المهدُ العربيّ بأحضان الناصرة العربيّة!
تاريخ النشر: 14/08/12 | 16:52استضافت الجمعيّة الخيريّة الأرثوذكسيّة في الناصرة بتاريخ 8-4-2012 د. سميح غنادري بمؤلّفه الجديد “المهد العربيّ”، وسط حضور من رجال الدين والمثقفين، وقد افتتح اللقاء السيّد فؤاد فرح رئيس الجمعيّة الخيريّة الأرثوذكسيّة بكلمة ترحيبيّة بالحضور، باسمه وباسم الجمعيّة الخيريّة الأرثوذكسيّة التي نظّمت هذه الأمسية الثقافيّة، وتحدّث بنبذة قصيرة عن الجمعيّة ومشاريعها ونشاطاتها وما تقدّمه، على أن تلقى الجمعيّة الدعم الدائم من قِبل أبناء الطائفة ومؤسّساتها، حتى تواصل خدماتها على أكمل وجه.
ثمّ تابع عريف اللقاء د. نجيب رزق قائلا: نستضيف الليلة سميح غنادري لإلقاء محاضرة عن كتابه “المهد العربيّ”، وعن تاريخ ودوْر المسيحيّة المشرقيّة العربيّة والعلاقة المتبادلة مع الإسلام. لقد صدر هذا الكتاب خلال سنتيْن ونصف فقط، وبأربع طبعات متتالية، ونشرت عنه المجلات والصحف والمواقع الإلكترونيّة العربيّة في العالم العربيّ وفي العالم الغربيّ عشرات المقالات والتعليقات النقديّة، وأجمع النقاد أنّ الكتاب أغنى المكتبة العربية عمومًا والمكتبة المسيحيّة خصوصًا، باستعراضه لتاريخ ودوْر المسيحية العربيّة في الشرق على مدى ألفَيْ عام، وببحثه للعلاقة مع الإسلام، وقد أجمع على هذا رجال الدين والعلمانيّون والنقاد الأكاديميّون من مسيحيّين ومسلمين.
هذا دليل على موضوعيّة ومصداقيّة الكتاب وكاتبه، وعلى صراحته في بحث قضايا حسّاسة دون تعصّب أعمى، وإنّما بشجاعة علميّة تعتمد على الحقائق، ويتعذّر حتى على المتعصّبين مهاجمتها، والطعن بما جاء في الكتاب من كمّ هائل من المعلومات.
نحن نعتزّ بهذا الإنجاز الثقافيّ لابن مدينتنا الناصرة ولابن طائفتنا المسيحيّة الأرثوذكسيّة، وندعو الجميع وخصوصًا الأجيال الشابّة والصاعدة إلى قراءة هذا الكتاب، للتعرّف على تاريخهم القوميّ والدينيّ والاجتماعيّ، فلغة الكتاب سهلة وسلسة، تجمع بين حقائق تاريخيّة موثقة وبين تحليل موضوعيّ مُشوّق، من خلال العرض والحوار المدعوم بأمثلة مبسّطة، والتي تؤكّد أصالة وأصلانيّة المسيحيّة المشرقيّة العربيّة، وعدم كوْنها نبتة غريبة في المنطقة، فالعرب من أوائل مَن اعتنقها في البلاد السوريّة والجزيرة العربيّة وما بين النهريْن وسيناء ومصر.
كما يُبرز الكتاب موقف الإسلام من المسيحيّة بالاعتماد على النصّ القرآنيّ وشتى الاجتهادات الفقهيّة، وممارسات الحكّام، وامتازت الحياة المشتركة في الشرق بين المسلمين والمسيحيّين بالتسامح والتعاون معًا لبناء حضارة شرقهم العربيّ، الذي لم يعرف لوثة الطائفيّة عبر تاريخه الماضويّ، إذ إنّ أرض العروبة مهد للمسيحيّة، والمسيحيّة عاشت في ظل الإسلام العربيّ بدون حروب طائفيّة على مدى قرون، منذ القرن السابع الميلاديّ وحتى اليوم.
لقد اختارت الجمعيّة الخيريّة الأرثوذكسيّة في الناصرة، ومن باب حرصها على الوحدة الوطنيّة لشعبنا على اختلاف دياناته وطوائفه، أن تبدأ نشاطها الثقافيّ والتثقيفيّ بعقد ندوة عن هذا الكتاب، إذ يعرف الجميع أنّ هنالك قُوى هنا وفي العالم العربيّ، تحاول أن تُسعِّرَ الخلافات والاختلافات الدينيّة، وأن تتنكّر لأصالة ودوْر العرب المسيحيّين، وبهذا هي تعتدي على كلّ الأديان وعلى الوحدة والتعاون والتفاهم والتسامح بين أتباعها، فالأديان بريئة من المتعصّبين المُتاجرين بها.
وجاء في محاضرة د. سميح غنادري: هذه هي الندوة الخمسون في الناصرة عن الكتاب “المهد العربيّ”، وقد صدرت أربع طبعات من الكتاب خلال سنتيْن ونصف، وهذا أمر غير مسبوق لا في البلاد ولا في العالم العربيّ! لماذا؟
لقد عملتُ على الكتاب على مدى 3 سنوات لساعات طويلة يوميًّا، ولكن لا أعيد نجاح الكتاب لي ولجهدي الشخصي، وإنّما يعود نجاح الكتاب في المكتبة العربيّة، إلى القلق غير المسبوق لدى العرب المسحيّين في الشرق على الوضع القائم، بمعنى؛ محاولة غربة وتغريب المسيحيّين عن الشرق وعن العروبة، وعن انتمائِهم العروبيّ، وكأنّ المسيحيّة جسم دخيل على العرب، ومن ثمّ محاولة تطييف الدين، بمعنى الطائفيّ، وتحويل الدين لصرعات طائفيّة. هذا القلق الموجود هنا وفي العالم العربيّ هو السبب الأساسيّ في نجاح الكتاب ، الذي حاول تقديم الأجوبة من خلال سرد تجربة تاريخنا المشترك.
عنوان الكتاب “المهد العربيّ”، فالمهد هو الإشارة للمسيحيّة، والعربيّ أي المسيحيّة في كلّ العروبة، المسيحيّة المشرقيّة والمسيحية العربيّة.
على غلاف الكتاب لوحة، ومَن هو مُطّلعٌ على الفنون سيلتقطها بسرعة، فاللوحة أرابيسك؛ أي الفنّ العربيّ الإسلاميّ مرسومة بالموزايكا الفسيفساء، والفسيفساء هي الفنّ المسيحيّ البيزنطيّ، فالأرابيسك والفسيفساء وتداخلهما مع بعضهما هو شرقنا، شرقٌ مسيحيّ مسلم، ومهدُ المسيحيّة ومهدُ كلّ الأديان، ولا يمكن التعامل مع المسيحيّة كخارج عن ثقافة الشرق، وخارج دوْرها في هذا الشرق، وشرقنا “مسليحي”.
هذا هو المنطلق الأساسيّ، ولهذا نستطيع القول بأنّ الرسالة تُقرأ من عنوانها، ويمكن أيضًا أن يُقرأ الكتاب من عنوانه ومن غلافه.
هذه هي الفكرة الأساسيّة التي أقلقتني، وكي تثبتها، يمكن أن تكتبها بمقالة أو بموضوع إنشائيّ، ويمكن أن تصرف ثلاث سنوات، ومن مصادرَ عربيّةٍ تراثيّة قديمة، تجمع مثل النملة حبّة حبّة، فقضيّة المعلومات المؤثرة والتورّط في هذه المصادر وبهذه البحوث صعبة، فالأغاني للأصفهاني 16-18 مجلد، ومن خلال التقليب والتنقيب تصل إلى معلومة تقول: كان هذا الشاعر مسيحيًّا، وعاش في الجزيرة العربيّة، و… هكذا في سائر كتب التاريخ.
أردتُ أن آتي بالمصادر الأساسيّة الأولى، حتى لا يستطيع أحد أن ينفيها أو يفنّدها، وما يُفرحني وقليلا يزعجني، أنّه لغاية الآن لم تصدر مقالة نقديّة تطعن بالكتاب، ولم يستطع حتى أصحاب التيّارات الأصوليّة المتعصّبة أن يطعنوا بحقيقةٍ معيّنة موجودة في الكتاب، فكلّ ما صدر كانت مقالات تقريض نقديّ إيجابيّ.
هذه المقدّمة التي قلتها، هي عمليًّا جوهر الكتاب، وإذا دخلنا في صلب الموضوع فأقول بجملةٍ واحدة: إنّ للسيّد المسيح وللمسيحيّة جغرافيا وتاريخ، فحسنًا نفعل، إن نغرسْ هذه الجملة في رؤوسنا ونُذوّتها في دواخلنا ونستوعبها ونُذوّبها في دمائنا، فجغرافيّة وتاريخ المسيح هي بلاد الشرق والبلاد السوريّة وفلسطين، البشارة كانت في مدينة الناصرة، وسار على الماء وبشّر في بحيرة طبريّة، وتجلّى في جبل طابور، وصُلِب ودُفن وقام في القدس، والتقى بتلاميذه في الجليل.
ليست المسيحيّة نبتة غريبة عن الشرق، إذ إنّ الشرق هو مهدها ووطنها وتاريخها، والمسيحيّون العرب في الشرق اليوم هم أحفاد المسيحيّين العرب الأوائل، فمنذ القرون الثلاثة الأولى للمسيحيّة، كان في بلاد الشرق ثلاثة مراكز أساسيّة للمسيحيّة، تشكّل عواصم للمسيحيّة قبل أن تصبح أثينا أو القسطنطينية عواصم للمسيحيّة، منها: نجران في اليمن، الحيرة في العراق، والجابية في الجولان. هذه المدن العربيّة المسيحيّة الأولى في هذه المنطقة، وفي اليمن صارت مملكة مسيحيّة، المملكة الحميريّة من آل الأحمر، وحتى يومنا هذا هناك آل الأحمر في اليمن، ونجران في العراق فيما بعد بنَوا الدولة النجرانيّة، أو المتعارف عليه دولة المناذرة، ومن منطقة الأنباط في جنوب الأردن حتى دمشق شمالاً ومرورًا بفلسطين قامت دولة الغساسنة، وقبلها دولة الانباط، وبعد الغساسنة دولة تدَمُر.
قد يسأل سائل: هل الأنباط عرب؟ نعم؛ فالنسخة الأولى للقرآن كُتبت بالخطّ العربيّ النبطيّ، وهو أقدم الخطوط العربيّة.
