اعادة النظر في امتحان "البسيخومتري"

تاريخ النشر: 20/08/12 | 0:23

تناول الحديث في الاسبوع الفائت اقتراح وزارة التربية والتعليم اعادة النظر في ضرورة الامتحان (البسيخومتري ) وايجاد امتحان قبول بديل او سبل تقييم اخرى.

قد تختلف الأراء والمواقف تجاه الموضوع وطرق تناوله لكننا نرى من واجبنا وحقنا في قول كلمتنا في هذا الصدد.

لم ولن تكن هذه الوسيلة الامثل لتقييم الطلاب والاشخاص المناسبين لقبولهم لمواضيع التعليم ونجاحهم بها لاحقا نظريا في الجامعة وعمليا على ارض الواقع فيما بعد.

هذه الوسيلة ليست الا اداة للسيطرة على عدد الطلاب الملتحقين بالكليات المطلوبة وبالتحديد مواضيع الطب والصيدلة ومواضيع اخرى عليها اقبال وطلب عالي.

ما المنطق العلمي والنفسي والمنهجي في تحديد مجال قبول الطالب بفارق بضع علامات؟

قد تفصل 7-8 علامات بين موضوع يتمناه الطالب ويضطر للتوجه لموضوع اخر في كلية ثانية, قد يضطر لاختيار موضوع ادبي بدل علمي لمجرد فارق بسيط لبضع علامات.

يجب ان تكون امتحانات تقييم وقبول حسب الكليات. لعلوم الطب والصيدلة امتحان معين وخاص, ولمجال الاقتصاد وادارة الاعمال امتحان تقييم اخر وهكذا…

برأينا هناك عدة اسباب وراء الأصرار على الامتحان البسيخومتري:

1. عدم ثقة المؤسسة وادارة الجامعات بنتائج امتحانات البجروت ( والعلامة الواقية من المدرسة), تبعا لوجود شكوك بمصداقيتها.

2. المحافظة على الاحتكار المستمر والمنهجي في قبول عدد معين من الطلاب العرب لمواضيع معينة للحفاظ على توازن يخدم الدولة حسب مفهومها المميز واستمرار نفوذ وسيطرة العنصر السائد في مجالات العمل لاحقا كالمستشفيات…. وغيرها من دوائر حكومية.

طلابنا الاعزاء هم مستقبلنا يضطرون للسفر لخارج لبلاد للتعلم ونيل الشهادة والعلم المنشود في بلاد عريقة بالعلوم لا تضع عراقيل البسيخومتري امامهم ويتحملون الصعوبات.

في السنوات الاخيرة استيقظ المسؤلون على نقص متوقع بعدد الاطباء في البلاد مع العلم ان هناك مئات الطلاب العرب المناسبون ومؤهلون علميا ومعنويا ونفسيا للقبول لهذه المواضيع لكنهم حرموا منها وفق امتحان تقييم تقني ( “روبوتي”) ليس الا اداة لاستمرار التحكم بعدد المقبولين وانتمائهم.

قبل بضع سنين كانت تجربة بقبول طلاب بالجامعة وفق امتحان معين بديل وتبعا لذلك ازداد عدد طلاب الصيدلة في احد الجامعات المحلية مما دفع ادارة الجامعة لاتخاذ “طرق” علمية وادارية لتغيير الواقع , وقد تم تقليص عدد الطلاب بعد السنة الثانية وفقا لمعايير صارمة.

في بعض الجامعات سن القبول لمواضيع معينة ( عامل اجتماعي) بعد جيل 21-22 , ثلاث سنين بعد انهاء الثاني عشر , أي فترة الخدمة العسكرية حي لا يتم التفوق على الوسط اليهودي في عدد الخريجين, سياسة واضحة لا تمت للعلم والاكاديمية بأي شيئ.

(دولة متحضرة متنورة متقدمة غربية على مستوى اوروبي) يجب ان تفتح باب التعليم على مصراعيه وأول سنة في الجامعة كفيلة لتقييم نجاح ومدى ملاءمة الطالب الجامعي للموضوع الذي التحق به ووفقا لذلك يستمر في تعليمه , ويستمر الناجحون نحو الافضل والتميز ومنهم من يضطر اختيار مسار اخر. فلا نحرم احدا من حقه في ان ينال العلم في موضوع يحبه وقد يبدع فيه رغم التقييمات الخاطئة احيانا حسب هذه الوسيلة المعيقة والمكلفة .

اطلب العلم ولو في الصين. لكن الصين بعيدة والأردن غالية ترهق الاهالي بمصاريفها فلماذا هذه الدولة التي تعتبر نفسها اوروبية متحضرة متقدمة لا تستثمر بطاقات شباب المستقبل, ام ان شبابنا وبناتنا من العرب ليسوا من كادر المستقبل المحبذ في هذه الدولة العجيبة.

نعم لتغيير اداة التقييم والقبول للجامعات وهناك اكثر من بديل. نعم للتعليم. نعم لأتاحة الفرصة لمن يرغب ان يحاول يثابر وينجح في مجال علمي.

نعم للعلم والتعليم لكل طالب في كل مجال. وفقنا الله جميعا وكل عام وانتم بالف خير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة