الطيبي رجل التحديات ..وهموم الناس !
تاريخ النشر: 16/08/12 | 1:30أنا على يقين بأن ما دفع النائب احمد الطيبي لأن يسعى لتشريع قانون تعويض المسافرين عن التأخير أو إلغاء رحلة جوية لم يكن بضع مئات او الاف من الشواقل، تلك التي سيحصل عليها المسافر الذي يتضرر من هكذا تأخير، وإنما هو دافع جوهري أقوى وأعمق. إنها كرامة المسافر واحترامه ولا سيما المسافر العربي. وليصححني الطيبي إن كنت مخطئاً في تحليلي لما يدور في ذهن هذا السياسي المحنّك، البرلماني الذكي والقائد الشجاع.
منذ سنوات طويلة ونحن نسمع عن تكرار نفس قصص معاناة المسافرين في مطارات إسرائيل، منهم من قضوا ساعات على الكراسي أو حتى على أرض المطار بسبب استهتار شركات الطيران التجارية وتبديل .. وتغيير.. وتأخير مواعيد رحلاتها بساعات لضمان أرباحها حتى وإن كان ذلك على حساب كرامة المسافر.
أما قصص المعاناة الأخرى التي ترتبط بهويتنا العربية فهي تأخير المسافرين العرب في التفتيش الأمني من منطلق أننا ” خطر أمني إلى أن نثبت عكس ذلك ” . وكم حالة نُشرت في الإعلام ووصلت الى المحاكم دون جدوى، ودائما النتيجة واحدة : إذلال وإهانة ودوس على كرامتنا.
هذه الكرامة هي التي دفعت د. أحمد الطيبي للمبادرة إلى سنّ قانون تعويض المسافرين ويشمل تقديم خدمات وتعويضاً مالياً، والذي دخل حيّز التنفيذ بتاريخ 1682012 بعد 6 سنوات من العمل الشاق والعقبات في وجه هذا القانون..
مرة أخرى أثبت الطيبي أن عضو الكنيست الناجح والمتمكّن من العمل السياسي ينجح في تحقيق إنجازات حتى وإن كان في المعارضة، حتى وإن كان عربياً.
أنجز الطيبي هذا القانون الاستهلاكي الذي حشر به النواب اليهود وأحرجهم أمام ناخبيهم لكونه قانوناً استهلاكياً عاماً يعود بالفائدة على جميع مواطني البلاد، فحظي بدعم كافٍ ليصبح قانوناً ناجزاً، وبذلك ضمن أيضاً القيام بواجبه تجاه جمهوره هو الذي انتخبه ووضع ثقته فيه.
إن فرض عقوبات مالية على شركات الطيران، سيدفعها إلى احترام المسافرين وحقهم في الحصول على الخدمة اللائقة مقابل تذاكر السفر التي اشتروها. لكن الأهم من ذلك أن هذا القانون الذي يسميه المسؤولون في سلطة المطارات ” قانون الطيبي ” يسترجع لنا كرامتنا كمواطنين عرب في هذه البلاد، ويفرض على طواقم المطارات والشركات التعامل معنا بمساواة واحترام. وأستذكر في هذا السياق انه عندما تم افتتاح المبنى الجديد لمطار اللد – بن غوريون قبل بضع سنوات ، لم يشمل المبنى أي لافتة باللغة العربية، وكان الطيبي نفسه هو الذي قدم التماساً بإسم الحركة العربية للتغيير وصل الى المحكمة العليا وألزم إدارة المطار بوضع لافتات باللغة العربية في جميع أرجاء المطار ومسار المسافرين. واليوم عندما نرى لافتات توضح القانون الجديد ايضاً باللغة العربية، فهو بمثابة إغلاق دائرة أخرى من دوائر الطيبي التي ترسّخ وتعزز وجودنا على هذه الأرض، وتثبّت هويتنا، وتقول لكل من يشكك في شرعيتنا ” سجّل أنا عربي .. وكرامتي فوق كل شيء ” ، وفقط الطيبي ينجح في مثل هذه الانجازات .. إنه رجل التحديات .
“اعلامية” بقلم: غسان عبد الله
من لا يشكرالناس لا يشكر الله!
جميل أن نشكر كلّ من يسهم في تحقيق المساواة والعدل والكرامة للجميع،
لكن لا حاجة لمثل هذه المبالغة كما وردت في المقال:
“وفقط الطيبي ينجح في مثل هذه الانجازات .. إنه رجل التحديات.”
أنا لا أنكر دور الأفراد في إحداث الإصلاحات والتغيير، لكن عصرنا يتّجة
للعمل الجماعيّ التشاوريّ التعاونيّ!