وهل المسيحيّون العرب الأوائل كانوا بغالبيّتهم من القبائل المدنيّة، بمعنى أنّها عاشت في مراكز ومدن أساسيّة ومتطوّرة، وأقامت دولاً باصطلاح اليوم، وباصطلاح تلك الفترة كانت تسمّى إماراتٍ وممالك، مثل المناذرة والغساسنة والحميريّة وتدْمُر والأنباط وغيرها.
ومن ناحية دينيّة، فمرقس أسقف أورشليم عام 134م كان عربيًّا، فليس العرب المسيحيّون مِن مُخلّفات اليونان، وحين كانت المناطق العربيّة المسيحيّة في الإمبراطوريّة اليونانيّة تسيطر على الشرق وبعدها الرومانيّة، كانت تسمّي هذه المناطق أرابيا، وإمبراطوريّة الفرس كانت تسمّيها عرابايا أو طايايا، نسبة إلى قبيلة طيء.
والبطريرك صفرونيوس الذي سلّم مفتاح القدس للخليفة عمر بن الخطاب، أيضًا كان عربيًّا من دمشق، والمسيحيّة سُمّيت بالمسيحيّة لأوّل مرة في أنطاكيا السوريّة، وحين لوحق المسيحيّون مِن قِبل الامبراطوريّة الرومانيّة في منطقة الشرق في القدس وقيسارية وكلّ منطقة الشرق، هربوا إلى دمشق سوريا، ومن هناك انتقل التبشير للعالم ووصل روما وأثينا وكل أوروبّا، والانطلاق كان من أنطاكية السوريّة، والبابا الأوّل لروما كان سوريًّا.
ما أودّ قوله، أن المسيحيّة ليست نبتة مستوردة من الغرب، إنّما نبتة شرقيّة نحن من صدّرناها للغرب، وحتى سنة 324م كانت الفترة تسمّى عصر الشهادة والاستشهاد والاضطهاد لمسيحيّة الشرق، وذبحُهم وقتلُهم وتعذيبُهم تمّ على أيدي الغرب، وهنا أردّ على أمريْن:
إنّنا مسيحيّي الشرق لم نستورد المسيحيّة من الغرب، والأمر الثاني، إننا نحن المسيحيّون العرب في الشرق أصليّون، ولسنا بقايا الفرنجة والحروب الصليبيّة، فالامبراطوريّة كانت حينها وثنيّة، ويُقال إنّ أوّل امبراطور تنصّر في العالم هو قسطنطين عام 324م، ولكن الحقيقة أنّ أوّل ملك تنصّر في الشرق هو الملك الحارث عام 200م في العراق!
وأوّل امبراطور رومانيّ عربيّ تنصّر هو فيليبوس؛ وهو فيليب العربيّ لكنّه تنصّر سرًّا، والكتاب مليء بشواهد وقصص كهذه يمكنك الاعتماد عليها، فهناك شخص يدعى القديس دوجوموس، عاش في الجزيرة العربيّة على حدود شمال فلسطين، فكيف وصل دوجوموس إلى شمال الجزيرة العربيّة، ولم يفتح الجزيرة العربيّة لا اليونان ولا الرومان، إنّما فتحوا البلاد السوريّة، وبقيت الجزيرة العربيّة منقطعة عن الحضارة الهيلينيّة؟
وإذا بكَ تصل في الكتب التاريخيّة إلى إحدى الجمل التي تقول: وكان ضجعم من بلد التنّوخيّين من آل سليخ، الذين عُرفوا بقبيلة الضجاعمة، ويقول عنه المؤرخ ابن الكلبيّ هشام بن محمد في كتابه “نسب معد واليمن الكبير”، كره ضجعم الدماء والقتل والدنيا، وترك الحُكم وتعبّد في نصرانيّته، ومن ثمّ سامت الكنيسة ضجعم التنّوخيّ قدّيسًا وسمّته دوجوموس، أي يَوْنَنت (من يونان) اسمه، وكان القدّيس الأوّل في الجزيرة العربيّة!
هذا أحد الأمثلة التي يمتلئ بها الكتاب، وسمعان العامودي راع سوريّ عربيّ في الأصل، والقديس هيلاريون في غزة 291-391، الذي اهتدت بمواعظه قبائل برمّتها من العرب!
مشكلة التسمية للقدّيسين وتغيير التسمية وتحريفها خبّأت هذا التاريخ العربيّ المسيحيّ في منطقتنا، وكذلك قزماس ودميانوس الزاهدان بالفضة، فهما قزما ودميان الصيدليّان الطبيبان العربيّان، اللذان تنصّرا وعالجا الناس من غير أجرة، فسُمّيا الزاهدان بالفضة، وحين طلب منهما الحاكم تحضير دواء سامّ، رفضا وقالا: ديننا ينهانا عن ذلك، وفيما بعد استشهدا. وبالمناسبة، حين بدأ علم الصيدلة تمّ الاحتفال بيوم الصيادلة والأطبّاء، واختير تاريخ استشهاد الصيدليّين قزماس ودميانوس يوم الاحتفال بيوم الصيادلة!
فهل نكون نحن المسيحيّون نبتة غريبة على هذا الشرق، وضيوفٌ على هذا الشرق؟
الحارث كان ملكًا في المملكة الحميريّة، وكانت مملكة مسيحيّة، وحين تمّ الانقلاب على حُكمه بواسطة ذو النوّاسي الذي تغلّب على الحارث، طلب منه ومن سيّدة القبيلة رَهَم أن يتراجعا عن مسيحيّتهما، ويضمن لهما الحياة و300 مسيحيّ مسؤول آخر، لكنّهم رفضوا التراجع، فجرى حرقهم جميعًا في أخدود، وكتب الحارث وصيّته المحفوظة في الفاتيكان، بأنّه يترك كلّ أمواله وميراثه للكنيسة، فحفر ذو النوّاسي أخدودًا كبيرًا، وضع الحارث ورَهَم و300 مسيحيّ مسؤول في الأخدود وتمّ حرقهم أحياء!
