أقترب العيد يا اولادي فكل عام وانتم غاليون

أعرف كم تحبونه وتفرحون به وتعدون الايام الباقيه لقدومه….اقترب العيد بل أصبح واقفا يطرق الأبواب.. وما لي لا أشعر بفرحته ككل عام يا أبنائي اقترب العيد وما لي لا أبتسم حين أراهم يعلقون الزينات والأنوار.. لا أبتهج لرؤية بهجاته الملونة.. بل إني حتى لا أرى ألوانها.. ما لي أراها قاتمة رمادا ساكننا في غربتي يا أبنائي

اقترب العيد وإني أخشاه يا أبنائي.. لأول مرة بعمري أخشاه.. أخشى أن يستطلعوا قدومه ولستم معي.. أخشى أن يعلنوا بدء عيد الفطر فلا تتصلون لمعايدتي لتهنئتي أخشى أن يؤذن فجر لتكبيره دون أن توقظوني في قبله ومشاكسه دافئه.. أخشى أن افتح عيوني فأجد مكانكم مهجورا ككل يوما عددى في غربتي .. .. ولا أسمعكم تقولون “كل سنة وانت طيبيبه يا امي”.. أخشى أن يأتي العيد ولستم معي .. جاء مسرعا وما زالت ملامحي على جمودها.. بدون أي تغيير أو تعبير.. ملامح تسعى جاهدة لإخفاء الحزن.. وفي ذات الوقت لا تقوى على رسم ابتسامة زائفة.. وما زالت تزداد المرارة والحسرة.. وأنا أخفيها بداخلي.. أخفيها كي لا أؤذي مشاعر الاخرين ب…

جانبي .. رغم إدراكي التام يا أبنائي بأن ذات المشاعر تعتمل في صدورنا جميعا.. وأن كل منا يحاول التمثيل على الآخر.. ونختبئ وراء قناع ثلجي الملامح.. كم أرهقني حمل القناع.. كم أرغب في خلعه.

العيد قادم واشعر بكم ترفرفون فوق امواج حيفا وعلى قبه عباس تنثرون المرح وعلى اسوارها تهتفون نحن هنا يا امي فانت لست وحدك.

انتهى رمضان يا أبنائي .. وأحمد الله أنه قد انهينا شهر الرحمة والمغفرة.. وأسأله أن يتقبل منا.. وأن يغفر لي عدم قدرتي على الابتهاج.. فما أصعب الابتهاج يا أبنائي وما أقسى العيد ولستم معي.

في قدوم العيد بدونكم.. كلّ عام وأنتم بخير يا أبنائي .. كل عام وأنا لا أنساكم لحظ وأعيش على احاسيسكم الجميلة.. كل عام وأنا أحبكم أكثر.. وأفتقدكم أكثر.. وأشتاق لكم أكثر.. وأشبهكم أكثر.. وأفخر بكم أكثر.. وأدعو لكم أكثر.. وأحسبكم بإذن لله تتمتعون في رحلتكم لشرم الشيخ.

———

امكم التي لا تتوقف اشواقها لكم

ايمان احمد