مليئا بالحب، والرحمة، والحنان، والانشراح، والمرح والطمأنينة. ولهذا أحبه كل من حوله حبا جماً، وشمل حبه الإنسان والحيوان والشجر والجماد أيضاً.
أحبه الإنسان مطلق الإنسان سواء من آمن به أو من لم يؤمن، صرح من آمن برسول الله ؟ في مواقف كثيرة عن حبه الكبير لرسول الله وشغفه به وشوقه إليه وعدم الصبر على الابتعاد عنه ومفارقته، وكذلك بان بالقول والفعل من المشركين حبهم لرسول الله في مواقف عدة.
– فنرى حب رسول الله ؟ واحترامه وتوقيره يغلب على أبي سفيان حال شركه قبيل فتح مكة، حينما أتى به العباس رضي الله عنه لرسول الله ؟ قال له : وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ قَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا أَحْلَمَكَ وَأَكْرَمَكَ وَأَوْصَلَكَ، أَمَّا هَذِهِ فَإِنَّ فِي النَّفْسِ حَتَّى الْآنَ مِنْهَا شَيْئًا.
– ونرى أبا لهب عم رسول الله والذي أصر على معاداته حتى آخر يوم في حياته، يغلبه حب رسول الله ؟ والشفقة عليه وعلى مرضعته ثويبة، وكانت أمة عنده، آمنت ثويبة برسول الله رضيعها وظلت بمكة لرقها، وكان رسول الله يرسل إليها بكسوة وحلة ويكرمها، فلما رآى أبو لهب ذلك أعتق ثويبة محبة في رسول الله.
قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ قَالَ لَهُ : مَاذَا لَقِيتَ ؟ قَالَ أَبُو لَهَبٍ: لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ غَيْرَ أَنِّى سُقِيتُ فِى هَذِهِ بِعَتَاقَتِى ثُوَيْبَةَ.
ويقول الإمام السهيلي صاحب “الروض الأنف” : وَفِي غَيْرِ الْبُخَارِيِّ أَنَّ الذِي رَآهُ مِنْ أَهْلِهِ هُوَ أَخُوهُ الْعَبَّاسُ قَالَ : مَكَثْت حَوْلًا بَعْدَ مَوْتِ أَبِي لَهَبٍ لَا أَرَاهُ فِي نَوْمٍ ثُمَّ رَأَيْته فِي شَرِّ حَالٍ، فَقَالَ : مَا لَقِيت بَعْدَكُمْ رَاحَةً إلَّا أَنَّ الْعَذَابَ يُخَفَّفُ عَنِّي كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ. وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَكَانَتْ ثُوَيْبَةُ قَدْ بَشَّرَتْهُ بِمَوْلِدِهِ، قَالَتْ لَهُ : أَشَعَرْتَ أَنَّ آمِنَةَ وَلَدَتْ غُلَامًا لِأَخِيكَ عَبْدِ اللهِ ؟ فَقَالَ لَهَا : اذْهَبِي، فَأَنْتِ حُرَّةٌ. فَنَفَعَهُ ذَلِكَ.