وجاء في القرآن الكريم في “سورة البروج” التي تؤكّد هذه الحقيقة: السَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)..
أمّا القدّيس يوحنّا الدمشقيّ فهو منصور بن سرجون من دمشق عام 676م، الذي كان والده يعمل وزيرًا للماليّة في بلاط الخلافة الأمويّة، وكان جدّه يعمل رئيسًا لديوان الجباية في بلاط الخلافة الأمويّة، وكذلك يوحنا الدمشقي شغل هذه الوظيفة قبل أن يتنسّك في دير مارسابا في ضواحي القدس، وقد تميّز بمؤلّفاته اللاهوتيّة الفلسفيّة العديدة، والتي يُدافع فيها عن العقيدة المسيحيّة.
وعن عيد الشعانين فيدعى بالعربيّة “عيد السباسب”، أي سعف النخيل، ومن يقرأ الشعر القديم يجد أبياتًا من الشعر تتغزّل بصبايا يحملن السباسب، والذي ذكره النابغة الذبياني حين قال: رقاق النعال طيب حجزاتهم/ يحيون بالريحان يوم السباسب.
القربان كان يدعى شبر، والكنيسة كانت تدعى البيعة، أي المكان الذي يُبايَع فيه الله، والشاعر العربيّ المسيحيّ الزبرقان بن بدر عندما التقى بالرسول في دفاعه عن المسيحيّين قال في الفخر بقبيلة بني تميم، والبيت الأوّل هو المكتوب على كلّ منبر من منابر بني تميم:
نحن الكرامُ فلا حيٌّ يُعادلنا/ منّا الملوك وفينا تُنصبُ البِيَعُ
المناذرة والغساسنة كانوا عربًا مسيحيّين وهذا معروف، وهناك أيضًا 42 قبيلة وعشيرة وأفخاذ لها عربيّة مسيحيّة أخرى في الجزيرة العربيّة وفي بلاد الشام، أذكر من هذه القبائل والبطون:
بهراء، سليخ، كلب، تنوخ (مناذرة) جذام، الغساسنة، طي، كندة، قضاعة، سهيل، تغلب، لخم، بنو كتانة، بنو مذره، آل الحارث، بنو عذرة، تميم، ربيعة، بكر، عنزة، شيبان، ذهل، عبد القيس، النمر، غطفان، اسد، خزارة، حنيفة، جفنة، نباقة، ضيعة، زيد، وائل، الحُمَيْر (الأحمر)، وأخرى.
وفي فلسطين والأردن: الحدادين، الفرهود (الفراهدة)، الجوابرة، خاتم (الخواتمة)، جريس (جرايسة)، القعاورة (قعوار) وغيرها.
وكانت هناك كنائس وأديرة تنتشر بشكل كثير في تلك المنطقة، وخلفاءُ المسلمين في دمشق كانوا يصطافون في أديرة المسيحيّين، وكانت عاصمة الخلافة الأمويّة دمشق، وقد انتهت الخلافة الأمويّة وأتت الخلافة العبّاسيّة، وغالبيّة سكّان سوريا بما فيها العاصمة دمشق بقَوْا مسيحيّين.
النقطة الأخرى التي تطرّقت لها في الجزء الثاني من الكتاب، هي علاقة المسيحيّة بالإسلام وموقف الإسلام من المسيحيّين الشرقيّين، بهدف ترسيخ العلاقة بين المسيحيّة والإسلام في الشرق، لأنّ ما نسمعه اليوم وبالأمس فيه الكثير من الافتراء والتطاول والكذب والتضليل والتفسير غير الصحيح.
وللمعلوميّة، يرِد ذِكر المسيحيّة في القرآن بـ 23 سورة من أصل 114 سورة، ومن ناحية الآيات يَرِدُ ذِكر المسيحيّة في 200 آية من أصل 6243 آية، ويَردُ ذِكر الإنجيل في القرآن 13 مرة، ويَردُ ذِكر عيسى 11 مرة، ويَرد ذكر العذراء مريم 34 مرة، مثلا: “وأتيناه (الإنجيل) فيه هدى ونور. المائدة 46.
وإذا أردنا التحدّث عن الحضارة العربيّة عمومًا، فقد أظهر لنا الأخطل المسيحيّ الذي وُلد في حدود عام 640م، ما أظهر من تسامح الأمويّين، الذين كانوا عربًا مسلمين، فجاء في الأصفهانيّ: كان عبد الملك متساهلاً مع الأخطل، وكان الأخطل يدخل المجلس والخمرة ترشح من ذقنه وصليبه الذهبيّ يتدلّى على صدره، ومع أنّ عبد الملك كان دومًا يُلحّ عليه ليُشهِر إسلامه، إلاّ أنّه لم يضغط عليه، فرُويَ عن عبد الملك أنّه سأل الأخطل: “لِمَ لا تُسلم يا أخطل؟ فقال: إنْ أنتَ حلّلتَ عليَّ الخمر ووضعتَ عنّي صوم رمضان أسلمتُ”. فقال عبد الملك: “إنْ أنتَ أسلمتَ ثمّ قصّرتَ في شيء من الإسلام ضربتُ الذي فيه عنقك”، فأجابه الأخطل بشعر يقول فيه: ولست بصائمٍ رمضانَ يومًا/ ولستُ بآكلِ لحم الأضاحي/ ولستُ بقائمٍ كالعبدِ يدعو/ قبيْلَ الصبح حيّ الفلاح/ ولكنّي سأشـربُها شمولاً/ وأسجد عند منبلج الصباح. وقد جاراه عبد الملك في مزاجه ولم يقتله.
أمّا من ناحية الأدب، فعلوم الكلام، والفن، وعلوم البناء وهندسة البناء، وفي مجالات مختلف العلوم وخصوصًا بمجالات الترجمة للفلسفة وللعلوم اليونانيّة القديمة والفارسيّة، فقد كان للعرب النصارى دوْرٌ رائد وكبير في ظلّ الخلافة الإسلاميّة فاق عدد نسبتِهم من السكّان، وقمّة الحضارة وصلت في حُكم الخليفة العبّاسي المأمون، وكان رئيس دار الحكمة الشهيرة في بغداد نصرانيّا، حنين بن إسحق.
ألخّص القسم الأوّل من محاضرتي بالقول، إنّ المسيحيّة ليست نبتة غريبة في هذا الشرق، وإنّما هي نبتة أصيلة وأصلانيّة ومن صُلب عروبته. المسيحيّون العرب ليسوا ضيوفًا ولا أتباعًا لأحد في هذا الشرق بل جزءًا أصيلاً وأصلانيًّا من أهله العرب، وليسوا بغرباء وبأتباع يعيشون ضيوفًا في حماية أو ذمّة أحد.
كانت مساحة الخلافة في فترات مختلفة بين 10-12 مليون كم مربع، وعبرت ثلاث قارّات: آسيا وإفريقيا وأجزاء من أوروبّا، وجمعت بين المحيط الهنديّ والأطلسيّ، وقام عليها 700 خليفة خلال 1400 سنة، وفي هذه المساحات الشاسعة كانت مقاطعات وحروبات مع بيزنطية ولها خلفيّاتها، ولا يمكن التنكّر لوجود ظلم وعنف، ولكن ليس في المراحل والفترات وبشكل مبالغ فيه، فهل كلّ خليفة ظلم هو يعكس الإسلام؟ أسوأ فترة في التاريخ ضدّ العلم وضدّ الحضارة هي القرون الوسطى، فالإكليروس والقياصرة وكلّهم مسيحيّون، بلغ ببعضهم وببعض الكهنة أن منعوا حتى طباعة وتوزيع الإنجيل، إلاّ بعضَ آيات منه، لأنّ تعاليم الإنجيل تتعارض وسياساتهم، وإذا كان ظلم وقع زمن الخليفة نُعيده للإسلام كدين – وهذا خطأ- يجوز عندها نسب جرائم القرون الوسطى إلى المسيحيّة كدين.
وأنهي اللقاء ببرقيّات سريعة حول دوْر المسيحيّين العرب في الشرق، فقد قام العرب المسيحيّون في الجزيرة العربيّة بدوْرهم قبل الإسلام، ونشروا التوحيد والإيمان بالله في الجزيرة العربيّة والبلاد العربيّة، ولهم الفضل في ذلك، والقبائل اليهوديّة في الجزيرة العربيّة هي في الأصل قبائل عربيّة تهوّدت، وليس هناك شعب اسمه شعبًا يهوديًّا، ولمَن يحاول التطاول على المسيحيّة، فإنّ المسيحيّة قد حمت الإسلام، إذ تقبّلت فكرة محمّد عن التوحيد ولم تحاربه، بل حمته وحمت جماعته.
والنقطة الأخرى، أنّه كانت هناك عهودات بين الرسول والقبائل العرب، وما من مرّة واحدة خالفت القبائل العربيّة المسيحيّة العهودات، مع أنّ بعض القبائل اليهوديّة خالفتها وتسبّبت في التحارب!
ونقطة أخرى، أثناء الفتوحات العربيّة في البلاد السوريّة وفي مصر، وقفت القبائل المسيحيّة إلى جانب الفتوحات الإسلاميّة ضدّ بيزنطية المسيحيّة، كي تتخلّص من حكم وظلم بيزنطية، بدافع انتمائهم لعروبتهم.
الأقباط في مصر هم أهل مصر الأصليّون، كانوا يُدعَوْن باليونانية قبطوس، فأهل مصر القدماء عرفوا الدين، مسيحيّون أرثوذكسيّون، فكيف يقولون لهم اليوم: “ضيوفنا الأقباط”؟ وكيف يكون أهل مصر القدماء الأقباط ضيوفًا، والإسلام دخل عليهم فاتحًا مع عمرو بن العاص عام 625، وقد استقبل الأقباط الفتوحات الإسلاميّة بالترحاب؟
أمّا عن الحملات الأوروبيّة الصليبيّة (الفرنجة) بمَن فيها بيزنطية والرومان، فكانت جريمة غربيّة لاتينيّة ضدّ المسلمين في الشرق أوّلاً، وبنفس الوقت كانت بقعة سوداء في تاريخ الكنيسة اللاتينيّة، لأنّها أدّت إلى تشويه حقيقة المسيحيّة، بل أدّت بجرائمها إلى تعميق الخلاف بشكل كبير بين الكنيسة الشرقيّة والكنيسة الغربيّة وبين المسيحيّة عمومًا.
الهدف الأساسيّ لحروب الفرنجة هو استعمار الشرق، وسمَّوْا أنفسهم في أوروبّا صليبيّين، بينما سمّاهم العرب المسيحيّون “الفرنجة”، لأنّ الصليب ضدّ القتل، والمسيحيّة الشرقيّة براء من القتل والاحتلال الغربيّ، لذا حارب مسيحيّو الشرق إلى جانب المسلمين، وكان القائد العسكريّ عند صلاح الدين الأيّوبيّ مسيحيًّا.
في عصر النهضة وبدون أيّ تعصّب مسيحيّ، إن الذي أحْدَثَ عصر النهضة العربيّة الحديثة منذ بدايات القرن السابع عشر، مرورًا بالثامن عشر والتاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين هم المسيحيّون العرب، بدافع الانتماء للعروبة وللقوميّة العربيّة وللتاريخ العربيّ وللتراث العربيّ، وبفضل الجامعات والمدارس التبشيريّة التي خرّجت مثقفين.
أوّل مطبعة عربيّة ساهمت في النهضة الحديثة، كانت في أقدم الأديرة في وادي قديشا، “دير مار أنطونيوس قزحيا” في قضاء زغرتا في محافظة الشمال في لبنان، والتي تعود ملكيّتها للكنيسة المارونيّة، وعام 1584 تمّ فيها تأسيس أوّل مطبعة عربيّة في الشرق الأوسط.
وعام 1855 أصدر رزق الله حسّون الأرمنيّ في استنبول جريدة عربيّة أهليّة، باسم “مرآة الأحوال العربيّة”، وهي الصحيفة العربيّة غير الرسميّة الأولى في العالم.
ثمّ كانت صحيفة “حديقة الأخبار” في بلاد الشام لخليل خوري سنة 1857، وصدرت مجلة الهلال التي أسّسها جورجي زيدان في القاهرة عام 1892م، وتحوّل هذا الاهتمام إلى بابٍ قائم بذاته عام 1902م.
ولجورجي زيدان أيضًا 22 رواية عربيّة تروي الفتوحات الإسلاميّة، ومُجلّديْن حول التمدّن العربيّ الإسلاميّ، ومن لبنان تنتقل الصحف إلى مصر، “الجنّة والجنان” لسليم وبطرس البستاني سنة 1870، ومجلة المقتطف الشاميّة المصريّة، العلميّة الصناعيّة الزراعيّة، التي أسّسها يعقوب صروف وفارس نمر في الشام عام 1876، قبل انتقالها إلى القاهرة، وثمّ كانت الأهرام التي لا زالت قائمة حتى اليوم، وهي صحيفة قوميّة مصريّة أسّسها في 27-12-1875 الأخوان بشارة وسليم تقلا في المنشيّة بالاسكندريّة وغيرها الكثير.
في فلسطين سنة 1908 أسّس حنّا العيسى جريدة الأصمعيّ، وعيسى العيسى سنة 1911 أسّس جريدة فلسطين، ونجيب نصّار سنة 1808 أسّس جريدة الكرمل في حيفا.
أمّا المؤتمر القوميّ العربيّ الأوّل في التاريخ في باريس فكان سنة 1913، وأسّسه كلّ من اسكندر عموري، شارل دبّاس، شكري غانم، جميل المعلوف وندرة المطران وآخرون.
هذا هو دوْر المسيحيّين العرب في الشرق؛ لقد طرحوا مواضيع حول لماذا تخلّفَ العرب، ومواضيع عن العصبيّة الدينيّة والتعصّب الدينيّ، طرحوا مواضيع على قاعدة تسامحنا وانتمائنا للشعب الواحد والدين لله والوطن للجميع، وبهذا المنطق حاربوا الغرب وبسلاح الغرب، بالقوميّة والديمقراطيّة والعِلم، فلسنا قبائلَ ولا استبداديّين، وعلينا أن نتعلّم ونتوحّد، وتحدّثوا عن تخلّف العرب بسبب عدم اهتمامهم بالديمقراطيّة والوحدة والعلم وقضايا المرأة.
أمّا المسرح في الشرق فقد أسّسه مارون وسليم النقاش، وجورج أبيض وأديب إسحق ونجيب حدّاد وخليل القبّاني وإسكندر فرح.
أمّا السينما في الشرق فكان الفضل للمثلة والرائدة في مجال الإنتاج السينمائيّ آسيا داغر، التي ولدت في 18-4-1901 في تنورين بلبنان، وبدأت بفيلمها القصير “تحت ظلال الأرز”، ومن ثمّ سافرت إلى مصر وقدمت أوّل فيلم “ليلى”، لتستمرّ في التمثيل وتؤسس شركة اللوتس للإنتاج!
المسيحيّون العرب في الشرق كانوا أعمدةً ثقافيّة حضاريّة، ساهموا منذ كانوا في ظلّ الخلافة حتى القرن العشرين في النهضة والتمدّن العربيّ.
هل مسيحيّة الشرق بحاجةٍ لحماية؟ ممّن؟ وكيف؟
بعودة تذكيريّة إلى الحرب الأهليّة في لبنان، سنة 1860 كانت هناك خمس امبراطوريّات عظمى تحمي الطوائف المسيحيّة في لبنان: الامبراطوريّة الروسيّة حمت الأرثوذكس، والامبراطوريّة البريطانيّة حمت البروتستانت، والنمسا وفرنسا وألمانيا كلّ منها كان لها جهة وطائفة تحميها، لأنّه بحسب اتفاقاتهم مع الخلافة العثمانيّة، فقد عملوا على الحماية للطائفة التي ترعاها، وفي ظلّ حماية خمس امبراطوريّات أوروبيّة مسيحيّة، جرَت أبشع مذبحة أهليّة طائفيّة عظمى في الشرق بحقّ المسيحيّين!
وهل يخفى علينا مدى الاحترام الذي لاقاه المسيحيّون العرب في العراق على مدار ألفَيْ عام، وحتى في ظلّ الحُكّام الدمويّين والسفّاحين؟ ولكن في حرب العراق الأخيرة قُتل وهُجّر وغُرّب مليون ومئتي ألف مسيحيّ في ظلّ حماية الغرب! فماذا نستنتج؟
لا يمكن الدفاع عن أقليّة طائفيّة عن طريق الاستقواء بالأجنبيّ، خصوصًا وأنّ الأجنبيّ تهمّه بالأساس مصلحته الاقتصاديّة والاستراتيجيّة، فلا يمكن أن يحمي الوطن وأبناءَه إلا الوحدة الوطنيّة بين أبناء الشعب الواحد، فإن لم تُدعم قاعدة الوحدة الوطنيّة في مصر وسوريا، فسيطير مسيحيّو مصر وسوريا، مثلما حدث مع مسيحيّي العراق، فالقاعدة الأساسيّة لحمايتك الوطنيّة هي فقط في الوحدة الوطنيّة بين الأقليّة والأغلبيّة للشعب الواحد، ودون تبعيّة! وشرقنا العربيّ لا تقطنه أقليّة أو أغلبيّة مسيحيّة أو مسلمة، وإنّما تقطنه غالبيّة عربيّة مطلقة على اختلاف أديانها وطوائفها.
في نهاية اللقاء كانت هناك مداخلات وتساؤلات من قبل الحضور، أجاب عنها د. غنادري، وقدّم كلمة شكر للحضور ولمنظّمي هذا اللقاء، ثمّ قام بتوقيع الكتاب وتقديمه للحضور.
كتاب “المهد العربي” للكاتب د. سميح غنادري:
يشمل مُلحقًا بالخرائط التوضيحيّة بالألوان، وهو مطبوع على ورق صقيل بشكل أنيق وبغلاف مُقوّى، تُزيّنه لوحة للفنان عبد طميش، الذي قام بتصميم الكتاب مستعمِلاً الرسم بالفسيفساء (الفن البيزنطيّ السوريّ) للوحة أرابيسك (الفن العربيّ الإسلامي)، عاكسًا بهذا موضوع الكتاب وجوهره؛ (العرب المسيحيّون والمسلمون الذين عاشوا وبنَوْا معًا حضارة وتمدّن الشرق العربيّ عبر تاريخه، عن المسيحيّة المشرقيّة العربيّة على مدى ألفَيْ عام، بما فيه عن حياتها في ظلّ الإسلام وموقف الإسلام منها على مدى ألف وثلاثمائة عام منذ ظهوره وبناء دولته، حتّى انهيار الخلافة العثمانيّة. الكتاب يتألف من 608 صفحات، وعُرضَ في المعارض الدوليّة، مصر، المغرب، مسقط وأبو ظبي، ولاقى إقبالاً منقطع النظير، فهو ليس تأريخًا عاديًّا للكنيسة العربيّة، بقدر ما هو بحث تاريخيّ وفكريّ لمواقف ودوْر العرب النصارى على مدى تاريخهم، وللعلاقات بين المسيحيّة المشرقيّة والإسلام، وفيما يلي محتوى الكتاب:
محتويات مدخل/ معجم مساعد 16-11/ بدلا من المقدّمة، هذا الكتاب 23-17/ شرقيّة المسيحيّة، مسيحيّو الشرق 27-24/ الفصل الأوّل/ القرون الثلاثة الأولى للمسيحيّة/ نشوء المسيحيّة وتعاليمها 40-31
تعاليم المسيحية 33/ المسيحية ثورة لا دعوة مهادنة 35/ التحرّر من اليهوديّة 46-41/ تأسيس الكنيسة وتبشير الأمم 56-4/ اِذهبوا وتلمذوا الأمم 50/ التبشير الرسوليّ 53/ الرهبنة والرهبانيّات 62-57/ مسيحيّة شهداء 73-63/ العرب والمسيحيّة في قرونها الأولى 75-74/ تلخيص 77-76/
الفصل الثاني/ المسيحيّة في ظلّ الإمبراطوريّة الرومانيّة – البيزنطيّة/ الهيلينيّة – الخلفيّة الثقافيّة لعلم اللاهوت المسيحيّ 90-81/ المدارس اللاهوتيّة 97-91/ الامبراطوريّة الرومانيّة والبيزنطيّة (لمحة تاريخيّة) 104-98/ تنصّر الامبراطوريّة الرومانيّة – البيزنطيّة 109-105/ المجامع الكنسيّة المسكونيّة 123-110/ سرّ الثالوث 111/ سرّ التجسّد 113/ دستور الإيمان 119/ مسألة الأيقونات 120/ النظام الكنسيّ 120/ الانشقاقات في الكنيسة 135-124/ الانشقاق داخل الكنيسة الأورثوذكسيّة 125/ الانشقاق الأورثوذكسيّ اللاتينيّ 130/ مسيحيّة الامبراطوريّة، امبراطوريّة المسيحيّة 146-136/ العرب المسيحيّون في الامبراطوريّة 154-147/ تلخيص 157-155.
الفصل الثالث/ المسيحيّة العربيّة في دولة الخلافة العربيّة الإسلاميّة/ العرب المسيحيّون والمسيحيّة العربيّة قبل ظهور الإسلام 199-161/ العرب المسيحيّون في البلاد السوريّة 166/ مملكة الأنباط 166/ مملكة تدمر 167/ مملكة الغساسنة 172/ العرب المسيحيّون في العراق 177/ مملكة المناذرة 180/ العرب المسيحيّون في شبه الجزيرة العربيّة 182/ طقوس العرب وكنائسهم وأديرتهم 191/ المسيحيّة عشيّة وإبان ظهور الإسلام 193/ لماذا لم تتأسّس كنيسةعربية مستقلة؟ 195/ تلخيص واستنتاجات 197/ المسيحيّة والنصارى في “القرآن” وفي التفسير والفقه الإسلاميّين 220-200/ المذاهب الفقهيّة السنّيّة وموقفها من النصارى 216/ فقه جديد – تفسير آخر 221-244/ تعامل الرسول محمّد مع النصارى 245-251/ الخلافة الراشديّة 252-267/ تصرّفات الخلفاء الراشدين إزاء النصارى 254/ ترحيل مسيحيّي نجران 256/ تعامل النصارى العرب مع الفتح الإسلامي 259/ العهدة العمريّة 264/ الخلافة الأمويّة 268-285/ العرب المسيحيّون في ظلّ الخلافة الأمويّة 273/ الخلافة العباسيّة 286-315/ سمات الخلافة العباسيّة 287/ المسيحيّة في ظلّ الخلافة الإسلاميّة 294/ حوارات مسيحيّة إسلامية 301/ تعسّف بحق المسيحيّين 305/ الأعاجم الموالي وتعاملهم مع النصارى 310/ العرب النصارى والخلافة – إجمال وتقييم 316-361/ وعي المرحلة التاريخيّة 316/ إسلام الدولة وإسلام العقيدة 318/ العرب النصارى ومساهمتهم في التمدّن العربيّ الإسلاميّ 325/ يوحنا الدمشقي 333/ موقف الخلافة من النصارى 337/ تهمة فرض الإسلام بقوّة السيف 346/ لماذا أصبح النصارى أقليّة؟ 354.
الفصل الرابع/ الصليبيّة حرب وجريمة غربيّة بحقّ الإسلام والمسيحيّة الشرقيّة/ أسباب وأهداف الحرب الصليبيّة 365-376/ الخلفيّة التاريخيّة 366/ أهداف الحملة الصليبيّة 370/ حملة شعبيّة وحملة أطفال 374/ حملات الفرنجة وتأسيس مملكة أورشليم اللاتينيّة 377-391/ الحملة الأولى 378/ الحملات الأخرى 385/ السلاجقة والأيّوبيون وتعاملهم مع العرب المسيحيّين 392-400/ انهيار المشروع الصليبيّ 401-406/ النصارى العرب في مواجهة الفرنجة المسيحيّين 407-416/ تلخيص وعِبرة 417-419.
الفصل الخامس/ العرب المسيحيّون في عهد الخلافة العثمانيّة/ المماليك وتعاملهم مع النصارى العرب
عشيّة قيام الامبراطوريّة العثمانيّة 423-432 / الخلافة العثمانيّة – خلافة متخلّفة/ في عصر النهضة الأوروبيّة 433-444/ لمحة تاريخيّة 433/ سمات النظام العثمانيّ التركيّ 437/ المسيحيّة الشرقيّة في السلطنة التركيّة 445-458 / صراع بين المسيحيّين على الأماكن المقدّسة 456/ الإصلاحات ونظام “الملّة” العثمانيّ/ بين الإيجابيّات والسلبيّات 459-469/ تشريعات سلطانيّة إسلاميّة جديدة 459/ نظام الملـّة بين ترحيب ورفض المسيحيّين العرب 463/ الفتنة الطائفيّة الأهليّة في لبنان 470-479/ الامتيازات الأوروبيّة لدى الخلافة العثمانيّة ونشاط الإرساليّات التبشيريّة الغربيّة 480-499/ الامتيازات والحماية 482/ الإرساليّات وخدماتها 488/ تهمة “الصليبيّة الجديدة” 497/ مميّزات نشاط الإرساليّات الروسيّة ودعمها لحقوق نصارى بلاد الشام 500-520/ الكنيسة الروسيّة ومصالح القيصريّة 501/ خصوصيّة التوجّه الروسيّ الإيجابيّ 505/ النشاط الروسيّ الإرساليّ والتعليميّ 508/ جدليّة وِحْدة وصراع الأضداد بين الروس والعرب النصارى 516/ العرب النصارى من روّاد التنوير والنهضة الوطنيّة والحركة القوميّة العربيّة 521-562/ مصلحون إسلاميّون 522/ العرب النصارى روّاد التنوير الثقافي 525/ النهضة الإعلاميّة 528/ خصوصيّة النهضويّين العرب النصارى 532/ الشخصيّات التنويريّة العربيّة المسيحيّة وأفكارها 535/ نضوج الفكر والبرنامج القوميّ 547/ ردّ على الاتهامات المغرضة بحقّ القوميّين العرب النصارى 559/ تلخيص 563-565/ بدل الخاتمة 566-567/ شكر 568/ الخرائط.